همتك نعدل الكفة
793   مشاهدة  

كيف ضاعت الفرصة الوحيدة لأن يكون أمل دنقل ممثلًا سينمائيًا؟

أمل دنقل


محاولتان ماتا كمدًا، لم تفلح منهم محاولة واحدة ماتا بموت صاحبهما، كلاهما كانا في يده، العراقيل هزمت المحاولتين، وأضاعت على نفوسنا رؤية شاعر سيتواصل معنا للمرة الأولى من خلال حركات العين والوجه واليد نرى جزء من تاريخ مصر الفرعوني على وجهه.

مشروع انتهى بالموت كمدَا

عشر سنوات أو أكثر والمخرج المصري الأصيل شادي عبد السلام يبحث عن مخرج لينتج فيلمه أخناتون بعد أن أرهقه البحث عن الأسرار والخبايا في فلسفة الأديان والسفر لتل العمارنة عاصمة أتون والأقصر ينقب في معابدها عن بقايا آثار هذه المرحلة وما يتصل بظروف الإمبراطورية المصرية التي اتسعت وترامت أطرافها بعد أن أسسها تحتمس الثالث المحارب العظيم.

بدأ شادي عبد السلام يبحث عن التمويل الكبير الذي يعينه على تكاليف الفيلم بعد أن تكاتف مع معاونيه وتلامذته صلاح مرعي وأنسي أبو سيف ومجدي كامل الذين صمموا المناظر والديكورات والملابس والحلي ودرسوا تفاصيل المرحلة التاريخية وطراز المعمار والنحت وكل عناصر الحياة ليصنعوا فيلمًا عالميًا عن حضارة مصر.

رئيس مؤسسة السينما عبد الحميد جودة السحار رئيس مؤسسة السينما آنذاك حاول إنقاذ محاولة صناعة فيلم “أخناتون” لكن الاتجاه الرسمي للدولة رفضها وقمعها.
أمل دنقل

بادر المخرج التلفزيوني محمد سالم  لتمويل الفيلم فسافر شادي عبد السلام إلى الأقصر لتحديد أماكن التصوير ودرب الممثلين فبعد أن كان الفنان محمد صبحي مرشحًا لتجسيد الشخصية، لم يعد يصلح بعدما انتقل إلى المسرح الكوميدي فرُشح الشاعر أمل دنقل إلى أن استقر على الفنان أحمد مرعي بطل فيلم “المومياء”، ونادية لطفي لشخصية الملكي”تي” والدة “أخناتون”، و سوسن بدر لشخصية نفرتيتي، لكن الصدام الذي سرعان ما حدث بين المنتج محمد سالم التاجر الذي حسب الأمور بعين الربح والخسارة أنهي محاولة جديدة لإنتاج الفيلم.

نفس حياة جديد نُفخ في محاولة ليخرج الفيلم للحياة بعدما عرضت مؤسسات وشركات فرنسية تمويل الفيلم لكن الشبهات التي حامت حول صهيونية تلك الشركات، فضلًا عن رفض شادي عبد السلام فكرة التمويل الخارجي، وإصراره على أن يكون تمويل الفيلم مصريًا خالصًا، أضاف محاولة جديدة غير ناجحة لإنتاج الفيلم.

أمل دنقل

إخناتون واقع

وجهت اتهامات للمخرج شادي عبد السلام أنه يهرب إلى التاريخ بعيدًا عن  مواجهة الواقع، لكنه كان يرى أن التاريخ لا يوجد بينه وبين الواقع أو الحاضر ثمة انفصال أو تفرقة، فالتاريخ كان بالنسبة إليه واقعًا وفيلمه”أخناتون” الذي سعى إليه واقعًا، فالمشكلات والإنسان في كل زمن واحدة، قد تتغير وتتطور من حال إلى حال لكن يبقى في النهاية التاريخ واقعًا.

وفي حواره المنشور بجريدة روز اليوسف، أشار إلى أنه لا يحاكي التاريخ في أفلامه، بل يتحدث عن الإنسان، فعندما يقدم مخرجوا السينما بعض مشكلات الواقع أو شخصياته في رمزيات فربما قد لا تكون واقعية على الإطلاق، فمثلا عندما يقدم المخرج السينمائي في شكل واقعي مومس من شارع الهرم ويحلمها رمزيات ليست هذه الواقعية على الإطلاق بل “كلام فارغ”، واستنكر قائلًا “هل الواقع أن المومس في شارع الهرم هي مصر”. ففي فيلم العصفور للمخرج يوسف شاهين عندما يعتدي جندي انجليزي على امرأة فهل هذا يعني أن الاحتلال الأنجليزي اعتدى على مصر في حي الحسين والأزهر هذا تزييف للواقع.

وأكد أن فيلمه”الفلاح الفصيح” أكثر واقعية من هذه الأفلام التي تدعي الواقعية.
أمل دنقل

التاريخ بالنسبة للمخرج الراحل شادي عبد السلام كان بمثابة حديقة مترامية الأطراف، عمرها 7 ألاف سنة، ممتلئة بالفنون والرموز والأحاسيس.

إقرأ أيضا
المخللات

أما عن الاتهامات التي طالته كونه مخرجًا نخبويًا، لا يخاطب سوى الفئة المثقفة، لم يرى أية غضاضة في نفسه، لكنه أصر على أن كل المستويات تستوعبة وتستوعب فنه وتتفاعل معه، والقصور لدى المتلقي الذي لم يكلف نفسه ليطع ويقرأ، فهو لا يحرق نفسه كي يبيع تذاكر أكثر، يقول وحسب كل ما يراه صحيحًا، فالإنسان العادي يجب عليه أن يقرأ ويتعلم، فالذي لا يقرأ ويتعلم سيظل فقيرًا ومتخلفًا.

كما انفعل شادي عبد السلام تجاه الأقاويل التي تشير إلى أنه لم يصنع فيلمًا معاصرًا، ضحك وسخر قائلًا “هل أنا بالطلب هل أنا سواق تاكسي؟”.

اقرأ أيضا

دعوة لتقليل أعداد المُشوّهين نفسيًا

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان