كيف شارك إبليس في غزوة بدر رغم أن الشياطين لا توجد في رمضان ؟
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
ينص القرآن الكريم على مشاركة إبليس في غزوة بدر خلال شهر رمضان، وتمثل معركة بدر إحدى النقاط الفارقة في تاريخ الإسلام كون أنها ساهمت في التفريق بين الحق والباطل وكانت أول انتصار من المسلمين على كفار قريش.
التوفيق بين التصفيد الرمضاني ومشاركة إبليس في غزوة بدر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين”؛ بينما قال الله عز وجل بشأن مشاركة إبليس في غزوة بدر “وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ”.
اقرأ أيضًا
بنص القرآن الملائكة لا يعصون الله فلماذا كفر إبليس ؟ “كيف يمكن التوفيق بين الآيات ؟
اهتم كثير من العلماء بشرح الحديث فبعض العلماء قال أن الذي تعرض للتصفيد بالأغلال هم الجن وليسوا الأبالسة، بينما قالت دار الإفتاء إن المراد بتقييدها عدم تسلطها على من يصومون صومًا صحيحًا كاملاً، روعيت فيه كل الأسباب التى منها عفة اللسان والنظر والجوارح كلها من المعصية استجابة لقول الرسول – صلى الله عليه وسلم – فى الحديث الصحيح “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه”.
اقرأ أيضًا
إبليس كفر بالله ثم قال “إني أخاف الله رب العالمين” ما هو التوفيق بين الآيتين
جاءت مشاركة إبليس في غزوة بدر حين تجسد في صورة سراقة بن مالك بن جُعْشُم المدلجي والذي حمسهم على القتال، ثم فارقهم حين رأى الملائكة تقاتل بصفوف المسلمين، ففر من المعركة وقال “إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللهَ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ”.
والتوفيق بين الآية والحديث تناولته لجنة دار الإفتاء حيث قالت “لا يمكن الجزم بأن ما قاله صلى الله عليه وسلم من تصفيد الشياطين أنه كان في أول تشريع الصوم وقد شرع صوم رمضان في السنة الأولى من الهجرة، بينما كانت غزوة بدر في السنة الثانية فقد يكون ذلك الحديث بعد غزوة بدر، فضلاً عن أن تصفيد الشياطين يكون في حق المؤمنين وليس الكافرين”.
ملاحظة هامة .. لماذا لا يصح تسمية غزوة بدر بتلك التسمية
لعل مصطلح غزوة من المصطلحات سيئة السمعة والتي رفضها الشيه أحمد الطيب، شيخ الأزهر على أساس أن المعاجم القديمة تفسر معننى الغزوة بأنها السير إلى لقاء العدو وغزوه، وهو الأمر الذي لم يحدث في معركة بدر.
وقال شيخ الأزهر في سياق رفضه لهذا المصطلح “لم تكن غزوة لأننا لو نظرنا إلى المنطقة التى وقعت بها الموقعة نجدها تقع على بعد 145 كيلو مترا من المدينة المنورة مكان المسلمين، وعلى بعد 450 كيلو من مكة المكرمة مكان قريش، وسنجد أن المشركين قطعوا مسافة 450 كيلو إلى تلك المنطقة وقابلهم فيها المسلمون، ولو أننا حسبنا المسافة التى قطعها كلا الطرفين لو جدنا أن المشركين قطعوا المسافة الأكبر، أى أنهم هم الساعون للحرب ولم يسع المسلمون في أي موقعة خاضها النبي للبدء بالعدوان”.
الكاتب
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال