كيف يتم ذبح الأضحية بشكل صحيح .. هل تعامل الإسلام بوحشية في ذلك الأمر
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
يتجدد كل عام نقاش حول وحشية البشر في ذبح الأضحية وذلك لأن التصرفات التي تحدث منصوص عليها في الإسلام لدرجة أن بعض الجمعيات طالبت بإيقاف هذا الأمر.
لا تضاد بين الإسلام والرحمة بالحيوان في ذبح الأضحية
دعى الإسلام إلى الرحمة بكل كائن حي على وجه الأرض، واحتوت تعاليمه على تشريعات تكفل إعطاء حقوق الحيوان منذ الشراء وحتى الذبح، وقد لخصت دار الإفتاء مجموع تشريعات الإسلام الذي اشترط أن يكون في ذبح الحيوان منفعة معتبرة، ونهى أشد النهي أن يذبح الحيوان لغير منفعة، بل أن يعبث به أو يتخذ غرضًا، ولما شرع الذبح أوجب إحسانه في آلته وهيئته وسرعته ووقته وأثناءه وقبله وبعده؛ من إحداد الشفرة، وإراحة المذبوح، وسوقه برفق، ومواراة الشفرة عنه، ومواراته عن بقية الحيوانات المراد ذبحُها، والذبح بأسرع ما يمكن لتقليل الألم، وعدم الذبح إلى النخاع، وتحريم قطع الرأس قبل خروج الروح، وتحريم إصابة الحيوان بأي ألم أو أذًى يمكن تلافيه، وبذلك يظهر جليًّا حقيقة هذه الدعاوى الزائفة التي تسم طريقة الذبح في الإسلام بالوحشية”.
الإسلام ينهى عن إيذاء الحيوان ولو حتى نفسيًا
نهى الإسلام عن ذبح الحيوان من أجل إيذاءه وشدد على إحسان الذبح في اختيار الآلة الحادة وطريقة الذبح وإراحة المذبوح وأن يساق برفق، وأمر بمواراة الشفرة عنه، وبمواراته عن بقية الحيوانات التي يراد ذبحُها، وأن يكون الذبح بأسرع ما يمكن؛ لتقليل ألمه، ونهى أن يبلغ الذبح إلى النخاع، وحرم قطع الرأس قبل خروج الروح، وحرَّم إصابة الحيوان أو الطائر بأي ألم أو أذًى يمكن تلافيه، ونهى عن أخذ الأم من أولادها، أو أخذهم منها عند حاجتهم إليها؛ فجعل الإحسانَ إلى الحيوانات ورحمتَها حالَ الذبح فرضًا كتبه الله تعالى على ذابحها؛ فعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه أن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؛ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَة، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ».
اقرأ أيضًا
بمناسبة عيد الأضحى نحن على موعد مع الحفل السنوي للتنظير على الأضحية
كذلك نهى الإسلام في حال الذبح أن يُبلَغ به إلى نخاعها، وحرَّم بعد الذبح كسر عنقها وإبانة رأسها قبل تمام زهوق روحها؛ حذرًا من مضاعفة ألمها وازدياد الكرب عليها؛ فروى صحيح البخاري معلقًا: عن نافع، أن ابن عمر رضي الله عنهما نهى عن النَّخْع، يقول: “يَقطَعُ ما دون العظم، ثم يَدَعُ حتى تموتَ”. والنَّخْع: أن يبلغ بالذبح إلى النخاع.
بل شدد الإسلام على مراعاة الشعور النفسي للحيوان، فحذر الإسلام عن سن السكين أمام بصره، وجعل ذلك قتلًا مضاعفًا له، وأمر بالإسراع في الذبح وعدم التلكؤ فيه؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مرَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على رجلٍ واضعٍ رجلَه عَلَى صَفْحَةِ شَاةٍ وَهُوَ يَحُدُّ شَفْرَتَهُ وَهِيَ تَلْحَظُ إِلَيْهِ بِبَصَرِه، فقال: «أَفَلَا قَبْلَ هَذَا! أَتُرِيدُ أَنْ تُمِيتَهَا مَوْتَتَيْنِ! هَلَّا أَحْدَدْتَ شَفْرَتَكَ قَبْلَ أَنْ تُضْجِعَهَا!» رواه الإمام الطبراني، وصححه الإمام الحاكم.
وقد نهى الإسلام تصبير البهائم، بمعنى حبسها لأجل قتلها، لا لمنفعة معتبرة؛ فعن هشام بن زيد بن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: دخلت مع جدي أنس بن مالك رضي الله عنه دار الحكم بن أيوب، فإذا قوم قد نصبوا دجاجة يرمونها، قال: فقال أنس رضي الله عنه: “نَهَى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن تُصْبَرَ الْبَهَائِمُ”
الكاتب
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال