“لا تعطني سمكة بل علمني كيف اصطاد” .. عن زراعة 600 شجرة مثمرة في أبشواي
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يقول المثل الصيني: لا تعطني سمكة، بل علمني كيف أصطاد”! على أساس أنك إذا أعطيتني سمكة فستكفيني لوجبة واحدة أو على أفضل الظروف ـ حسب حجم السمكةـ قد تكفي ليوم واحد، أمّا إذا علمتني كيف أصطاد، فسوف أستطيع العيش من أكل السمك مدى الحياة .
استفاد مجموعة من أهالي أبشواي الملق مركز قطور محافظة الغربية من هذا المثل، وعملوا على فكرة متميزة من كل جوانبها ونواحيها و هي زراعة الأشجار المثمرة بدلًا من زراعة أشجار الزينة التي من وجهة نظرهم لا فائدة منها .
قد يبدوا الأمر بسيطًا إذا ما كانت مجرد فكرة، لكن القائمين على الفكرة قاموا بالتنفيذ ووفروا قرابة الـ 600 شجرة لأهالي القرية لغرسها في الأراضي الزراعية وأمام البيوت وعلى شواطئ الترع والمصارف، وأوضحوا أن هذه الكمية مجرد دفعة أولى، لأشجار مقرر طرحها قريبًا.
بديل عن أشجار الزينة
وكان للميزان حوار مع القائمين على الفكرة، ـ لم يفصح عن ذكر اسمه وفضّل أن يكون باسم مجموعة ” أبشواي حالات إنسانية ” ـ حيث قال: إن السبب الأساسي في طرح الفكرة انتشار زراعة أشجار الزينة بكم كبير في العشر سنوات الأخيرة في القرية كشجر الفيكس وشجرة البونسايانا، وأوضح أن هذا النوع من الأشجار يتجمع حوله الحشرات خاصة الذباب والبعوض، وهو ما يؤدي إلى نشر الأمراض، إلى جانب سقوط أورقها ومن ثم تلويث الشوارع.
وأكد أن ضرر هذه الأشجار أكبر من نفعها، موضحًا أن الفكرة القائمين عليها الآن هي استبدال هذه الأشجار بشجر مثمر، واختاروا أشجار الجوافة كتجربة أولى للمشروع، فهو مشروع صديق للبيئة وخطوة أولى في سبيل اكتفاء القرية الذاتي من الفواكه.
وأضاف: تخيل أن كل أرض في القرية زرعت شجرتين فقط من أي فاكهة إلى جانب المصارف المردومة و شواطئ الترع ستصبح القرية بلا شك جنة خضراء، إلى جانب الاستفادة الاقتصادية من الأشجار المثمرة، موضحًا أن شجرة الجوافة على سبيل المثال تنتج من 50 إلى 80 كيلو في الموسم أي أن الـ 600 شجرة في الموسم الواحد ستوفر 30000 كيلو.
وأشار إلى أن المشروع في بدايته فخطتنا أن نزرع كل أشجار الفواكه لتجنب ارتفاعها الكبير في الأسواق هذا من جهة ومن جهة أخرى مصدر جمالي وبيئي مهم جدًا، والفكرة منتشرة في بعض الدول العربية كالإمارات مثلا ترى الأشجار المثمرة في كل مكان، فلا أعلم ما المشكلة في تنفيذها هنا .
وفي ذات السياق قال إن المتبرعين من أبناء القرية المغتربين أو المحليين داخل القرية ينظرون إليها بمنظور ديني أيضًا إلى جانب واجبهم المجتمعي وفي كل الأحوال لا ينفصلان فنعمل بقول رسول الله صلى الله عليه ” ما من مسلمٍ يغرسُ غرسا أو يَزْرَعُ زَرْعا فيأكلُ منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلاَّ كان له به صدقة”، فتخيل كم الثواب الذي نأخذه من هذا المشروع.
ولم يتوقف “ أبشواي حالات إنسانية ” عند هذا الحد بل تابعوا عملية الزراعة، وتوعية أهالي القرية لكيفية زراعة الشتلات عن طريق المهندسين الزراعين داخل القرية أيضًا.. المشروع كبير ومهم إذا ما اكتمل، فله جوانب إيجابية كثيرة ؛ جانب بيئي وجانب اقتصادي وجانب ريادي .
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال