“لا زال أبناؤه ينفذون وصيته” ما بين الشيخ زايد ومصر في الحياة وبعد الموت
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تجسدت أقوى معاني العشق بين الشيخ زايد ومصر عندما جعلها جزءًا من وصيته قبل رحيله والتي قال فيها «نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائمًا إلى جانب مصر، وهذه وصيتي، أكررها لهم أمامكم، بأن يكونوا دائمًا إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم، إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقّف القلب فلن تُكتب للعرب حياة».
الشيخ زايد وحب مصر الذي في خاطره
ترك زايد الخير بصمات واضحة في مصر من قبل حتى أن يصبح حاكمًا على الإمارات، ففي 10 يوليو سنة 1970 م امتدح الرئيس جمال عبدالناصر موقف الشيخ زايد عندما كان حاكمًا على أبو ظبي ودعمه لمصر خلال سنوات حرب الاستنزاف.
وتشير وثيقة محضر جلسة أن جمال عبدالناصر قال «والله الشيخ زايد ده راجل كويس، بعت لنا من غير ما نطلب 17 مليون دولار، بس اشترط شرط واحد وهو ألا ننشر».
الشيخ زايد والعلاقات مع مصر أيام السادات
وفي عصر الرئيس محمد أنور السادات كانت أم الدنيا من أوائل الدول الداعمة لتوحيد دولة الإمارات العربية وأرسلت عددًا كبيرًا من أفذاذها إلى هناك لتعمير الإمارات كمهندسين وأطباء ومعمارين ومدرسين.
ومع حرب 1973 أعلن دعمه لمصر من قلب بريطانيا وقدم مبلغًا كبيرًا لمصر يساعدها في شراء أسلحة، كما كان أحد أهم الداعمين لحركة منع البترول عن إسرائيل، وعقب انتهاء الحرب ساهم في تعمير مدن القناة.
لم يتغير موقف الشيخ زايد من مصر بعد توقيع معاهدة السلام فقد كان أحد أقوى الرافضين لمقاطعة مصر وقال «لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود دون مصر، كما أن مصر لا يمكنها بأى حال أن تستغنى عن الأمة العربية».
الشيخ ومصر في عصر مبارك
زادت الروابط بين الشيخ ومصر في عصر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، إذ ارتبطت الدولتين بعلاقات اقتصادية واستثمارية وصلت إلى مليار وربع دولار في حجم التبادل التجاري، كذلك بلغت الاستثمارات الإماراتية في عام 2010 إلى 10 مليار دور في مختلف القطاعات، وأدل مثال على ذلك عندما أهدى الشيخ زايد مدينة الشيخ زايد على مساحة 9500 فدان لشعب مصر عام 1995 بمنحة من صندوق أبوظبى للتنمية، وتحولت من منطقة صحراوية لأفضل المدن الموجودة.
لم ينس زايد الخير الفقراء في مصر فأسس مستشفى لخدمتهم في منطقة منشأة ناصر، وقال عنها محمد حسني مبارك في حواره مع قناة العربية «أردنا أن نجعلها مستشفى خاص لكن الشيخ زايد طلب أن تكون للفقراء»، ولا زالت المستشفى قائمة حتى اليوم.
ما بعد رحيل زايد
تمثل العلاقة بين مصر والإمارات في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي إحدى أقوى مراحل في تاريخ الدولتين، إذ كانت الإمارات ولا زالت على رأس الدول الداعمة لمصر منذ عام 2013 وحتى الآن، على مختلف الأصعدة لتصبح العلاقات المصرية الإماراتية مؤثرة في التغيرات الإقليمية والدولية وأحد عناصر دعم جهود استقرار المنطقة، ومكافحة التطرف والإرهاب وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات.
اقرأ أيضًا
لماذا شعر الحضور بالانبهار .. وأولهم الأمير محمد بن زايد : إنه الجيش المصري
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال