
كيف نجحت ميديا هاب بـالـ” Off Season” في رمضان

-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
منذ سنوات صك مصطلح off season للمسلسلات التي يتم عرضها خارج المنافسة الرمضانية، كانت تلك مساحة للعديد من النجوم والأفكار والتجريب في شكل الدراما، فشهدت مسلسلات طويلة أو على نسق Sopo opera حتى أحتلت المنصات الإلكترونية الساحة فتحولت تلك الدراما للمسلسلات القصيرة ذوات الحلقات العشر والثمانية والخامسة عشر حلقة والعشرين، ورغم نجاح تلك المسلسلات طوال العام واستمرار بعضها في أجزاء، ولكن كانوا دائما بعيدًا عن الموسم الرمضاني حتى حينما تم تقديم أعمال قصيرة خلال رمضان ظلت أفكارها مشابهة للأفكار التي تتنافس في الموسم، إلا أن هذا العام أقدمت شركة ميديا هاب على رهان جديد، رهان قد يقلب شكل موازين المواسم الدرامية المقبلة
إخواتي
مهاب طارق مؤلفًا مع المخرج محمد شاكر خضير، والرهان الأكثر خطورة من ميديا هاب، مسلسل إخواتي، المسلسل القائم على قالب الكوميديا السوداء بفورمات حلقات مختلف عما اعتادنا عليه في الدراما المصرية حتى المعروضة عبر المنصات، ومرة أخرى وسط صراع رمضاني محموم، الحقيقة كلها عناصر قد يخشى منها أي منتج، ربما يظن أن مسلسله في تلك الحالة لن يحظى على إقبال الجمهور ولكن تلك المغامرة هي الأخرى نجحت لتصب في صالح ميديا هاب.
التحديات أو المغامرة في إخواتي هي نوعه الدرامي من الأساس، الكوميديا السوداء ليست ذات رواج عند المشاهد العربي والمصري على وجه الخصوص، خاصًا حينما تصطدم بالموت، لأن للأسف التجارب السابقة للكوميديا السوداء سواء تلفزيونيًا أو سينمائيا وقعت في فخ الاستظراف أو محاولات استعطاف الضحك وهذا ما لم يقع فيه إخواتي.
حيث استطاع مهاب طارق بالشخصيات وردود أفعالها أن ينسج كوميديا انسيابية وحقيقة ولا تتعارض مع الشخصيات، وساعده على ذلك مخرج ذو وعي وموهبة عالية وهو محمد شاكر خضير وأيضا طاقم من الممثلين الذين قدموا أداء متميز على رأسهم حاتم صلاح والذي كان دور فرحات بالنسبة له شهادة اعتماد خاصة كممثل متنوع يشق طريقه ليصبح من المهمين في المستقبل القريب.
قلبي ومفتاحه
المغامرة الأكثر ضمانًا في هذا الموسم من ميديا هاب، فاسم تامر محسن كمخرج للعمل مع نجومية كلا من آسر يس ومي عز الدين العائدة بقوة، جعلوا المهمة أسهل، بينما المغامرة نفسها جاءت في الفكرة، فبعيدًا عن الملاحم الشعبية التي اصبحنا نراها في الدراما المصرية والأبطال الخارقين أصحاب الصوت العالي والكلمات الرنانة، جاء تامر محسن وميديا هاب ومسلسلهم قلبي ومفتاحه ليسبحوا ضد التيار.
وكأنما أراد تامر محسن أن يقدم حدوتة بسيطة جميلة ممتعة وهادئة، بلا زعيق ولكنها صاخبة في مشاعرها، ودون كلمات رنانة وجمل مسجوعة استطاع أن يحقق الأثر في قلوب المشاهدين ويدرك النجاح بمشاهد أصبحت هي علامات وتريند بين الجمهور على السوشيال ميديا، التي هي اليوم المقياس الأول لنجاح العمل من عدمه.
في هذا العام راهنت ميديا هاب على سؤال تردد في الأعوام السابقة على لسان الجمهور والنقاد، أين ذهبت الدراما العادية الخالية من العنف والأكشن؟ أين ذهبت الدراما الشعبية الحقيقة لا دراما العشوائيات الخيالية التي مازالت تقدم إلى الآن؟ والحقيقة أن ميديا هاب وتجربتها هذا تفتح طريق مثالي لعودة تلك الدراما، الدراما التي كانت حبيسة الـ” Off Season” والتي أصبح من المرجح جدا أنراها في المواسم الرمضانية، بل يمكن القول أن ما فعلته ميديا هاب هذا الموسم حتى الآن قد يجعل موسم رمضان 2025 نقطة تحول في مسار الدراما.
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
ما هو انطباعك؟







