كيف صنع الذكر المصري أسطورة الرجل الذي لا يقهر والمرغوب المطلوب في كل العالم؟
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
قد يفاجئك عزيزي القاريء أن هذه الأسطورة بدأت في منتصف الثمانينيات لم ينسجها عشرات المصريون الذين سافروا كشباب في أجازة الجامعة لجني العنب في فرنسا أو غيرهم من تبعوا خطوات البيتلز في العقد نفسه، وبالطبع أولئك الذين سافروا للعمل في دول الخليج في نهاية السبعينيات.
بدأت الأسطورة في مشهد قصير للغاية في فيلم النمر الأسود انتاج عام ١٩٨٤ والذي عرض في ١٣ أغسطس من العام نفسه حين دعت فتاة أجنبية بطل الفيلم محمد الذي لعب دوره النجم أحمد زكي لمرافقتها على السفينة وفي حمام السباحة اعجابا ببشرته ومصريته لكن عائق اللغة منعهما من التواصل، ساهم نجاح الفيلم في الترويج لتلك الأسطورة التي تعوض نقصا كبيرا لدى الذكر المصري، الذي اعتمدها كأحد النظريات المؤسسة للشخصية المصرية ليضعها في النيش بجوار نظرية ” الطفل المصري أذكى طفل في العالم”.
ولاصابة ٦٤٪ من رجال مصر بالعجز الجنسي كانت تلك النظرية خلاصا لهم وميناء سلام
بعدها حاول السيناريست العظيم الراحل لينين الرملي السخرية من تلك النظرية الوهمية خلال مسرحيته “الهمجي” التي قدمها الفنان محمد صبحي في ١١ سبتمبر في المشهد الشهير الذي هتفت فيه الممثلة جينا يوسف التي لعبت دور سائحة أجنبية قائلة ” ايجيبشن حيبوسني هيه“.
أشار لينين لعجز الرجل المصري عن مجرد البوسة لكن النظرية انتشرت انتشار النار في الهشيم.
ليس هناك حد واضح بين الوهم و الحقيقة والوهم كثيراً ما يؤدي إلى خلق الحقيقة
هذا ما حدث تماما في مصر وخاصة مع انتعاش السياحة في بداية التسعينيات قبل الحادث الارهابي للوفد الياباني في الأقصر عام ١٩٩٧، وزواج العديد من “الخرتية” الشباب مع العجائز الأجنبيات.
عشرات الحالات تمت بحثا عن ثروة الزوجة أو جنسيتها أو السفر للحياة في دولتها الأم.
ليقدم لنا فيلما مثل سنة أولى نصب ما يفعله الشباب المصريون مع عجائز أوروبا في مصايف ومشاتي مصر ومع موجات الهجرة غير الشرعية من مصر لدول شمال البحر المتوسط في نهاية التسعينيات وبداية الألفينيات حمل العائدون العشران إن لم يكن المئات من قصص الفخر الكاذبة عن سمعة الرجل المصري وانجذاب النساء الأوروبيات له، كان العائدون يبحثون عن نصرا جنسيا يمحي عنهم ليالي الشتات والاختباء بسبب الهجرة غير الشرعية في أوروبا.
وكان الذكور في بر مصر على استعداد لتصديق تلك الترهات لتكون حلما وتفقوا لن يكلفهم سوى الفخر به.
في النهاية صدق الرجل المصري الذي ينفق على المنشطات الجنسية سنويا ٨٠٠ مليون جنيه ويستهلك حوالي ٢٢ ونصف مليون قرص سنويا أنه المطلوب المرغوب “الجامد” بزيادة.
والأن ينادون بعضهم البعض انتظار لنساء دولة في حرب غير عادلة
“جاتها نيلة اللي عايزة خلف”
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال