لا ثقافة لا فن…حقيقة سبوبة آل ساويرس في مهرجان الجونة
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
مهرجان بلا طعم ولا رائحة تعبير يليق بـ مهرجان الجونة السينمائي الذي يعتلي سجادته الحمراء كل من هب ودب منذ انطلاقه عام 2017 أو في دورته الرابعة وهو أمر طبيعي عندما يتعلق الأمر بالمنتجع السياحي الذي يدار من قبل آل ساويرس ويضعون بروتوكولا رديئًا لهذا المهرجان داخل المنتجع الذي بدأ يحاط بهالة المكان المختلف والمتميز حتى تجد بعضهم يقول:”الجونة مجتمع تاني”او أنه يحظى بمكانة القدسية البرجوازية التي لا مثيل لها وبطبيعة المهرجانات والمحافل الثقافية والفنية تجد هؤلاء الذين ينظمون ويديرون برامجها حريصون على أن لا يكون البساط الأحمر عبارة عن حظيرة يعتليها أنصاف المواهب لدرجة أنك تتفاجئ بممثلة مجهولة تتحدث عن مصمم الفستان الذي ترتديه ولا تعرف سيرتها الذاتية بقدر ما تعلمه عن المصمم.
استعلاء الأخوان ساويرس
الأخوان ساويرس يحرصان دائماً على تبادل الحديث مع من يحاورهما عبر منصات الإعلام على إظهار منتجع الجونة وكأنه مكانًا مستقل بذاته وله قدسية جغرافية إذ لا يذكر أحدهم كلمة مصر وتاريخها وجغرافيتها التي يعلم قدرها العالم كله من مشارق الأرض إلى مغاربها ويقول المهندس نجيب ساويرس لوسائل إعلامية باستعلاء:” إن مهرجان الجونة السينمائي وضع المدينة على خريطة العالم واصفًا أن ما تشهده الجونة هو إنجاز غير مسبوق وأن نجوم العالم يحرصون على الحضور ومشاهدة المدينة وكأنه مترفع عن جغرافيا مصر وتاريخها وهو الأساس الذي أتى بكل هؤلاء.
أما شقيقه رجل الأعمال سميح ساويرس يكمل مسيرة التعالي بتشبيه مدينة الجونة بـ فينيسيا الإيطالية وكأن هذا المنتجع يضاهي تلك المدينة التي تحمل حضارة قديمة قائلًا:” إن مدينته ليست أقل منها واستمرارها في تقديم مهرجانها السينمائي الدولي يعطي دفعة دائمة للاستمرار في تقديم المزيد!.
لا يعتبر المهرجان سوى تسويق للمدينة إذ يكشف مصدر مقرب من منظمي مهرجان الجونة السينمائي رفض ذكر اسمه لـ الميزان:” أن حجز التذاكر لحضور عروض الأفلام في مهرجان الجونة لا يدخلها سوى من هم داخل الجونة ويمنع الدخول أما حفلات النجوم الكبار فهي ايضًا متعلقة بشق استثماري لا علاقة له بالثقافة والفنون اذا تطرح الشركات الراعية دعوات للحفلات التي يحييها عمرو دياب ورامي عياش وغيرهم من المقربين لمنظمي المهرجان ولـ آل ساويرس دون معايير أخرى.
الكوسة وغياب البروتوكول
المعايير نفسها يختار عن طريقها الصحافيين الذين يتولوا تغطية المهرجان فتقول الصحافية (اسم مستعار) لـ الميزان:” إن عملية اختيار الصحافيين لتغطية مهرجان الجونة السينمائي تتم من خلال نجيب ساويرس الذي يقرر ويختار المؤسسات الصحفية والجرائد دون الاطلاع على السير الذاتية للصحافيين ومدى اهتمامهم بالثقافة وبالفن.
إقرأ أيضًا..شادي عبد السلام ..العبقري الذي يستقي السينما من دم الذاكرة
عدم احترام تاريخ الفنانين
وتقول صحافية أخرى متخصصة في شؤون المهرجانات السينمائية:” إن عملية اختيار نجوم الصف الثاني وباقي المشاهير على منصات التواصل الاجتماعي والموديلز تقوم على أساس قرب العلاقة الشخصية مع الفنانة بشرى مدير عمليات المهرجان وعمرو المنسي المدير التنفيذي للمهرجان بالاضافة إلى أن هناك تفرقة كبيرة بين الفنانين اذ أن غياب البروتوكول عن هذا المهرجان وقيامه على المحسوبيات وقرار الأفراد وهذا اتضح كثيرًا خلال مكالمة متلفزة أجراها الفنان المصري القدير حسن يوسف الذي شن هجومًا على المهرجان بسبب عدم توفير إقامة له “سويت” مثل باقي الفنانين ورفض الحضور في حين أن هناك فنانين ليسوا أصحاب تاريخ كحسن يوسف يحصلون على اقامة في المدينة خلال أيام المهرجان.
استثمار لا ثقافة ولا فن
لكن التعالي والعشوائية التي يمارسها آل ساويرس ومنظمي المهرجان لا تعبر فقط عن انعزالها عن البروتوكولات واحترام الفن والفنانين إذ ينقل الصحافيين الذي ذهبوا إلى المهرجان بناء على اللامعيار استثناءات مدهشة حيث أثارت تصريحات بعض الفنانات سخط رواد وسائل التواصل الاجتماعي واعتبروها أنها تعكس مدى غياب وعي الفنانات المصريات بمسائل كثيرة تخص الفن وقضايا المرأة مما أظهر لقاءات السجادة الحمراء وكأنها تعكس ضعف هذا المهرجان الذي لا بروتوكول له ولا يخدم الفن والثقافة.
الكاتب
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال