همتك نعدل الكفة
660   مشاهدة  

لحماية نفسك .. تحرر من قيود الغضب بالغفران

الغضب


مشاعر الغضب تسيطر على جميع البشر، منهم من يستطيع التغلب عليها بالغفران، ومنهم من يسمح لقيودها أن تكبلهم بالكثير من الأمور التي تؤثر عليهم بشكل سيء.

اقرأ أيضًا 
أوقات الغضب / الزعل

ومن الأفضل أن نغفر للآخرين عندما يؤذوننا، فالغفران يحررنا من الألم الذي سببوه لنا، ويتيح لنا مساحة للشفاء، وبالطبع لا يمثل الاستسلام ولا يعني أن الشخص يتغاضى عن سلوك الجاني.

يمكن أن تعني المسامحة التحرر من الماضي، ويمكن أن تعني التحرر من الألم الحالي، وتعني الحرية في الانتقال إلى المستقبل دون وجود أعباء مدمرة.

أضرار الغضب

الغضب

أحيانا يكون الغضب مفيدا لك، إذا تم التعامل معه بسرعة والتعبير عنه، وقد يساعد بعض الناس على التفكير بشكل أكثر عقلانية، ومع ذلك فإن نوباته غير الصحية عندما تحتجزها لفترات طويلة من الزمن، أو تنفجر بسببها، يمكن أن تلحق العديد من الأضرار بنفسك، ومنها:

تعريض قلبك لخطر كبير

أكثر الأضرار الجسدية هي تأثير الغضب على صحة قلبك، حيث يقول كريس أيكن، طبيب في الطب النفسي السريري في كلية الطب بجامعة ويك فورست “في غضون ساعتين بعد نوبة الغضب، تتضاعف فرصة الإصابة بنوبة قلبية.

فالغضب المكبوت، عندما تعبر عنه بشكل غير مباشر، أو تبذل جهودا كبيرة للسيطرة عليه، يرتبط بأمراض القلب، وقد وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من قابلية الغضب كسمة شخصية، معرضون لخطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي مرتين مقارنة بأقرانهم الأقل غضبا.

مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية

يجب أن تحذر إذا كنت تستعد للدخول في نوبة غضب، فبحسب موقع everydayhealth، وجدت إحدى الدراسات أن هناك خطرا أعلى بثلاث مرات للإصابة بسكتة دماغية خلال ساعتين بعد نوبة الغضب.

وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من تمدد الأوعية الدموية في أحد شرايين الدماغ، كان هناك خطر أعلى بست مرات من تمزق تمدد الأوعية الدموية بعد نوبة غضب.

ضعف جهاز المناعة

إذا كنت غاضبا طوال الوقت، فقد تجد نفسك تشعر بالمرض كثيرا، حيث وجد علماء جامعة هارفارد أنه في الأشخاص الأصحاء، تسبب مجرد تذكر تجربة غاضبة من ماضيهم في انخفاض لمدة ست ساعات في مستويات الجلوبولين المناعي A، وهو خط الدفاع الأول للخلايا ضد العدوى.

مشاكل الغضب يمكن أن تجعل قلقك أسوأ

إذا كنت تعني من القلق، فمن المهم ملاحظة أن القلق والغضب يمكن أن يسيران جنبا إلى جنب.

في دراسة نشرت عام 2012 في مجلة Cognitive Behavior Therapy، وجد الباحثون أن الغضب يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض اضطراب القلق العام، وهي حالة تتميز بقلق مفرط لا يمكن السيطرة عليه يتعارض مع الحياة اليومية للشخص.

لم يقتصر الأمر على وجود مستويات أعلى من الغضب لدى الأشخاص المصابين باضطراب القلق العام، ولكن العداء إلى جانب الغضب الداخلي غير المعلن على وجه الخصوص، ساهم بشكل كبير في شدة أعراض اضطراب القلق العام.

كيف تتحرر من قيود الغضب؟

الغضب

عندما نحمل الاستياء والضغائن والآلام والأذى بسبب الغضب، ينتهي بنا الأمر إلى إيذاء أنفسنا بشدة، فإن عدم المغفرة يضر بكياننا كله، وعدم مسامحة أنفسنا والآخرين يؤدي إلى أمراض جسدية وعاطفية، مثل ارتفاع ضغط الدم والاكتئاب والقلق، وغالبا ما يتم تدمير العلاقات بسبب الاستياء والمرارة التي نحملها من الماضي.

نحن ندفن قدرا كبيرا من الأذى والألم في أعماق عقولنا اللاواعية، ونظرا لأننا لا نتذكرها، لأننا نعتقد أننا تحررنا منها.

الأمر ليس كذلك، هذا الألم ذاكرة نشطة مخزنة في أرواحنا، وتدير حياتنا كأنها برنامج يستمر مرارا وتكرارا، ويخدعك للاعتقاد بأنك ضحية.

وعندما تتمسك بالمشاعر السلبية، فإنك تمنح قوتك لمن جرحك، مما يسمح لعقلك الباطن بالسيطرة.

أنت وحدك تملك المفتاح الذي يمكنه أن يشفيك جسديا وعاطفيا وذهنيا وروحيا، وفي النهاية يحررك.

فكيف تعيش في غفران وسلام، بينما تستمر الإساءة في الظهور مرارا وتكرارا؟

الخطوة الأولى: اعترف بالغضب وابتعد عن أفكار الانتقام

ابذل جهدا واعيا للاعتراف بغضبك وألمك، اشعر به بعمق قدر الإمكان، لأن تجاهلك له يمكن أن يؤدي إلى أضرار غير مأمونة العواقب.

وفي الوقت نفسه اعلم أنه لا يمكنك التقدم نحو التسامح والغفران إذا كنت ما تزال تخطط للانتقام المبرر، لذا إذا كنت جادا بشأن التحرر من قيود الغضب، فأنت بحاجة إلى بذل جهد واع لإيقاف الأفكار بشأن العقوبة أو الانتقام.

الخطوة الثانية: حاول أن تنظر إلى الأمور من موقف الآخر

عندما تكون تحت تأثير الغضب، من المرجح أن تفكر بشكل غير طبيعي، لكن هذا النوع من التفكير لا يترك مجالا للتصرف بعقلانية.

انس غضبك لبعض الوقت وحاول أن تنظر إلى الأشياء من وجهة نظر أخرى، حاول حقا أن تفهم سبب تصرف الشخص الذي أغضبك.

إقرأ أيضا
الفنان توفيق الدقن

من خلال الرجوع بهذه الخطوة الذهنية إلى الوراء، وإعادة تأطير الموقف من منظور آخر، قد تجد أنك تكتسب تفهما وتعاطفا مع الشخص الذي أساء إليك، والتعاطف والتفاهم هما صفتان تسهلان كثيرا أن تسامح حقا.

الخطوة الثالثة: قرر قبول الأذى دون تمريره

الغضب

لقد شعرت بالأذى من تصرفات شخص آخر ولا يوجد ما يمكنك فعله اليوم لتغيير هذه الحقيقة من الماضي.

يمكنك تحمل الألم الذي تشعر به وتمريره إلى شخص آخر، مثل الجاني، أو يمكنك اختيار تركه ينتهي عندك.

إذا انتهى الأمر عندك، فإن ألمك العاطفي أو الجسدي من الماضي يظل كما هو ولكنك لا تسبب أي ألم لأي شخص آخر.

إذا قررت تمرير هذا الألم للأمام، فإن ألمك من الماضي يظل كما هو، وتسبب ألما لشخص آخر، بل إن هناك احتمالات كبيرة أنه من خلال هذا الفعل ستشعر قريبا بمزيد من الألم مرة أخرى.

وكخطوة أخيرة، أطلق سراح الجاني من جريمته من خلال هدية الغفران الحقيقي، لست مضطرا للتغاضي عن ما حدث ولكن بالمغفرة الحقيقية تتحرر من قيود الغضب بالفعل.

 

المصادر

(1)

(2)

(3)

(4)

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان