همتك نعدل الكفة
2٬496   مشاهدة  

كيف تحولت بحيرة الحضرة إلى مسكن للأغنياء.. حكاية حي سموحة في الإسكندرية

سموحة


مع تكرار البحث وقراءة المقالات الخاصة بأصول وتواريخ الشوارع والأحياء المصرية، يمكننا أن نصل إلى يقين بأنه لا توجد أماكن في مصر تمت تسميتها عن طريق الصدفة، ولكن الحقيقة ان كل حي أو شارع له تاريخ طويل وقصص شعبية أكثر، وحي سموحة لديه واحدة من أهم هذه القصص، حيث أن تاريخ نشأتها إلى عام 1924 وقبل ذلك كانت منطقة سموحة هي عبارة عن بحيرة في وسط مدينة الإسكندرية لا يوجد حولها إلى بعض المنازل الصغيرة.

وشهد عام 1924 وضع أول حجر أساس حقيقي في منطقة سموحة، حيث بدأت القصة مع قدوم السيد (جوزيف سموحه) وهو واحد من كبار تجار الأقمشة العراقيين اليهود الذين أتوا للعمل في مصر خلال هذه الفترة، وقدم طلب إلى هيئة الأوقاف في هذا الوقت بأن يأخذ هذه المنطقة التي تقع بها بحيرة الحضرة بنظام حق الانتفاع ولكن لمدة مفتوحة مدى الحياة، وبالفعل وافقت وزارة الأوقاف وسمحت له بحق التصرف في هذه المنطقة، ورغم اعتراض البعض على هذه الحجة في ذلك الوقت، إلا أن جوزيف سموحة كانت تربطه علاقة صداقة بالملك فؤاد الأول الذي سهل له عملية حصوله على الأرض.

بحيرة الحضرة

إنشاء جوزيف سموحة للحي السكندري
بعد أن صدرت الحجة جوزيف سموحة، قام بتجفيف بحيرة الحضرة، ووضع رسم هندسي منظم لهذا الحي الذي حمل اسمه بعد ذلك، وجذب الحي عند نشأته اليهود المصريين و استأجروا به العديد من المباني التي تتميز بتصميماتها الرائعة، وشوارعها المنظمة مما جعلها في البداية منطقة سكانية للمجتمع الراقي في مدينة الاسكندرية.

المستشفى الإسرائيلي في الإسكندرية

وبعد تشيد الحي قام جوزيف سموحة بإنشاء عدد من المشروعات الخدمية، مثل المستشفى الإسرائيلي -نسبة إلى النبي يعقوب وليس لإسرائيل نفسها- وأيضاً أقام نادي سموحة للفروسية، والذي كان من أكبر وأرقى النوادي الخاصة برياضة الفروسية في الشرق الاوسط حتى ستينات القرن العشرين، وأقيمت به العديد من البطولات الدولية.

الفروسية سموحة

أحفاد سموحة يطالبون بالمدينة السكندرية
ومع تعرض اليهود الموجودين في مصر إلى حالة من التضييق بعد عام 1952، قام أولاد جوزيف سموحة بالهجرة إلى بريطانية تاركين خلفهم كل الممتلكات الخاصة بالعائلة كما فعل أغلب اليهود المصريين في ذلك الوقت، ولكنهم ظهروا مرة أخرى في عام 2014 مطالبين بأحقيتهم في أرض جدهم مستندين على الحجة التي حصل عليها جوزيف سموحة، ولكن وزارة الأوقاف المصرية أثبتت أنه في عام 1959 وبعد هجرة عائلة سموحة، دفعت الدولة المصرية مبلغ 27.5 مليون جنيه إسترليني إلى بريطانيا مقابل تنازل جوزيف عائلة جوزيف سموحة عن الأرض بعد أن خضعت أرض سموحة للحراسة ضمن اتفاقية مشتركة بين مصر وبريطانيا، ورغم أن الأمر وصل إلى المحكمة للفصل في الآمر إلا أن الحال يبقى على ما هو عليه حتى الآن.

إقرأ أيضا
معلمة

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
6
أحزنني
1
أعجبني
5
أغضبني
1
هاهاها
1
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان