همتك نعدل الكفة
284   مشاهدة  

لا صوت يعلو على صوت المعركة .. بتاعتي، فاخرس يا كلب!

المعركة
  • إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة



أعترف أنني أتجنب متابعة الأسعار وكيف تتزايد في جنون فلا يمكنني أن أضمن كبح قلقي الذي أفرغه في السعي اللا محدود وفي ممارسة الرياضة لمساعدتي على الصمود.

بالأمس بينما العالم منقلب رأسا على عقب والتصريحات تتدافع كالصهاريج المفتوحة فوق رؤسنا من كل صوب وحدب وسيناء الغالية كلمة في عشرات التصريحات الرسمية وغير الرسمية كنت قد طلبت من السوبرماركت كيسين عدس أصفر من علامة تجارية معروفة ولحظي التعس فقد كنت قريبة من الباب عندنا وصل طلبي لاسمع ابني الصغير يراجع الحساب ويقول ١٠٠ جنيه

يا إلهي كيسين عدس أصفر الكيس نصف كيلو بمية جنيه

امتصصت الصدمة داخلي وكنت أهم بالهرولة إلى زوجي الذي اختار أن يتحمل عني جنون الأسعار وأقول له ” الحق المية جنيه مبقتش تجيب حاجة” لكنني تمالكت نفسي وقلت متقلبيش ع الراجل المواجع

ربما أُفرغ فزعتي عبر تويتر وأبدد القلق، لكن كيف ذلك ومصر وفلسطين وأمننا القومي هو العنوان الرئيسي في النشرات كافة، ولكن داخلنا أيضًا أمن قومي، وتفريغ مشاعري أيضًا أولوية عندي عجب ذلك الآخرين أم لم يُعجب! طبعا، كانت النتيجة محسومة، لن أكتب، فكيف وأنا التي تجنبت التعليق والشكوى قدر الإمكان من ارتفاع الأسعار غير المنضبط ظنا وقناعة مني بمشكلات أهم وأعمق وربما هي أسباب في وجهة نظري للاضطراب نفسه، تباغت الجميع وتستدعي العدس وسط نشرات الأخبار! سيقولون أنني غبية لا تحسن التدبير ولا اختيار الوقت ويطلقون سهامهم

ينهشون من سمعتي ولحمي ولسان حالهم النظيف يقول احنا في ايه وهي في ايه!

حسمت الرياضة الجدل وتم تفريغ الصدمة بنجاح تام، حيث أن تمرينات المقاومة التي اعتدت ممارستها لا تفيد العضلات فحسب بل تخفف من قلق الروح الحبيسة والعقل المحاصر أيضًا بكل الآخرين فهم رقباء محتملين سيئي الظن على الأرجح.

لم أكتب يومًا “أن مصر قضيتي أولا وليس فلسطين” وهي العبارة الرائجة التي تبناها بعض منّا من هول ما لاقاه من لوم وتقطيم، فمهما قدمت مصر يتهمها البعض بالتقصير!

لكنني أصدق أن قضية فلسطين هي جزء من قضية مصر، لذلك هي جزء من قضيتي ولأن الوقوف مع الحق والدفاع عن المظلوم هو أحد أهم قيمي التي شكل هويتي الواضحة، فتبقى فلسطين جزء من قضيتي أيضًا.

غير أن بعض من أصحاب القضية أنفسهم لا يعجبهم أن تكون جزءا مني، بل يريدونها كل صوتي وكل مشاكلي ولا يعتبرون أن حرية الخطاب التي يطالبون بها العالم

والمؤسسات الدولية كافة تشملني أيضًا فأنا مثلهم أريد أن أتمتع بحرية خطابي كاملة، فلماذا يريدون صوتي انعكاسًا مطابقا بالحرف لأصواتهم وماذا يضرهم إن مثلت نفسي ووقفت معهم ومع قيمي وإلى جانب الحق في الوقت نفسه!

المعركة

ماذا يضيرهم إن رفضت تصريحا نُسب لأحد ممثلي حماس الذي وصف عمليات المقاومة التي باغتت العدو الاسرائيلي بأنها غسلت عار العرب جميعا، أي عار يلحق بمصر ويريدون مني قبوله على نفسي وبلدي، لقد سب العرب محمد أنور السادات على منابر مساجدهم في الصوات بعد معاهدة كامب ديفيد وقاطعوا مصر وشتموا المصريين ووصموهم، وكل من عمل أهله بدول الخليج في ذاك الوقت يعلم كيف كان يشعر ذويه من تضييق وحصار، ثم مضت السنوات بل العقود، وسارعت البلاد نفسها لعقد معاهدات دون حرب ولم تخرج مني كلمة تلومهم أو تشكك في مسعاهم، بل للحق لم أكترث، فلا معاهدات حقيقية دون ثأر حقيقي، ونحن عقدنا معاهدة مع العدو بعد أن حاربناه وانتصرنا عليه واسترددنا أرضنا، فكان للمعاهدة موقعا منطقيا كمرحلة يتوقف عندها الصراع وتظل الأعين مفتوحة، وهنا أتذكر رأيا قرأته لأحد الفلسطينيين من الجيل الذي تم تهجيره صغيرا مع أهله من داره، قال: أن مشكلة الفلسطينيين أنهم اعتبروا قضيتهم عربية أكثر ما اعتبروها فلسطينية، لذلك عطلهم العرب كثيرا بفرض الإملاءات والرضوخ تحت اسم الصبر تارة والتعايش تارة أخرى، ربما كان محقا بل هو محق، فماذا لو أن السادات حسب حساب العرب وقتها وخاف لومهم وازدرائهم ورفضهم لقراره الذي يعلم علم اليقين بأن في صالح بلده وشعبه!

المعركة

إقرأ أيضا
ديربي  القاهرة

المعركة

من يتابع صوت الإعلام المصري الرسمي سيجد التسميات واضحة ومعبرة عن موقف مصر، الشهيد هو الفلسطيني، والمعتدي هو المحتل الاسرائيلي، لكنك ستسمع أحدهم يلومنا أكثر طالبا المزيد، والمزيد نعطيه دون طلب بل مدفوعين حكومة وشعبا -ودون منة أو تعالي- بانحيازنا ومصالحنا وقيمنا ومن واقع لا يمكن إنكاره بحكم التاريخ والجوار، ففلسطين كما قلت جزء من قضيتي كمصرية لكن السباب والترهيب يستمر أملا في أن تكون كل قضيتي رغم أنفي ورغم واقعي.

الجميع يريد إسكاتك ثم يثمنوا موقف ايلون ماسك الذي يتحكم بمنصة اكس، تويتر سابقا، في دفاعه عن حق المدونين في التعبير عبر منصته بكل شفافية، بينما يُخرس المشاركون بعضهم البعض في الوقت نفسه.

لمن يرسلون لي سؤالهم المتكرر لماذا تقل جدا كتاباتي؟

أجيب؛ بأن لا أحد يتحمل سماع نغمة تخالف صوته، ولا صوت يريده الآخر أن يعلو فوق صوت معركته هو، لذلك أخرس!وها أنا كعادتي سكت دهرا، ثم ألقيت بكل حمولتي في وجوهكم، وأقصد من طالبوا بحرية الخطاب لكنهم قصدوا خطابهم هم وحدهم دون نغمة نشاز واحدة.

الكاتب

  • المعركة رشا الشامي

    إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان