“كيف ولماذا ؟” عن يهود العالم العربي الذين تقلص عددهم ففتح نظرية فريدمن ؟
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في ثمانينيات القرن الماضي وضع جورج فريدمان نبؤوة عنوانها موت الشعب اليهودي استعرض فيها خريطة تقلص يهود العالم العربي والإسلامي، وبعيدًا عن النبؤوة لكن جزئية التصاعد والتهابط في وجود اليهود كانت لافتة.
يهود العالم العربي من الطفرة إلى التقلص
كان اليهود على مستوى العالم لا يمثلون ثقلاً إلا حدود الحكم الإسلامي منذ العصر الأموي وحتى خمسينيات القرن الماضي وذلك لأن الإمبراطوريات الإسلامية سواءًا في الأندلس أو العصر العثماني أعطوا مناخًا للتواجد اليهودي في ظل اضطهاد الكنيسة لهم.
اقرأ أيضًا
اليهود في ثورة 1919 .. كلام لم ولن يجرؤ سعد الدين إبراهيم على قوله
لعب سببان رئيسيان دورًا في تحويل اليهود إلى أقلية في العالم الإسلامي والعربي، أولهم إذ أن أغلبهم تحولوا من طائفة اليهودية الحاخامية إلى طائفة اليهودية القرائية ثم اعتنقوا الإسلام بعدها، بينما ثاني تلك الأسباب هو تراجع العالم الإسلامي بشكلٍ عام وهو ما أسفر عن شتات يهودي فقد كان المسلمون مظلةً لهم، بينما
يهود العالم العربي والتوضيح المنسي
أحصى الدكتور عبدالوهاب المسيري عدد الجماعات اليهودية في العالم العربي في عام 1950 فقال أنه يتراوح بين 650 ألف و800 ألف وعقب على ذلك بقوله «هنا ينبغي أن نتوقف قليلاً عند المُصطلَح الذي نستخدمه: هل ينطبق مُصطلَح يهود البلاد العربية على اليهود العرب وغير العرب المقيمين في البلاد العربية حتى لو حملوا جنسيات أجنبية، أم يجب أن نقصر استخدام المُصطلَح على اليهود حاملي الجنسيات العربية المختلفة، والذين ينتمون إلى التشكيل الحضاري العربي الإسلامي، أي إلى اليهود المستعربة؟ الواقع أننا حين نتحدث عن مسيحيي البلاد العربية نتحدث عن عرب يؤمنون بالمسيحية، ولا يرد لنا على بال أن نضع ضمن هذه المجموعة أعضاء الإرساليات المسيحية الغربية لمجرد أنهم يقيمون في البلاد العربية؛ قد أخذت الجماعات اليهودية في العالم العربي في الاختفاء بعد عام 1950 حتى لم يبق سوى بضع مئات في بلد مثل مصر والعراق وعدة آلاف في المغرب».
كان الاقتصاد مؤثرًا في تقلص عدد يهود العالم العربي فنظام الاقتصاد الوطني جعل الخناق شديدًا على العناصر اليهودية خاصةً لغير الحاملين للجنسية، وإلى جانب ذلك فقد ظهرت طبقات تجارية وطنية لعبت أدورًا اقتصادية منافسة لليهود فضيعت منهم الهيمنة المالية، وتزامنًا مع تلك الظروف ظهر الكيان الصهيوني الذي أوجد نوعًا من عدم الثقة بين البلدين العربية واليهود القاطنين بها من حيث الولاء فهاجر أكثريتهم إلى هناك.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال