كيف يخلق الاجتهاد الموهبة؟.. مي عمر نموذجا
-
سمعة
كاتب نجم جديد
موهبة التمثيل والتشخيص، يتحدث الكثيرون عن موهبة التمثيل والتشخيص وهو أمر أعتقد أنه غير حقيقي، أي شخص لديه القدر الكافي من الذكاء يمكنه التمثيل الأمر يحتاج فقط إلى تعود على وجود الكاميرا والاعتياد على تقمص الشخصيات.
تقول ستيلا أدلر واحدة من أهم مؤسسي علم التمثيل المنهجي، أن الأساس هو الفهم النفسي لطبيعة الشخصية ودوافعها وهذا ما يمكّن الممثل من فهم شخصيته التي يجسدها وهو ما ينعكس على وعيه وإدراكه بها، إذن فالتمثيل طبقا للمدرسة المنهجية يحتاج إلى وعي وتدريب أكثر من الموهبة.
خلال شهر رمضان الحالي طالعتنا عدة نماذج اجتهدت في أدوارها خلال مسلسلات رمضان، وهو ما يختلف عما قدموه سابقا خلال أعمالهم، ولعل الفنانة مي عمر هي النموذج الأبرز هذا العام.
الفنانة مي عمر سابقا في أغلب أدوارها بداية من مسلسل الأسطورة، مروروا بمسلسل ريح المدام، لم تخرج من دائرة الممثلة ضعيفة الموهبة والتي لم تستطع أن تثبت نفسها كجودة تمثيل، لا تستطع التعبير بوجهها عن الشخصية التي تجسدها كما أنها في مسلسل مثل “ريح المدام” كانت تسمع كلمات دورها دون أدني انفعال حقيقي يظهر أو يصدق.
هذا العام ومن خلال مسلسل الفتوة الذي تشارك بطولته مع النجم ياسر جلال، أطلت مي عمر بشكل مختلف، فهي مجتهدة وتؤدي الشخصية المطلوبة منها كما يجب، لم تزد عليها أي حليات غير مطلوبة كما أنها استطاعت التعبير بوجهها عما تشعر به شخصيتها أكثر من مرة، رما يخونها وجهها أحيان قليلة ولكن في المجمل فهناك تطور واضح في إجادة التعبير عن المشاعر والتعبير عن حالات الشخصية المختلفة بطبقات صوتها، بدلا من النغمة الواحدة التي كانت تتحدث بها في جميع حالات شخصياتها السابقة.
هذا الاجتهاد الواضح والذي انعكس على أدائها هذا العام ربما كان فارقا للشخصية التي تجسدها في المسلسل والتي هي شخصية هامة ولها تأثر واضح في أحداث المسلسل، والذي لا يحتمل مشاكل في التمثيل خاصة مع تواجد أحمد صلاح حسني.
في النهاية أنا أثق في قدرات أي شخص على إجادة فن التمثيل بالاجتهاد والتدريب والمثابرة، وهذا هو ما يخلق الموهبة ويثقلها ويجعلها أكثر نضارة من أشخاص آخرين لديهم موهبة فطرية في إجادة فن التشخيص ولكنهم لا يصقلونها بالتعلم والتدريب.
الكاتب
-
سمعة
كاتب نجم جديد