كيف تتخلص من الاكتئاب والأفكار الانتحارية؟
-
طاهرة توفيق
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
في مقالٍ سابق عرضت كيف هاجمتني الأفكار الانتحارية بلا توقف، وأعاقت بيني وبين تحقيق أهدافي والاستمتاع بالنعم التي جعلتني أتجاهلها تمامًا. فكيف يمكنك التخلص من هذا المارد دون خسائر ومحاولات حقيقية للانتحار؟
– أولًا يجب عليك التوجه لطبيبٍ نفسي جيد؛ فالاكتئاب مراحل: إن كنت تفكر اليوم في الانتحار فغدًا ستبدأ التفكير في طريقة الانتحار، وبعد الغد تقدم عليه إن لم تعترف بوجود المشكلة. اللجوء لطبيبٍ نفسي ضروري كل فترة– وإن كنت سوي الصحة النفسية– للتعرف على نفسك أكثر ومساعدتك مع كل مرحلة جديدة تحاول فيها اتخاذ قراراتٍ مصيرية، فما بالك لو كنت تفكر بالانتحار؟… وتذكر أن لجوءك لطبيبٍ نفسي لا يجعل منك مجنونًا، عدم ذهابك هو ربما ما يفعل.
– إن قرر الطبيب صرف دواءًا بعينه فلا تترد في أخذه، فهو ما سيعينك على ممارسة حياتك بشكلٍ طبيعي.
– علاج المرض يكون بالتعرف على أسبابه، فاسأل نفسك ماذا جعلك تصل لهذه المرحلة وقم بمعالجته مع طبيبك، وحاول أن تتجرد من كل شىء معه يجعلك خاءفًا أو مترددًا من البوح عن مكنونات صدرك، وثق أن الطبيب النفسي لن يحكم عليك أبدًا أخلاقيًا. فإن كانت أسباب اكتئابك على سبيل المثال مخاوف ما ناقشها معه واكتبها على ورقة واكتب ما يجعلها تموت للأبد عن طريق مناقشتها مع الطبيب، وتذكر دائمًا أن الخوف كذابًا.
-إن كان حولك ولو صديق واحد يهتم لأمرك قل له ما يدور بداخلك، وقم دائمًا بتفريغ أفكارك ومشاركتها معه بجانب الطبيب.
-حاول تخفيف الضغوط التي تحيط بك قدر الإمكان والتوجه المباشر للاستجمام، وهذا بالطبع في حدود ما تقدر على فعله في الوقت الحالي، فإن كان عملك سبب من الأسباب الضاغطة عليك وهناك فرصة أن تأخذ إجازة فافعل هذا دون تردد، إن كانت المواقع الاجتماعية أصبحت لك إدمانًا وتسبب لك التوتر انسحب فورًا، وهكذا.
– حاوط نفسك بالتفاصيل الصغيرة التي تحبها وإن كانت تافهة في نظرك الآن، فعندما يغمرنا الأكتئاب نرى كل شىء باللون الأسود، ونشعر أن لا شىء يؤثر في مزاجنا بشكلٍ مباشر، ولكن سماع الموسيقى مثلًا في يومك الأول مع رحلة العلاج من الاكتئاب لن يجعلك تطير فرحًا، ولكن مع الوقت تأكد أن الأشياء البسيطة تخزنها الروح لتصبح أفضل، كالوردة طيبة الرائحة التي ترعاها لتتفتح وتملأ الدنيا بأثرها الطيب، ولكن دع الأمور تأخذ وقتها، فلا يفوتك أبدًا في هذه المرحلة تجمُّع ما مع الأصدقاء– وإن كنت في حالة مزاجية سيئة– بل اختلق لنفسك عالمًا جديدًا لتجربة كل ما هو جديد من هوايات ورياضة وما إلى ذلك يوميًا ودع روحك تتنفس من جديد.
– العلاقات الإنسانية الطيبة تؤثر على مزاجنا بشكلٍ إيجابي، فجالس من لم تزرهم منذ زمن بعيد من أصدقاء المدرسة والجامعة والأهل والأقارب ممن يدعمونك نفسيًا وتحب عشرتهم، ويا حبذا لو كان من هؤلاء رجل حكيم كبير في السن يحكي لك بعض القصص والخبرات الحلوة وطفل برىء تلعب معه.
– من الضروري شراء معطرات الجو في هذا الوقت برائحة تحبها، والبحث عن الروائح التي تريح أيضًا الأعصاب، كالصنوبر والريحان والياسمين وشموع اللفاندر.
-شراء حيوان أليف من أهم الأشياء التي تجعلك تشعر بأن هناك من يهمه وجودك ويؤثر على صحتك النفسية بالإيجاب، ولكن إن كنت من هؤلاء الذين لا يحبون التعامل مع الحيوانات ولا يعرفون كيفية الاهتمام بهم فلا تقدم على التجربة.
– التغيير يقضي على الاكتئاب، فحاول كسر الروتين وتغيير جدران بيتك ولو بلوحاتٍ أو ملصقات بسيطة لن تكلفك الكثير، ولكن ثق أنها ستغير من نفسيتك الكثير، وكذلك تغيير مظهرك والتفكير في أسلوب حياتك ككل هل أنت راضٍ عنه أم لابد من إضفاء بعض التغيير.
-إن كانت صحتك النفسية قد تحسنت نوعًا فحاول في عطاء ومساعدة من حولك، ففي العطاء السعادة وانشغال النفس عن السلبيات.
– مما لا شك فيه أن اللجوء إلى الله تعالى والتقرب منه من أهم الأشياء التي تمنحنا السكينة، وهذا أيضًا ما ينصح به الكثير من الأطباء، فتقرب إلى الله بالشكل الذي تحبه.
وأخيرًا تذكر أن علاج جميع المشاكل النفسية كما قال الكاتب الدكتور أحمد خالد توفيق
“لا تكن عاطلًا….لا تكن وحيدًا”
الكاتب
-
طاهرة توفيق
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال