كيف تحصل على الحياة التي تشبهك؟
-
سعيد محمود
كاتب نجم جديد
هل تحلم بحياة تشبهك؟ وفي الوقت الذي يشعر فيه البعض أن ذلك تحقق بالفعل، يرى البعض العكس، وأنه يعيش في غربة دائمة حتى وإن كان في بلده ووسط أهله.
فما معنى أن تعيش الحياة التي تشبهك؟ وكيف تحصل عليها؟
تقول المهندسة ومدربة الوعي الأنثوي الكويتية رهام الرشيدي، إن الانسجام مع حياتك يعني أنها تشبك، فإن شعرت أن أفكارك وطموحاتك ونواياك ومشاعرك ورغباتك الداخلية تتطابق مع حياة التي تعيشها، فهي تشبهك، أما إن كانت تلك الأشياء لا تتطابق مع حياتك، فهي بالتأكيد لا تشبهك.
6 مفاهيم لتحصل على الحياة التي تشبهك
من أهم أسباب عدم إحساسك بأن حياتك تشبهك، هو تأثرك بما يمليه الآخرون عليك، فعندما تريد مثلا أن تلتحق بكلية ما، ويجبرك والدك على كلية أخرى يراها هو أفضل، قد يجعلك ذلك تشعر أن حياتك لا تشبهك.
وفي السطور التالية، نستعرض معا 6 مفاهيم تساعدك في الحصول على الحياة التي تشبهك.
1- الوعي بذاتك وبحياتك
لن تقدر على تحقيق حياة ترضى عنها إلا عن طريق وعيك بذاتك وبما يحدث من حولك، فكلما زاد وعيك كلما أصبحت الصورة التي ترى فيها حياتك أوضح بكثير.
ركز جيدا على ما تريد أن تفعله
هل يشبهك هذا العمل أم لا؟
هل تجد أن الفرص المتاحة أمامك مناسبة بالفعل أم غير مناسبة لك؟
هل تريد أن تقترب من شخص ما وتصادقه، أم لا تريد أن تفعل ذلك؟
كلما عودت نفسك على ذلك، ستجد أن أفكارك وطموحاتك ونواياك ومشاعرك ورغباتك الداخلية التي تحدثنا عنها في البداية، منسجمة مع ذاتك وحياتك بالفعل.
ووفقا لما تنصح به المدربة رهام الرشيدي، فإنه لتعرف إن كنت منسجما مع حياتك بالفعل، وتمتلك الوعي لتشعر بذلك أم لا، عليك أن تتأمل جميع جوانب حياتك باستمرار، وبمرور الوقت ستنمي وعيك بشكل أكثر إيجابية، وتحصل بالفعل على الحياة التي تشبهك.
2- تخلص من تأثير رأي الآخرين فيك
عندما نبدأ في الاعتماد على ما يعتقده الآخرون عنا، ونجعل رأيهم محوريا في نجاحنا، فإننا نقع في مشكلة تجعلنا نشعر أننا لا نعيش الحياة التي تشبهنا.
لذلك، تذكر أن معظم الناس لا يهتمون بك كثيرا، فهم يقضون المزيد من الوقت يفكرون في أنفسهم وليس في الآخرين.
وفي هذا الشأن تنصح المدربة “لولي دكسال” مؤلفة كتاب “فجوة القيادة” الأكثر مبيعا، بالاهتمام بشؤونك الخاصة، والتوقف عن سؤال الناس عن رأيهم بك.
يجب أن تبذل جهدا واعيا لترك ما يعتقده الآخرون، إنها مهارة يجب ممارستها مثل التأمل، ولكن بمجرد أن تفهم حقا كيفية ذلك، سترى العالم مختلفا تماما.
3- تحرر من الإحساس بالذنب
عقدة الإحساس بالذنب من الأشياء التي تبعدنا عن الحياة التي نريدها، في تخلق شعورا مزعجا ومقلقا يعم كل شيء نقوم به، ويؤدي حتما إلى القلق والاكتئاب والتعب.
في كثير من الأحيان قد تشعر بالذنب والهوس بشيء قلته أو فعلته، وتعتقد أن الآخرين تأذوا بسببه، أو أنه جعلهم يشعرون بالضغينة تجاهك، والحقيقة أنه في كثير من الحالات، قد لا يلاحظ الناس كلماتنا أو أفعالنا، أو ينسون أمرها.
فأنت بهذه الطريقة تعاقب نفسك، وقد تحمل هذا الذنب طوال حياتنا، ولا تدري أبدا أن الشخص الوحيد الذي تعرض للأذى نتيجة الشعور المضاعف بالذنب هو أنت.
عندما تأتي أفعالك من مكان الخير والحب ولكن يتم استقبالها من قبل شخص آخر بطريقة لم تقصدها أبدا، فهذه ليست غلطتك ويجب ألا تشعر بالذنب بسببها.
4- لا تفقد الحماس في التغيير للأفضل
كثير من الناس يدركون أنهم يحتاجون إلى تغييرات في حياتهم، وبالفعل يتخذون الخطوات اللازمة من أجل ذلك، ولكن عندما تصبح الأمور صعبة، يستسلمون بسهولة، وذلك لعدة أسباب، منها عدم الحصول على الدافع الصحيح وراء التغيير، وإرهاق أنفسهم أكثر من اللازم، واستعجال النتيجة.
فيجب أن يكون الدافع الأساسي هو حبك لذاتك، حتى تصبح قادرا على إيجاد طريق التغيير والاستمرار فيه.
ومن المهم أن تتأنى في التغيير، فمثلا إن كنت تريد خسارة بعض الوزن، لا تحمل نفسك في التدريب ما لا طاقة لك به.
أيضا لا تستعجل نتيجة التدريبات، حتى لا يفتر حماسك رويدا رويدا، ثم تشعر بالكسل وتتوقف عن الأمر.
5- لا تجعل المواقف السيئة تطرحك أرضا
يحاول الناس أحيانا البقاء في حالة إنكار عندما يواجهون وضعا صعبا، ومع ذلك، كلما حاولت تجنب المشكلة لفترة أطول، كلما استغرق معالجتها وقتا أطول.
اعترف أن الموقف الصعب موجود، بغض النظر عن ما تشعر به حيال ذلك، وكن على استعداد لمواجهته مباشرة حتى تتمكن من تجاوزه.
وعادة ستتعلم ما هو أفضل، حتى بعد التعرض لأسوأ المواقف، ربما ستخرج منه شخصا أقوى، أو تتعلم درسا قيما في الحياة، لذلك حاول أن تنظر إلى الموقف على أنه تجربة تعليمية ستساعدك بطريقة ما في وقت لاحق.
6- اسأل نفسك عن معنى حياتك
عند تقييم معنى حياتك، نعتقد أنك بحاجة إلى التفكير في ما يجعلك سعيدا، لأن هذه الأشياء والمواقف والناس هي ما تعطي حياتك معنى أكبر.
وتظهر الأبحاث الحديثة أن الأشخاص الذين يشعرون بأن حياتهم لها معنى يتمتعون براحة البال والصحة البدنية أيضا.
على سبيل المثال، وجد “مايكل ف. ستيجر”، عالم النفس ومدير مختبر دراسة المعنى ونوعية الحياة في جامعة ولاية كولورادو الأمريكية ، أن الكثير من الناس يحصلون على قدر كبير من الراحة النفسية من فهم ماهية حياتهم، وكيف تتناسب مع العالم من حولهم.
ويوضح بحثه أن الأشخاص الذين لديهم شعورا بمعنى الحياة والغرض منها، يشعرون بشكل عام بسعادة أكبر وأكثر رضا على المستوى اليومي، ويشعرون أيضا بقدر أقل من الاكتئاب والقلق، ويقل احتمال مشاركتهم في سلوكيات محفوفة بالمخاطر.
إقرأ أيضاً
رسالتك في الحياة .. فوائدها وكيفية تحديدها
الكاتب
-
سعيد محمود
كاتب نجم جديد