لا تفقد الذاكرة .. حتى تضمن الإصلاح
-
رشا الشامي
إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة
لاحظت تراجعًا واضحًا عن النهج المتبع خلال العامين الماضيين من تضييق على بعض الأسماء لثقل دمها على بعض المُمكنين أو المقربين من أصحاب القرار، يبدو أن السماء بدأت تمطر ومساعي المصالحات غير المعلنة قاربت على الحصاد، أحمد حلمي يقدم الكلمة الافتتاحية على مسرح منتدى شباب العالم يتحدث فيها عن الإنسانية وفقط، يبدو أنه كان حرًا في اختيار كلمته، شيرين تغني في قاعة المنارة يوم عشرين من ديسمبر الجاري وتطرح التذاكر على موقع تذكرتي وليس ذلك وحسب بل تحضر لفيلم سينمائي لصيف 2020 والفنان خالد النبوي يحل ضيفًا على عمرو أديب بعد نجاحه في مسلسل ممالك النار ذو الإنتاج العربي المشترك، جمال العدل يدون على صفحته على فيس بوك بسعادته بعودة أقلام درامية ثقيلة للملاعب مثل مجدي أبو عميرة ومحمد جلال عبد القوي وغيرهم، آل العدل سعداء بعد كرب.
خالد الصاوي بعد أن شهدنا له افتتاحية رائعة في مهرجان الجونة السينمائي يعود بعدد من المسلسلات بعد توقف دام أربع سنوات، وياللهول خبر غير معمم يعيد لموقع اليوم السابع شيئًا من سيرته الحسنة القديمة وينفرد بتوقيع شركة سينرجي مع فنانين من عيار ثقيل جدًا، فتحي عبد الوهاب، طارق لطفي وخالد الصاوي في مسلسل القاهرة كابول من تأليف عبد الرحيم كمال ليعرض خلال رمضان المقبل، شيئ لا يصدقه عقل، خبر ينفرد به موقع دون النشرات والبيانات الموزعة بالتساوي على الجميع وممثلين معجونين بالفن وبعيدين عن مواكب الزفة وإسهاب التأييدات دون داع ولا دعوة والأجمل أنه ليس من بينهم أي اسم لأي نجمة لولبية صارخة الجمال صاحبة فتنة ودلع من عديمات الموهبة مبتسرات الإحساس اللاتي اعتدنا أن نشهد لهن مؤخرًا أخبارًا دون حدث ونسمع عنهن ضجيجًا بلا طحين.
مرتاحة لبارقة إفساح المجال والإفراج عن العاطلين بالترصد والإقصاء في مهنتنا وأتمنى أن يركض الإصلاح بعيدًا حتى ينول كل مبدع نصيبه من المحاولة وفرصته من التجريب.
كنت قد كتبت في مقالي السابق أنني أخشى أن يكون إصلاح الإعلام مقتصرًا في تحريك أسماء من محطة إلى أخرى والدفع بأسماء بالية من الأدراج رأسًا إلى الشاشات، أنا حقيقة أخشى الفشل وتقويض الفرص الحقيقية للنَفس لقد كانت الأجواء خانقة حد الموت في السنوات الماضية لن أنسى قصة المخرج الذي سُرح من عمله دون تعويض وفقد فرصه البديلة نتيجة للاحتكار والتضييق الأمر الذي اضطره أن يقبل العمل مهرجًا في أعياد ميلاد الأطفال التي تقام في النوادي أو المطاعم ولما ضاق الحال بالجميع حتى على ألأسر التي تضم هؤلاء الأطفال واكتفوا بقالب حلوي وإطفاء شمعة في احتفالاتهم فقد المخرج للمرة الثانية مصدر رزقه الأخير وكان لسان حاله “رضينا بالهم والهم مش راضي بينا”، طرق أبواب السفر ولا مجيب حتى أصبح باب المرض والاكتئاب هو المتاح الوحيد أمامه لم يكن المخرج ذو الخمسة عشر عامًا من الخبرة في مجال عمله هو الوحيد الذي سقط لقد سقط منا ضحايا كثر فقدوا مهنتهم وبوصلتهم للحياة وحتى أنهم عجزوا عن احضار الطعام لصغارهم،
سنوات عجاف أرجو أن يمروا دون عودة ولكن هذا لن يحدث دونما نقد وتحليل ودراسة لما اقترفناه حتى نتجاوزه ونرتقي ولا يكون اصلاحًا بخطوات للأمام يعقبه عشر خطوات للخلف ونبقى في محلنا نحفر في بحر.
لقد تصدت أقلام نزيهة ليست بالقليلة لما كان يحدث بحق القوة الناعمة في مصر والإعلام ولم نقابل إلا بالتخوين والإبعاد والتشريد والتشهير والسب والقذف وكيف لا ونحن تجرأنا وخضنا في عرض الإعلام الوطني الشريف وفق قول الأقلام الرخيصة التي اسُتخدمت لضربنا وها نحن نشهد مع الجميع إعلان وفاة شركة اعلام المصريين دون نعي من الأقلام الرخيصة ذاتها ولا ذرف دمعة واحدة على زوالها مع صعود نجم المتحدة بسمعة وشكل جديد، جميل كل ما يحدث وأتمنى استمراره واستكماله على الوجه الأنفع ولكن ذلك محال أن يحدث دونما نقد لما مضى -مرة أخرى- حتى نضمن مستقبلًا معاف، ولا تقولوا عفا الله عما سلف وهيا بنا نكثف الجهود وننظر للغد فلا مستقبل لمُنكر ماضيه ولا ناجح لم يذاكر ويقر بخطأه ويترك المجال للعامة وأصحاب المصالح لنقد ما اقترف وأخلف فلا ضامن للاستمرار في التقدم غير خوفنا من الوقوع في الخطأ وتعلمنا وإعلاننا عن التراجع دون خجل أو استكبار مع حفظنا لذاكرة الماضي الذي يبدأ للتو في التراجع حتى نضمن ألا يعود على أقدام خدامه القدامى من المنافقين والمستفيدين والملتفين حول سلطة أي سلطة.
أنا مع التسامح والتجاوز وتضافر الجهود دون إخفاء الحقائق والتعتيم على أخطاء كل مرحلة حتى لا نعيد التجربة بالخطأ في المراحل المتعاقبة ولن أقف مع استمرار المنافقين وخدامين كل أصحاب سلطة وسيادة.
نريد أن ننعم بالسلام والطمأنينة على أرزاقنا ومستقبل أطفالنا في بلدنا دون قلق من غد غادر، ولا أخفيكم سرًا أنني اقتربت من التصديق أن الدولة ستفرج عن كل حبيس لرأيه أو لخبر دونه على مواقع التواصل الاجتماعي دون نوايا تخريب فلقد شاهدت الأوناش تعيد زرع الأشجار المقتلعة من جراء اصلاحات وتشييد كباري مصر الجديدة وهذا أمر لو تعلمون عظيم وليس بعده مستحيل، ولا مستحيل على الله لعله يستجيب ونأمن.
الكاتب
-
رشا الشامي
إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة