همتك نعدل الكفة
442   مشاهدة  

“لا أحد ينمو في ظل الأشجار الكبيرة” حسام عاشور المجهود الذي افتقد الحضور

حسام عاشور


منذ ما يقارب الـ16 عامًا، اللحظة التي صعد فيها حسام عاشور ليشارك ضمن الفريق الأول بالنادي الأهلي عام 2004، كان لاعبًا كلاسيكيًا، يؤدي دوره المرسوم له من قِبل المدرب، دون زيادة أو نقصان، لكنه يؤديه بدرجات عالية من الإتقان والجدية.

النحات الشهير كونستانتين برانكوزي  قرر التخلي عن أشهر نحاتي فرنسا أوجست رودان، رغم إصرار “رودان” على بقائه وتقديم العديد من التسهيلات التي ستمنحه الشهرة، لكن “برانكوزي” شكر معلمه “رودان” على الفترة التي سمح له فيها بمساعدته على تطوير حساسيته الجمالية، وأعقب شكره بجملته الشهيرة “لا أحد ينمو في ظل الأشجار الكبيرة”.

أيقن “برانكوزي” أنه سينمو في ظل “رودان”، ولن ينمو بجانبه أبدًا، بل سينمو تحت شهرته وفنه، ولن يسطع نوره الخاص أبدًا، لذا قرر أن يكون له فنه واتجاهه الخاص.

حسام عاشور

منح المدير الفني للنادي الأهلي مانويل جوزيه  الفرصة لحسام عاشور  في ظل تواجد لاعبين أصحاب مهارات عالية، يقدمون  المهارات والجماليات الكروية التي تحرك مشاعر الجمهور، لذا عايش “عاشور” أصحاب الظلال الكبيرة، دون أن يكون له ظله أو صوته الخاص، بل كان صوته وظله مكفولًا بتعليمات مدرب الفريق التي لا تخرج عن تكتيكات بقطع الكرة، وتمريرها، أو إغلاق بعض المساحات في الملعب.

كان حسام عاشور بحاجة إلى أن يدرك أنه يحتاج إلى أن يصنع ضجيجًا، إما بقدراته الفنية، أو من خلال وسائل الإعلام، لكنه فشل في الحالتين.

حسام عاشور

لم يكن يصيح الجمهور ناحية حسام عاشور، لم يكن يرفع له اللافتات، بل كان يمر باسمه على استحياء، يثمنون جهده، يقدرونه له إخلاصه لـ”فانلة” النادي الأهلي، وعطاؤه على أرضية الملعب، لكنهم سرعان ما يلتفتون ناحية لاعبون آخرين، أغلبهم الأكثر مهارة، الأكثر ذكاًء وفطنة في التعامل مع وسائل الإعلام، الذين نجحوا في صناعة “كاريزما” وجاذبية تخصهم حدهم.

لم ينجح حسام عاشور في أن يكون “برانكوزي” ويبحث عن ظله الخاص، ويتحرر من ظلال الأشجار الكبيرة، سواء كانت ظلال اللاعبين داخل الفريق، أو ظلال الناي الأهلي.

حسام عاشور

ظل “عاشور” بين جدران النادي الأهلي، مطيعًا، مخلصًا، وهو ما حفز الجمهور بأن ينادي باسمه في السنوات القليلة الأخيرة، باعتباره لاعبًا مخلصًا للنادي الأهلي، في الوقت الذي رفع الجمهور لافتات للاعبين آخرين أمثال “أبو تريكة”، “متعب”، “غالي”، وغيرهم من أصحاب المهارات، رغم أن بعضهم رحل عن الفريق وعاد مرة أخرى، لكن الجمهور يدرج جيدًا قيمة اللاعب الذي يصنع الفارق، لذا كان الهتاف لحسام عاشور خاليًا من هذا الوهج والحضور الذي حظي به لاعبين آخرين.

حسام عاشور

الأداء الذي كان يتسم به أسلوب حسام عاشور داخل الملعب، كان سببًا في عدم مشاركته في المباريات مع المنتخب المصري، في ظل وجود لاعبين في منطقة وسط الملعب يؤدون دوره بالإضافات لمهاراتهم الجمالية الأخرى، التي قد تصنع لهم وللمدرب حلولًا على أرضية الملعب ترجح كفة المنتخب ضد منافسه.

إقرأ أيضا
حساسية الماء

كما أنه لم يكن موفقًا في إحراز الأهداف أيضًا بسبب أسلوبه وطريقة أداءه، فلم يحرز سوى 3 أهداف في أكثر من 400 مباراة، وهو رقم متواضع للغاية في ظل وجود مدافعين في أندية أخرى قد تسجل أضعاف هذا الرقم بكثير.

وفي ظل مجيء المدرب السويسري رينيه فايلر، خرج حسام عاشور من حساباته، فهناك لاعبين آخرين داخل الفريق يؤدون دوره بفاعلية أكبر، وهو ما منحهم الأفضلية، وهو ما قد تسبب فيه “عاشور” نفسه، بعد أن استقر على أسلوبه وطريقة أداؤه طوال الـ16 عامًا، لم يفكر يومًا واحدًا في تطوير مهاراته، بل كان مطيعًا لطريقة لعبه، ولتعليمات المدربين، نما في ظلهم.

حسام عاشور

يبقى حسام عاشور من اللاعبين المخلصين في ذاكرة جمهور النادي الأهلي، لكنه قد يُنسى سريعًا، فلم يكن “هدافًا”، أو له بصمته المميزة التي تجبرهم على تذكرها، حتى أنه نسى أن يصنع ظله الخاص، ونما في ظلال الأشجار الكبيرة.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان