530 مشاهدة
لا تأمن من نَمَّ لك أن ينمَّ عليك.. “ألفبائية الأخلاق” مخطوطة نصائح عمرها 3 قرون
أعطى علماء المسلمين اهتماماً بالغاً بما يُعْرف بـ “كلام الرقائق”، والذي بات أيقونة لمواعظ الأخلاق في كافة المجالات الدينية والأخلاقية، ولم تقتصر هذه النصائح في فكرة أداء العبادات بل تطرقت أيضاً إلى العادات والمعاملات والتعاملات بين الناس وبعضهم.
رغم ثراء المكتبات الجامعية المتعددة بكتب مخطوطة عن الآخلاق، لكن مكتبة الأزهر تحتفظ بمخطوطٍ نسخه محمد بن محمد الصباغ الأندلسي عام 1091 هجري، الموافق لسنة 1680 م في الجامع الأزهر، وكان المخطوط يحتوي على نصائح في الأخلاق منسوبة للشيخ أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي، أحد أبرز أقطاب التصوف في العالم الإسلامي والمنسوب إليه الطريقة الشاذلية.
تتلمذ أبو الحسن الشاذلي في صغره على أبي محمد عبد السلام بن بشيش، في المغرب، وكان له أكبر الأثر في حياته العلمية والصوفية، ثم رحل إلى تونس، وإلى جبل زغوان، حيث اعتكف للعبادة، وهناك ارتقى منازل عالية.
رحل أبو الحسن الشاذلي بعد ذلك إلى مصر وأقام بالإسكندرية، حيث تزوج وأنجب أولاده شهاب الدين أحمد وأبو الحسن علي، وأبو عبد الله محمد وابنته زينب، وفي الإسكندرية أصبح له أتباع ومريدون، وانتشرت طريقته في مصر بعد ذلك، وانتشر صيته على أنه من أقطاب الصوفية، وظل هناك حتى دُفِن في وادي حميثرة على بعد 150 كم غرب مرسي علم بالقصير في محافظة البحر الأحمر.
وتميزت مخطوط ألفبائية الأخلاق، أنه مرتب حسب الحروف الأبجدية، في 5 صفحات كاملة على 28 حرف بـ 198 نصيحة ، في كافة طرق الوعظ والإرشاد.
كان أكثر الحروف مصدراً للنصائح هو حرف الكاف حيث به 34 نصيحة، لعل أبرزها “كن بالوحدة أنيساً يفر منك قرناء السوء”، أما أقل الحروف كانوا حرف الذال والهاء واللام ألف؛ حيث لهم نصيحتين مثل “لا تأمن مَنْ نَمَّ لك أن ينمَّ عليك”، و”هدى الله نور في القلب يفرق به العاقل بين الحق والباطل”، و”ذل الرجال في المطامع”.
وخُتمت المخطوطات بكلام ناسخها حيث قال “كمل المجموع بحمد الله وحسن عونه، وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وعبده على يد أفقر الورى إلى الله محمد بن محمد الصباغ الأندلسي غفر الله له ولوالديه ولمن دعا له ولجميع المسلمين، ووافق الفراغ سنة 1093 م.
تفريغ مخطوط ألفبائية الأخلاق بصيغة الـ PDF .
إقرأ أيضاً
“ما قاله مالك في الخمر” حكاية جملة لوصف التشدد صارت الأشهر على الإطلاق
الكاتب
ما هو انطباعك؟
