كيف جرت محاربة الداية في مصر “حملة منذ 56 عامًا قادتها جمعية تم إغلاقها عام 2010”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
منذ العصر الفرعوني وكان لمهنة الداية في مصر تقدير كبير، فالجداريات رصدت تطور عملها وآليته ثم تطورت لشكل واسع مع مختلف العصور، غير أن انتشار العلم جعل مهنة الداية تندثر إذ أن الولادة كـ علم طبي لا يمكن للداية أن تستوعبه كله في حال حدوث مضاعفات وهو ما جعل مصر عام 1964 تلجأ لتجفيف منابع الدايات.
متى بدأ وجود الداية في مصر يتقلص ؟
بدأ مواجهة مهنة الداية في مصر رسميًا يوم 2 نوفمبر 1964 م تحت رعاية جمعية الطفولة السعيدة، حيث ناقشت لجنة تنظيم الأسرة الخطوات التي سارت فيها الجمعيات النسائية في مراكز تنظيم الأسرة لتقليل عمل الدايات وجعل مراكز تنظيم الأسرة هي من تتولى الأمر وأثبتت التجربة نجاح المراكز القائمة في التجمعات السكنية الشعبية ومنها المراكز التي أنشأتها جمعية الطفولة السعيدة التي كانت تترأسها آن ذاك علية الفار.
اقرأ أيضًا
ألعاب ومهن اختفت من الواقع وثقها الفن .. الدلالة والداية مثلاَ
تذكر جريدة الأهرام أن الجمعية افتتحت عيادتين تتردد على كل عيادة 26 سيدة يوميًا وقد جندت جمعية الطفولة السعيدة الدايات أنفسهن في حملة تشجيع الأمهات على التردد على تنظيم الأسرة قبل الحمل وبعده وذلك نظير مكافأة شهرية رمزية تصرف للداية وقدرها 50 قرشًا وبعض كميات من السكر واللبن.
أثبتت تجربة جمعية الطفولة السعيدة نجاحها فانضمت لها عدد من الجمعيات مثل جمعية مركز بيت كروك الذي أسسته زهرة رجب في المجمعات السكنية في إمبابة وتشرف عليه الدكتورة نازك عثمان، وانضمت إلى اللجنة أيضًا عواطف والي رئيسة جمعية أصداء الشعب وعضو الاتحاد الاشتراكي عن دائرة قصر النيل، وكانت عواطف سريعة الاستجابة عندما تعاونت مع زوجها مدير شركة أبو زعبل في إعداد كتيب عن تنظيم الأسرة وقد تم توزيعه بين العاملين في الشركة من عمال وموظفين يحتوي على كل شيء من تنظيم الأسرة وحبوب منع الحمل.
نهاية جمعية الطفولة السعيدة
اكتسبت جمعية الطفولة السعيدة صدىً كبيرًا في وزارة التضامن الاجتماعي لكن جاء العام 2010 وهو يحمل نهايتها حيث أصدر الدكتور عبد العظيم وزير «محافظ القاهرة» قرارًا في 11 مايو باتخاذ الإجراءات اللازمة لحل مجلس إدارة جمعية الطفولة السعيدة، بناء على المذكرة المقدمة من اللجنة التى تم تشكيلها من المحافظة برئاسة سيدة حسن محمد، مدير مديرية التضامن الاجتماعي.
وجاءت أسباب حل الجمعية متمثلة في تقصير مجلس الإدارة فى إدارة الجمعية، وعدم انتشار أنشطتهم والتوسع فى خدمة الجمعية، على الرغم من توافر الإمكانيات المالية الكافية والمتمثلة في وجود وديعة بحوالي مليون جنيه للجمعية وحساب جاري بمبلغ 300 ألف جنيه بأحد البنوك، وكذلك الإمكانيات المادية والمتمثلة فى توافر مساحة الأرض المخصصة للجمعية منذ عام 1962 على مساحة قدرها 18100 متر مربع أقامت الجمعية عليها عدد من المباني، وهي مبنى إدارى وعدد 2 مبنى للبنين والبنات بدون ترخيص لاستخدامهم كمؤسسة علاجية للأطفال ومبنى مركز تنظيم الأسرة تابع لجمعية الهلال الأحمر ومركز للتدريب.
كذلك وجود قصور شديد بالجهاز الوظيفي للجمعية والذى يقتصر على عدد من الإداريين والعاملات، وعدم وجود مشرفين متخصصين فى رعاية الأطفال خاصة الكوادر الاجتماعية والنفسية والتأهيلية، وعدم وجود حراسة ليلاً أو نهاراً بالجمعية لحماية الأطفال الموجودين بها، بالإضافة إلى عدم وجود الإشراف الطبى لوزارة الصحة والسكان على المؤسسة العلاجية التي أنشأتها الجمعية بتصريح من الوزارة، وبمراجعة محاضر مجلس الإدارة اتضح عدم تناول أي موضوعات تخص الأطفال أو الأنشطة.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال