كيف كان شهر رمضان طالعًا حسنًا على مؤسس الدولة الإخشيدية في مصر ؟
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كانت الدولة الإخشيدية في مصر إحدى الدول التي أعلنت استقلالها عن الدولة العباسية، ومؤسسها محمد بن طغج الملقّب بالإخشيد، والذي كان من موالي الدولة الطولونية، وبأمر من الخليفة الراضي بالله تولى مصر بعد نجاحه في صدِّ هجوم الفاطميين عليها؛ ولذا منحه الخليفة لقب الإخشيد، وهو اللقب الذي كان يطلق على ملوك فرغانة، يتفق المؤرخين على أن مصر شهدت نشاطًا حضاريًّا مزدهرًا في ميادين الفنون والآداب والعلوم، فضلا عن التقدم الاقتصادي فيها.
الميول الدينية لمؤسس الدولة الإخشيدية في مصر
يتغافل الكثيريين قصة ميول مؤسس الدولة الإخشيدية في مصر مذهبيًا، فالرجل الذي أعلن العداء للدولة الفاطمية كان له نزعة شيعية وبعضهم يذكر أنه كان صوفيًا.
اقرأ أيضًا
كافور الإخشيدي والمتنبي “أيهما كان على حق في الخلاف ؟”
يؤكد ذلك ما قاله ابن زولاق “حدثني علي بن حسن، قال: سمعت ابن الحداد، يقول: كنت في مجلس ابن الإخشيذ، يعني: ملك مصر، فلما قمنا أمسكني وحدي، فقال: أيما أفضل أبو بكر، وعمر، أو علي؟ فقلت: اثنين حذاء واحد، قال: فأيما أفضل أبو بكر، أو علي؟ قلت: إن كان عندك فعلي، وإن كان برا فأبو بكر، فضحك”.
اقرأ أيضًا
جانب من الوضع الفكري خلال عهد الإخشيديين في مصر .. حكاية سوق الوراقين
كذلك اهتم محمد بن طغج الإخشيدي بما يخص كتاب خصائص علي للنسائي، وارتباطه بشخص النسائي هذا الارتباط الوثيق وتتلمذه عليه، ثم غضبه لما بلغه عن بعضهم شئ في علي حتى لقد هم أن يخرج عن تحفظه ويملي الكتاب في الجامع.
شهر رمضان وتأسيس الدولة الإخشيدية
في يوم 21 رمضان سنة 323 هجرية نجح الإخشيديين في دخول مصر ويصف بن سعيد الخطيب يوم دخولهم بقوله “شقوا المدينة بعد الظهر إلى النيل ولوحوا لمن في الجزيرة، فساروا إليهم في مراكبهم. واستتر محمد بن عليّ الماذرائي، وهرب حبشي رئيس المغاربة وغيره إلى نواحي الفيوم، وانبثت العساكر بالفسطاط ينهبون بقية يوم الأربعاء ويوم الخميس إلى أن نودي بأن من نهب قتل، ثم دخل الإخشيد إلى دار الإمارة، وكان قد أستأمن إليه قبل ذلك خلق من المصريين، فدخلوا إلى دورهم واطمأنوا”.
يشير بن سعيد الخطيب في تاريخه مسألة طالع دخول الإخشيديين لمصر حيث قال “سمعت بعض الشيوخ المصريين من أهل التنجيم يقولون إن الإخشيد دخا إلى مصر بالطالع الذي دخل به أحمد بن طولون واتفقا في اليوم، وهو يوم الأربعاء لسبع بقين من شهر رمضان، فلما كان يوم الجمعة، وهو ثالث دخول الإخشيد، ركب الإخشيد إلى الجامع العتيق لصلاة الجمعة، وعسكره بالسواد والسلاح، وسار بين يديه جماعة من ورد معه من الأمراء والقواد وجماعة الموافقة والمعتضدية والحجرية بالسواد. وكان خلفه أخوه عبيد الله بالسواد والسيف والمنطقة لأنه لم يرض أن يسير كأحد الحجاب، ودخل بالمراكب إلى الفيوم في الخليج، وأراد أن تدور فلم تدر لضيق الخليج. فكبس وأخذوه أسيراً، وأقام معهم أياماً ثم ضربوا عنقه صبراً، وأخذوا مراكبه بما فيها. وبلغ الإخشيد قتله فلم يظهر عليه غم لأنه استراح منه ومن اعتداده عليه بأنه أخذ له مصر وكان ابن كلملم كاتباً خبرياً”.
في يوم 28 رمضان ركب الإخشيد إلى مسجد عمرو بن العاص فحضر الختم في الجامع، وكان بين يديه غلمانه وأصحابه، وأمامه نحو مائة شمعة وأعلن نفسه رسميًا حاكمًا على مصر.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال