كيف خان ياسر عرفات مصر والسادات وحرب أكتوبر من أجل مصلحة شخصية؟
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يوم بعد يوم يكشف التاريخ لنا مدى العفن الذي أصاب القضية الفلسطينية الطاهرة من حكامها والمسؤولين عنها، ففي لقاء يستضيف فيه الإعلامي ديفيد ماكوفسكي حسين آغا ، أحد المفاوضين الفلسطينيين لاتفاقية أوسلو الثانية والمستشار المقرب لعرفات ، وعاموس جلعاد ، الرئيس السابق لقسم البحث والتحليل الاستخباراتي في جيش الدفاع الإسرائيلي. حسين وعاموس لمناقشة تاريخ القضية يكشف آغا أن عرفات بعث برسالة إلى المخابرات الأمريكية بتاريخ ١٠ أكتوبر ١٩٧٣ يؤكد فيها عدم مشاركته في حرب “كيبور” ورفضه لها لأن السادات سوف يهزم عن طريق عميل المخابرات الأمريكية سي آي إيه في بيروت روبرت آميس وهو ما ردت عليه المخابرات الأمريكية بخطاب رسمي تشكر فيه عرفات على عدم توريط منظمة التحرير الفلسطينية في حرب أكتوبر وتعده بمكافأة قريبة على هذه الخيانة للحرب العربية من أجل تحرير الأرض وهذه صورة الخطاب التي كشفت عنها الوثائق الأمريكية.
يذكر أن الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك قد ذكر في حوارمسجل على يوتيوب عام ٢٠١٣ أن ياسر عرفات هو صاحب تسريب موعد الحرب وليس الملك حسين ملك الأردن كما تردد المصادر التاريخية في خجل، ونفى مبارك معرفة الملك حسين بموعد الحرب ووصف عرفات بأنه “ابن الكلب” الذي سرب الموعد في بيروت وهذا فيديو بصوت حسني مبارك
يذكر أن منذرالدجاني، سفير فلسطين الأسبق في القاهرة، عن ذكرياته عن حرب أكتوبر 1973، قال: «في يوم 22 سبتمبرمن عام 1973، دعاني الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلى مقابلة في مقر إقامته ببيروت بحضور عدد من قيادات فتح حينها، وأبلغني بأنه تم الاتفاق مع الرئيسين أنور السادات وحافظ الأسد على خطة للقيام بعمليات حرب ضد إسرائيل عبر الجبهتين المصرية والسورية، وبعد انتهاء الاجتماع انفرد بي (عرفات)، وأبلغني بأني قد كُلفت بقيادة القوات الفلسطينية بالجبهة المصرية، ومطلوب مني التوجه خلال أسبوع على الأكثر إلى القاهرة للتنسيق مع القيادة المصرية والقيادة الفلسطينية، وأن القوات التي أقودها، المعروفة بـ (الكرامة)، ستتوجه إلى مصر عبر البحر المتوسط، على متن سفن روسية ستنقلها من لبنان إلى ميناء الإسكندرية، وسيكون هناك اتصال دائم واستقبال للقوات ونشرها على خطوط القتال بقناة السويس، وعندما نصل هناك أضع نفسي تحت إمرة اللواء أحمد بدوى، قائد الجيش الثالث حينها».
واصل الدجاني: «لكن ما حدث أن البواخر الروسية التي تقل القوات الفلسطينية لم تصل في الميعاد المحدد، ولم تستطع قوات الكرامة، التي كان قوامها 3 آلاف مقاتل، أن تشترك في الحرب من الجبهة المصرية، بسبب عدم معرفة الرئيس عرفات الميعاد المحدد للحرب قبلها بوقت كاف… اضطررت بعدها للتحرك براً إلى ليبيا، بسبب إغلاق مطار القاهرة، ومنها إلى لبنان للاشتراك في الحرب من هناك، وأعطيت التعليمات للمتطوعين الموجودين في مصر بتنفيذ أوامر قادتهم في الجيش المصري، وعندما حدثت الثغرة، كانت قوات جيش التحرير الفلسطيني ضمن المُحاصَرين».
ويبدو أن هذا التفسير المضحك لتوهان القوات الفلسطينية الخاصة بمنظمة “فتح” التي يقودها ياسر عرفات يبدو مفهوما الأن بعد اعتذار الزعيم التاريخي عن الحرب للأمريكان ووصف مبارك له بالخيانة وتسريب الحرب.
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال