لأشعة الشمس فوائد لكن إياك وساعات الذورة
لطالما سمعنا نداءات الأطباء بأهمية التعرض لأشعة الشمس لما لها من أثر عظيم على الصحة الجسدية والنفسية للإنسان، فكما تساعد الشمس النبات على عملية الأيض أو ما تسمى بالبناء الضوئي، وتساهم في اكتساب الحيوانات للدفء وقتل البكتيريا المسببة للأمراض، فإنها أيضًا لها فوائد مذهلة تفيد جسم الإنسان.
وتتمثل هذه الفوائد في:
– تنشيط الدورة الدموية.
– منح جسم الإنسان 90% من احتياجه اليومي لفيتامين D والذي يقدر بـ 20 ميكرو غرام وتعتبر الشمس هي المصدر الرئيسي في الحصول على فيتامين D الذي يلعب دورًا هامًا في تحسين صحة العظام والأسنان حيث تعمل أشعة الشمس على تحفيز الجسم لامتصاص الكالسيوم والفوسفور فيقلل خطر التعرض للكسور وشروخ العظام، ويساعد أيضًا في تقوية جهاز المناعة، ويبطىء ظهور علامات الشيخوخة، والأهم من ذلك هو الوقاية من خطر الإصابة بمرض السرطان بشكل كبير، حيث وجدت دراسة بمجلة “Endocrinology” ونشرت عام 2016 تشير إلى وجود صلة بين انخفاض مستويات فيتامين D وسرطان الثدي ، كما نشر بحث في مجلة المعهد الوطني للسرطان عام 2019 يوضح ارتباط انخفاض مستويات إصابة بسرطان القولون والمستقيم بتوازن مستويات فيتامين D في جسم الإنسان، ويُرجع الأطباء ذلك إلى ضعف الاستجابة المناعية بنقص فيتامين D.
– تقليل مخاطر التعرض للسمنة ومرض السكري حيث تعمل الأشعة فوق البنفسجية الموجودة بالشمس التي يتعرض لها الجسم على إنتاج أكسيد النيتريك، كما أظهرت بعض الدراسات ارتباط مؤشر كتلة الجسم بانخفاض مستويات فيتامين D، والذي يمكننا الحصول عليه من التعرض لأشعة الشمس كما ذكرنا سابقًا أو تناول المكملات الغذائية.
– تحسين وظائف المخ حيث يعمل التعرض للشمس من 10-15 دقيقة يوميًا على تحفيز مجموعة كبيرة من وظائف أجهزة الجسم من أهمها الدماغ، ويرجع الفضل في ذلك أيضًا إلى فيتامين D.
– تعمل أشعة الشمس على تحسين الحالة المزاجية وتقليل نوبات التوتر والقلق وزيادة مستويات مضادات الاكتئاب الطبيعية في الدماغ، لذا فإن الأشخاص الذين يمتنعون عن التعرض للشمس تزداد نسب إصابتهم بالاضطراب العاطفي الموسمي، وهو أحد أنواع الاكتئاب.
– تساهم في علاج بعض الأمراض الجلدية مثل الأكزيما وحب الشباب.
– تساعد مرضى ضغط الدم المرتفع في ضبط مستويات الضغط حسب النسب الطبيعية.
– أشارت بعض الدراسات إلى أهمية التعرض لأشعة الشمس في تقليل حدة أعراض الزهايمر وحالات الاكتئاب المصاحبة لها.
– تقليل إنتاج الميلاتونين وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالنعاس لذا فإن المواظبون على النوم ليلًا ينعمون بنوم عميقٍ هادئ بسبب زيادة هرمون الميلاتونين.
ومع حلول فصل الصيف قد يحبذ البعض عدم التعرض لأشعة الشمس حتى لا يصاب بضربة شمس أو اسمرار البشرة، لكن هذا خطأ حيث أنك تحرم جسمك من التمتع بصحة جيدة حسب الفوائد التي ذكرناها، المهم الأخذ في الاعتبار الوقت المناسب والأفضل للتعرض للشمس والمحدد من الساعة الثامنة والنصف صباحًا إلى العاشرة والنصف صباحًا وكذلك الساعتين التي تقل فيهم حدة الحرارة الصادرة من الشمس قبل غروب الشمس، وتجنب التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية الموجودة في ما عدا تلك الأوقات خاصةً في ساعات الذروة كوقت الظهيرة.
في حال الضرورة.. عليك بسبل الوقاية
أما لو كان الإنسان مضطرًا للتعرض لأشعة الشمس الحارة فعليه إتباع بعض الإرشادات من أجل سلامته، من هذه الإرشادات:
– استخدام واقي الشمس “صن بلوك” ووضع كمية مناسبة على البشرة، حيث يعمل على وقاية الجسم من أضرار الجسمية للأشعة فوق البنفسجية، لكن عليك اختيار واقي شمس موثوق به ولا تجعل السعر الأقل هو العامل الأهم بالنسبة لك فهذا قد يعرض بشرتك لمشاكل جسيمة.
– استعمال النظارات الشمسية التي تحمي العين من أشعة الشمس الضارة ومنع دخولها للقرنية التي تتلف بالتعرض لهذه أشعة.
– استخدام الشمسية أو القبعات الواقية للرأس لتقليل كمية الأشعة المُعرض لها الجسم.
– يُنصح بشرب كميات كبيرة من الماء والسوائل من أجل تعويض الجسم عن كمية الأملاح المفقودة نتيجة التعرق الشديد.
– إذا تمكنت من البقاء في الظل لأوقات أطول يكون ذلك جيدًا.
عليك الإسراع فقد تكون مسألة حياة أو موت
وفي حالة الإصابة بأيٍ من الأعراض التالية يجب الولوج إلى أحد الأطباء أو أقرب وحدة صحية حيث قد تعرض بعض ضربات الشمس للوفاة، من بين هذه الأعراض:
– ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى ما يزيد عن 38 درجة مئوية.
– الجفاف.
– حروق شديدة ناتجة عن أشعة الشمس وتغطي أكثر من 15% من الجسم.
-صداع وألم شديد استمر لأكثر من 48 ساعة.