كيف تعزز الهوية الجنسية لدى أطفالك قبل الوصول لسن المراهقة؟
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في ظل الانفلات الأخلاقي الذي تشهده المجتمعات مؤخرًا، يشعر الآباء والأمهات بالقلق حيال التطور الجنسي لدى أطفالهم، ويقعون في حيرة حيث لا يدركون ما هي الطريقة الأفضل للتعامل مع صغارهم، فيما يلي بعض النصائح التي يمكنكم إتباعها مع أطفالكم لتعزيز هويتهم الجنسية، خاصة في مراحل ما قبل المراهقة والبلوغ.
كيف تتطور الهوية الجنسية لدى أطفالنا؟
ينقسم الجنس البشري إلى فئتين رئيسيتين، وهما الذكر والأنثى، ومع مرور الوقت تتطور لكلًا منهما سمات بيولوجية مختلفة، وعلى أساس هذه السمات تتحدد الهوية الجنسية لدينا حسب تفاعل تلك الخصائص البيولوجية مع العوامل البيئية المحيطة، حيث يكون من الطبيعي أن يميل الذكور للإناث والعكس صحيح، ولكن أحيانًا تظهر سمات شاذة عن الطبيعة، وسواء كانت الهوية الجنسية سليمة أو شاذة، فهي تتطور بمرور الوقت بنفس الطريقة التي يتطور بها الجسم فيزيائيًا، ولكنها تمر بعدة مراحل:
الأطفال قبل الثالثة
يبدأ الأطفال في إدراك الاختلافات الجسدية بين الذكور والإناث في عمر الثانية تقريبًا، وبعد ذلك يتمكنون من تصنيف الأشخاص من حولهم بأنهم صبي أو فتاة.
الأطفال من الرابعة وحتى السادسة من عمرهم
في ذلك العمر يبدء الأطفال بالشعور بهويتهم الجنسية وفرضها على من حولهم، وذلك عن طريق محاكاة حياة الكبار، من ملابس وتصفيف الشعر وحتى الألعاب التي يقومون باختيارها، يتم تصنيفها على أنها ألعاب للأولاد أو ألعاب للبنات، ورغم ذلك يظل بداخلهم نقطة الفضول تجاه تصرفات وشعور الجنس الآخر، وذلك بغض النظر عن هويتهم الجنسية المستقبلية، إلا أنه شعور طبيعي بالفضول تجاه المجهول.
الأطفال فوق السادسة
في هذه الفترة تتكون الملامح الأساسية لتفاصيل الهوية الجنسية لدى الطفل، وجميع الأطفال يقومون بفرض رؤية واضحة لهويتهم على من حولهم، حيث اصبحوا يعرفون الكثير عن الفروق الفردية والجنسية بينهم وبين الجنس الآخر، كما أنهم يتلقون دعمًا من أقرانهم يعزز تلك الهوية، حيث تجد في الحضانات والنوادي يميل الأولاد للعب مع بعضهم، وبالمثل البنات يميلن للعب مع بعضهن وهكذا.
كيف تقوم بتعزيز هوية طفلك الجنسية؟
يتعرف الأطفال على العالم من خلال والديه، لذا يجب على الآباء والأمهات التأكد من تقديم محتويات تعزز الهوية الجنسية لدى أطفالهم، مثلًا:
- تقديم كتب الأطفال والقصص المصورة التي تُظهر الفروقات بين الجنسين في الشكل والأسلوب وطريقة الحياة.
- شراء ألعاب لطفلك ومشاركته في اختيار ما يناسبه، مثل الدمي للفتيات، والسيارات للذكور، حيث يبدأ الأطفال في عمر السادسة بالانجذاب نحو الألعاب والأنشطة المرتبطة بجنسه.
- الاهتمام بمظهر طفلك الخارجي، واختيار ملابس ومكملات مناسبة لجنسه، فلا يرتدي الأولاد التنورات والفساتين مثلًا، ولا يضعن مساحيق التجميل، فهذه أشياء خاصة بالفتيات، والعكس صحيح، فلا ترتدي الفتيات ملابس الذكور ولا أحذيتهم.
- التحدث مع الطفل بالكلمات المناسبة لجنسه، فلا تنادي طفلك الذكر بأسماء وصفات أنثوية، ولا العكس أيضًا، ولا تسمح لأحد بإطلاق أسماء مغايرة لجنس طفلك من باب الهزار.
- من أقوى الأشياء التي تعزز الهوية الجنسية هو ثقته بنفسه، لذا قم بتعزيز ثقة طفلك بنفسه جيدًا، واحرص على أن يقوم ببناء شخصيته بطريقة إيجابية.
- اسمح لطفلك بقضاء المزيد من الوقت مع أقرانه من نفس الجنس، فذلك يعزز ويزيد النقاط المشتركة في نفس الجنس، مما يقوي هويته الجنسية واحساسه بالانتماء.
اقرأ أيضًا
خرافات ولكنها حقيقية “ليس كل ما في طفولتنا كذب”
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال