83 مشاهدة
كيف تقاطع مسلسل ” صلة رحم ” دراميًّا مع ” جري الوحوش” ؟
في الثلاث حلقات الأولى من مسلسل أعلى صلة رحم كان العمل بلا ملامح واضحة ـ كما قلنا في مقال سابق، لكن مع بداية الحلقة الرابعة، وأخذ المسلسل منحنى واضحًا بقصة رئيسية ملموسة، و قصص فرعية في خطوط درامية موازية غير مُخلة بقصة العمل الرئيسية، بل إن المتعمق يرى أنها تتكامل فيمَا بينها لعرض الأحداث بدرامية متقنة.
وقصة المسلسل تتناول فكرة تأجير الأرحام، وهي فكرة تتقاطع دراميًا مع الخط الدرامي في فيلم ” جري الوحوش ” قصة محمود أبو زيد، وكلا القصتين رغم اختلاف المعالجة تدور حول فكرة الرضا والاستسلام لقضاء الله دون محاولة للهروب منه.
ولتوضيح نقاط التشابه والاختلاف بين العملين، فإن فيلم ” جري الوحوش” تدور أحداثه حول طبيب أجرى تجربة على “نسناس ” عقيم ليجعله قادر على الإنجاب والتجربة نجحت، وأراد أن يطبقها على البشر، فاستغل الطبيب صديقه وزوجته كانا يريدا الإنجاب لإجراء هذه الجراحة، لكن بعد تطبيقها تغير كل شيء للأسوأ، حيث أُصيب (أبو الدهب ) بمرض الشلل، وأصبح شديد الذي فقد قدرته على الإنجاب مُختلًا، والطبيب المُخالف للقانون والشرع نادمًا.
أما في مسلسل صلة رحم فالقصة تقريبًا نفس الفكرة حيث فقدت زوجته( ليلى) التي تجسدها ( يسري اللوزي) القدرة على الإنجاب نتيجة حادث، وبكل الطرق يحاول الزوج ( إياد نصار) إيجاد متبرعة تأجر رحمها و طبيب يُجري له هذه العملية، و في أحداث المسلسل تكون الزوجة راضية بقضاء الله، أما الزوج فلا، رغم المخالفات التي يعرفها جيدًا كونه طبيب من ناحية ومن ناحية أخرى البحث الشرعي والديني الذي أجراه وكان معارضًا للفكرة لاختلاط الأنساب مثلًا .
وبعيدًا قليلًا عن القصة الأساسية في الفيلم فإن هناك قصص جانبية تشهد تصاعدات منها قصة (حنان) التي تقدمها أسماء أبو زيد و صديقتها (نورا) التي تقدمها نور عبد الرحمن، فالأولى أرادت التخلص من زوج جعل حياتها جحيمًا و الثانية أرادت التخلص من طفل حملت به وتخلى حبيبها عنها والقصتين في الأصل هي معادل للقصة الأساسية أبدعها المؤلف” هشام عيبة” في حقيقة الأمر لذلك قلنا في البداية وإن كانت الفكرة واحدة فإن المعالجة مختلفة تمامًا، وقصة الطبيب (خالد ) التي يجسدها محمد جمعة وغيرهم من القصص الفرعية داخل المسلسل.
وإلى جانب القصة فإن هناك رسم جيد لدواخل الشخصيات جميعها، خارجية عن طريق تصرفاتها مع الواقع الذي تعيش فيه ومع الشخصيات المحيطة، أو داخليه عن طريق المحاكاة النفسية للأبطال، ولم يكن هذا الرسم المنمق متوقف فقط على الشخصيات الرئيسية في العمل وإنما كل شخصية مرت في العمل، مهمها كانت مساحتها صغيرة أو كبيرة، الحوار محكم باستثناء التحفظ على الثلاث حلقات الأولى إذ كانت الأعمال ممطوطة بلا داعي لكن في مجمل العمل فإنه من الأعمال المتميزة الرصينة في السباق لرمضاني 2024، و المفاجأة الحقيقية هي نهاية العمل فكيف تكون النهاية إذًا ؟!
اقرأ أيضًا : مسلسل صلة رحم .. عمل ممطوط وبلا قصة واضحة إلى الآن
الكاتب
ما هو انطباعك؟
