كيف استغل عبدالحليم حافظ نفوذ شمس بدران في أزمة أم كلثوم ؟
-
سعيد محمود
كاتب نجم جديد
“بيع قلبك بيع ودك شوف الشاري مين “.. كلمات أغنية شهيرة للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ في خمسينيات القرن الماضي، كتبها الشاعر حسين السيد ولحنها كمال الطويل، وهي الكلمات التي طبق المطرب الشهير بعضا منها على أرض الواقع بالفعل، خصوصًا في أزمته الشهيرة مع كوكب الشرق أم كلثوم.
كان عبد الحليم حافظ هو الإبن المدلل في الوسط الفني لحركة الضباط الأحرار، وكان يحسن استغلال ذلك الأمر جيدًا للوصول إلى ما يريده بذكاء شديد، وهو ما تناوله الكاتب الصحفي منير عامر على صفحات مجلة صباح الخير عام 1995، تحت عنوان “وزير حربية عبد الناصر وعبد الحليم: علاقة سرية”.
أزمة عبد الحليم حافظ وأم كلثوم
ارتبط عبد الحليم حافظ بعلاقة قوية مع شمس بدران مدير مكتب عبد الحكيم عامر، وهو ما أرجعه منير عامر إلى أن العندليب الأسمر كان “يعرف أنه كلما عمق صلاته بأصحاب النفوذ، كلما ازداد قدرة على النمو”، لذلك ظل محافظا على علاقاته بكبار رجال الثورة وعلى رأسهم شمس بدران.
يقول منير عامر إن عبد الحليم رغم مكانته عند جمال عبدالناصر، إلا إنه كان يعرف أنه في المرتبة الثالثة بعد عبدالوهاب وأم كلثوم، لذلك كان يريد التفوق عليهما، وكان سبيله إلى ذلك هو توطيد علاقته بشمس بدران، كونه يرى فيه حائط صد للهجوم عليه، خصوصا بعد الواقعة الشهيرة التي يعلمها الجميع بين عبد الحليم وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، في الاحتفال بالثالث والعشرين من يوليو عام 1964، عندما غنت أم كلثوم طويلا وتأخر دخول العندليب إلى المسرح، فما كان منه إلا أن قال “طبعا منتهى الجرأة إن واحد يغني بعد أم كلثوم أو يختم حفلة غنت فيها أم كلثوم، لكن أنا ما اعرفش الأستاذ عبد الوهاب والست أم كلثوم أصروا إني اختم الحلفلة، ده شرف كبير، ما اعرفش هو شرف ولا مقلب”.
اقرأ أيضًا
“عبدالحليم حافظ والمشايخ” الحويني رآه في المنام يطمئنه وشيخ الأزهر جهز له مشروع فني
كانت تلك هي الجملة التي قلبت الطاولة على المطرب الشاب وقتها، حيث لم تكن أم كلثوم هي الأخرى بالشخصية السهلة، واعتبرت الأمر تطاولاً عليها، بل ذهبت إلى عبد الحكيم عامر تشكوه له طالبة عقابه، وعلى الجانب الآخر غضب محمد عبد الوهاب من فكرة المؤامرة التي لمح لها العندليب.
شمس بدران ينقذ عبد الحليم
أحس عبد الحليم حافظ بالخطر بعد ذلك الموقف، وهو ما دفعه للتفكير سريعا والاستعانة بصديقه شمس بدران الذي كان وطد علاقته به سابقا في لقاء جمعه هو وعبد الوهاب بجمال عبد الناصر من أجل تخفيض الضرائب على الفنانين، وهو اللقاء الذي خاف فيه موسيقار الأجيال من الحديث، وترك الأمر كله للعندليب، لدرجة أن عبد الناصر قال له “إنت اتكلمت كتير قوي يا أستاذ عبد الوهاب وتعبت نفسك عشان الفنانين خالص”.
ووفقا لما كتبه منير عامر، تطورات علاقة شمس بدران وعبد الحليم، حيث ذكر أنه منذ ذلك اللقاء أصبح الفتى الأسمر هو الذي يتحدث مع شمس بدران في كل ما يخص الفنانين من أمور قبل أن يتم الاستجابة لما يطلبه سريعًا.
وبعد الأزمة التي وضع عبد الحليم نفسه فيها وعانى بسببها، كان من الطبيعي أن يلجأ لصديقه صاحب النفوذ ليخرجه منها، فلجا لحيلة بسيطة وهي أنه اتصل به وأخبره أنه مريض ويرقد في الفراش، فما كان من شمس بدران إلا أن سارع بالحضور فورا لرؤيته.
وبحسب ما روى منير عامر كونه كان شاهدًا على ما حدث، فإن عبد الحليم قام بتغيير ملابسه العادية وارتدى جلبابًا ثم ربط رأسه بمنديل وذهب إلى السرير، وبالفعل حضر شمس وجلسا سويا لفترة في غرفته، قبل أن يترك البيت ويخبر عبد الحليم منير عامر أن مصير شكوى أم كلثوم سيكون سلة المهملات، وبذلك ضمن الفتى الأسمر نهاية الأزمة على خير.
الكاتب
-
سعيد محمود
كاتب نجم جديد