كيف يدير الأهلي تعاقداته من أجل كأس العالم للأندية 2025؟

قبل بداية الموسم الحالي بأشهر عدة كان الجميع ينتظر ما سيسفر عنه سوق الانتقالات الصيفية الأحمر، باعتبار أن الأهلي سيدخل موسما هو الأهم في تاريخه، إذ ينتهي الموسم بالمشاركة المنتظرة في كأس العالم للأندية 2025 بنظامها الجديد.

الأكيد أن الأهلي لم يلبي طموحات جماهيره، ولم يستطع دعم الفريق بالشكل المأمول، بل وصل الأمر لخروج عدد من اللاعبين دون تعويضهم، ما أفقد الأهلي ميزة عمق القائمة، وهو السبب الرئيس في تحقيق النجاحات في مواسم الفريق الأخيرة.

خرج من الأهلي المحترف المالي “أليو ديانج” لاعب الوسط، بالإضافة إلى المصريين أحمد عبد القادر “جناح الفريق”، والمدافع محمود متولي، ولم يتعاقد المارد الأحمر مع بدائل لهم.

خرج كذلك محمد عبد المنعم نجم دفاع الفريق، وفي حين عوض الأهلي رحيله بالتعاقد مع نجم دفاع منتخب المغرب أشرف داري، إلا أن الأخير لم يجد مكانا في الفريق بسبب كثرة إصاباته.

رأي كولر

تعاقدات الأهلي الأخرى، لم تجد هوى لدى المدير الفني السويسري “مارسيل كولر”، الذي اشترط حال خروج الثلاثي (عبد المنعم – ديانج – عبد القادر) أن يتم تعويضهم ببدائل أفضل، وإذا كان الأول تم تعويضه بأشرف داري (الذي لم يشارك فعليا بسبب الإصابات) فإن الآخرين لم يتم تعويضهم من الأساس.

لجأ الأهلي للتعاقد مع “يوسف أيمن” مدافع الدحيل القطري تعويضا لمتولي.. لكنه ظهر بمستوى غير مرض، دعا للحديث عن إمكانية رحيله في يناير، وتعاقد الأهلي كذلك مع “عمر الساعي” لاعب الإسماعيلي، لكن لم يكسب ثقة المدير الفني الذي أبدى رغبته في التعاقد مع التونسي “محمد علي بن رمضان”، والأخير دخل الأهلي من أجله في مفاوضات جادة وصلت للمراحل الأخيرة.. قبل أن يتراجع عنها فجأة دون أسباب واضحة.

كذلك لم يتجه الأهلي للتعاقد مع مهاجم رغم النقص الحاد في هذا المركز. الفريق الأحمر يملك مهاجمًا وحيدا هو “وسام أبو علي”، ويشارك “محمود كهربا” كمهاجم لكن ليس هذا مركزه الأصلي، بالتالي الأهلي بحاجة للتعاقد مع مهاجم آخر لتعويض رحيل الفرنسي “أنتوني موديست” الذي لم يقدم شيئا يذكر في الموسم السابق.

الأهلي اضطر كذلك للتعاقد مع المغربي الدولي “يحيى عطية الله” بعد أن فقد ظهيره الأساسي “علي معلول” وبديله “كريم فؤاد” بإصابات طويلة المدى.

واقع مرير

الواقع المرير الذي يواجهه الأهلي حاليا، هو انقضاء الميركاتو الأهم في تاريخه بنجاح محدود، وأصبح مطالبا في الشتاء بتدارك الأمر وإعادة الاتزان لقائمة الفريق لاستكمال الموسم والاستعداد لكأس العالم للأندية.

ما يزيد الأعباء على إدارة القلعة الحمراء هي نتيجة قرعة كأس العالم للأندية، فوقوع الأهلي في مجموعة تضم “بالميراس” البرازيلي و”بورتو” البرتغالي بالإضافة إلى “إنتر ميامي” صاحب الأرض، أدخل الأهلي في منافسة متكافئة نسبيا جعلت حلم الصعود للدور الـ16 ليس ضربا من الخيال، بعكس لو كان وقع في مجموعة تضم فريقين أوروبيين، تخيل لو حل الأهلي محل الوداد في مجموعته التي تضم مانشستر سيتي ويوفنتوس!.. حينها كان سيرفع الجميع لافتة التمثيل المشرف وكانت سترفع الضغوط عن إدارة ملك أفريقيا. لكن الوقوع في مجموعة متزنة إلى حد كبير يزيد الضغوط على إدارة محمود الخطيب لأن الحلم أصبح ممكنا.

معضلات كبيرة

قبل التعاقد مع صفقات تضيف للفريق، يواجه الأهلي مشكلة للتخلص من محترفيه الحاليين، ولا يخفى أن الأهلي حاول التخلص من الجنوب إفريقي “بيرسي تاو” في الصيف ولم يستطع؛ في ظل تمسك اللاعب باستكمال تعاقده الذي تم تجديده قبل أقل من شهرين من المطالبة برحيله!، كذلك الجناح الآخر “رضا سليم”، الذي لم يقدم أوراق اعتماده وأسقطه “كولر” من حساباته لفترة طويلة، رغم موهبته الكبيرة، فهل يستعيد اللاعب عافيته الفنية ويفرض نفسه على تشكيلة الفريق أم يضطر الأهلي لإعارته أو بيعه كي يتسنى له التعاقد مع أجنبي بديل؟.

وتبقى المشكلة الأكبر التي يواجهها الأهلي، وهي ملف أسطورة الفريق “علي معلول”، الذي سيعود بعد أيام للتدريبات في ظل غموض موقفه وحساسية التعامل في هذا الملف. فمعلول نجم الفريق الأول وتدعمه الجماهير بشكل لا تستطيع أي إدارة أن تنكره أو تتجاهله.

الواقع يقول إن علي معلول (34 سنة) وكان الأهلي قبل إصابته ينوي تكريمه وعدم تجديد تعاقده، لكن فور إصابته الكبيرة قرر الأهلي تجديد تعاقده لمدة موسم، وتم تعويضه بمحترف آخر، فأصبح لدى الأهلي اثنين من المحترفين الأجانب في نفس المركز (الدفاعي) وثلاثة أجانب عموما في الخط الخلفي.

والواقع يقول أيضا إن تقدم سن اللاعب مع تعرضه لإصابة كبيرة (قطع في وتر أكيليس) هي معطيات تشير إلى أن النجم التونسي من الصعب أن يعود لسابق مستواه، لذلك قرر المسئولون في الأهلي انتظار شفاء اللاعب ومشاركته في التدريبات لتقييم الأمر على الطبيعة، ويبقى سؤالين: الأول ماذا لو لم يقدم “معلول” المردود المناسب؟ وحينها ستضطر إدارة النادي لمواجهة غضب الجماهير إذا قرروا عدم قيد اللاعب في قائمة الفريق. والسؤال الثاني ماذا لو نجح معلول في تقديم مستوى جيد في التدريبات واضطر الأهلي لقيده وأصبح لدى الفريق 2 من أصل خمسة محترفين في مركز دفاعي واحد، و3 أجانب عموما في خط الدفاع؟

صفقات منتظرة

يقينا، توقفت مفاوضات الأهلي مع “محمد علي بن رمضان” لأسباب ليست مالية، فهل يعاود الأهلي تجديد المفاوضات للتعاقد مع اللاعب الذي يرغب فيه “كولر” بشدة، أم ينجح في توفير بديل آخر مناسب ومقنع للرجل السويسري؟

إقرأ أيضا

داخل تاريخ مصاصي الدماء من الحكام القساة إلى الألغاز الطبية

يحتاج الأهلي كذلك لمهاجم وجناح على الأقل، وفي ظل ندرة اللاعبين الجيدين المتاحين في نافذة الشتاء، يصعب على الأهلي التعاقد مع لاعبين يلبون طموحات الفريق وجماهيره، وفي ظل عدم اقتناع مارسيل كولر بالصفقات المحلية من داخل الدوري المصري تبقى – كما أرى – نافذة واحدة متاحة لعمل تعاقدات جيدة.

عودة الطيور المهاجرة

استغنى الأهلي في الموسمين الماضيين عن حمدي فتحي ومحمد شريف وأحمد عبد القادر، وأرى أن “كولر” لن يعارض أبدا عودة أي منهم للفريق، لأنهم سيمثلون إضافات حقيقية للفريق في كأس العالم للأندية 2025.

كذلك ربما يفكر الأهلي في نجمه السابق وأفضل لاعبي منتخب مصر حاليا، محمود حسن (تريزيجيه)، الذي ترك أوروبا واتجه للريان القطري على سبيل الإعارة ما قد يسهل أمر عودته، رغم راتبه الكبير.

أيضا ربما يفكر الأهلي في التعاقد ولو على سبيل الإعارة لمدة موسم، مع مهاجم منتخب مصر، مصطفى محمد، الذي لا يعيش أفضل أوقاته مع نانت الفرنسي، وربما يجدها اللاعب فرصة لإعادة طرح نفسه أوروبيا بقوة، إذا ما شارك مع الأهلي في كأس العالم للأندية 2025 ، لكن تبقى رغبة اللاعب وكونه إبنا للزمالك، المنافس التاريخي للأهلي، معضلتين ينبغي على إدارة الأهلي إن أرادت حلهما.

أرى أن هذه هي أقرب الحلول المنطقية لإدارة الأهلي لتدارك إخفاق التدعيمات الصيفية للفريق، وتبقى الإجابة لدى مسؤولي القلعة الحمراء: هل يتجهون لهذه الأسماء أم أن لديهم خطط أخرى؟