كيف نجحت لميس الحديدي؟
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
بدأت لميس الحديدي تلمع وبدأت تظهر ويعرفها الجمهور مع بداية الفضائيات ومع بداية برامج التوك شو، وحازت على أعلى تصويت كأفضل إعلامية في استفتاء الأهرام والمصري اليوم عام 2010، ثم اختفت مع أحداث الثورة ثم عادت من جديد في عصر ما بعد الثورة وفترة الإخوان وما بعدها.
وعلى الرغم من ظهور المذيعة لميس الحديدي في فترة مليئة بمذيعين أكفاء أمثال منى الشاذلي ويسري فودة وغيرهم وبمرور الأيام وتغير مصر وتغير المناخ بها، لم تعد برامج التوك الشو أو البرامج السياسية هي الحصان الرابح في بورصة البرامج، وكان على الكثير من المذيعين إما تغيير نمط برامجهم وطريقتهم في التقديم، أو الاختفاء أو التطوير، وكانت لميس الحديدي من الذين اختاروا التطوير واستمرت من قناة إلى قناة ومن برنامج إلى برنامج، حتى وصلت حاليا إلى مرحلة من النضج والتركيز والحلاوة التي لا يختلف عليها اثنان.
استطاعت لميس الحديدي في الفترة الأخيرة أن تطور من طريقة أداءها ليتسم بالبساطة أكثر وأصبحت تتحدث بلسان المواطن الموجود في الشارع، وتختار موضوعات تهمه وتشغله، ليس فيها أي تعال على المواطن العادي، وقررت أن تكون صوته وتوصل شكواه، ووجعه بنفس طريقته وتستمع وتنصت وتتفاعل بمنتهى السرعة، وأصبحت تفعل كل ذلك بإتقان حتى وإنك لا تشعر بكل ما يحدث لأن كل ذلك يحدث في نفس اللحظة.
وطورت لميس الحديدي وغيرت من مظهرها فغيرت من طريقة ملابسها واًصبحت أكثر إشراق وأكثر بساطة وغيرت من تسريحة شعرها وأصبحت أكثر حرية ويظهر هذا في أداءها وملابسها ومظهرها، وحتى الفقرات التي تقدمها وخرجت عن الشكل النمطي لمذيعة البرامج الساسية والتوك شو، بل أصبحت مذيعة خفيفة غير نمطية تغني وتعبر عن إعجابها بأداء المطربين والممثلين الذين تستضيفهم وتبدي إعجابها بأعمالهم مثل أي مشاهد عادي، وتطلب منهم أغنيات بعينها هي تفضلها.
قدمت لميس الحديدي حلقة فريدة واعترفت فيها أنها امرأة تعدت الخمسين ولكنها تعيش وتبتهج وتحب وتستمتع بالحياة ولازالت مشاعرها نابضة بالحياة وأن عمرها ما هو إلا رقم وأنها لديها أحلام وطموحات لم تنتهي بعد، ولديها مشاريع وأسفار في قائمة الأعمال المخطط تنفيذها، واستضافت صديقاتها وتركت كل واحدة منهن تحكي عن تجربتها مع عمرها وتعبر عن أوجاعها واحلامها ومشروعاتها وحياتها التي تحاول ان تستمتع بها.
من وجهة نظري كانت هذه الحلقة من ألطف وأصدق وأقرب الحلقات التي قدمتها لميس والتي أوضحت جدًا كيف تغيرت لميس الحديدي وأصبحت أبسط وأقرب وكيف تخلت عن احمال كثيرة جعلت منها أخف وأصدق وأقرب إلى عقل وقلب المشاهد، ونجحت لميس الحديدي.
الكاتب
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال