لسلامك النفسي .. تفاعل مع أحداث حياتك ولا تنفعل بها
-
سعيد محمود
كاتب نجم جديد
حياة الإنسان عبارة عن مجموعة من الأحداث والمواقف التي ينتج عنها بالطبع رودو الأفعال التي تختلف من شخص لآخر، وقد تختلف تصرفات الشخص نفسه في موقف واحد حسب حالته النفسية وقت حدوثه.
على سبيل المثال، قد يتعرض أحدهم لموقف سخيف في أثناء قيادة سيارته، كأن تحاول سيارة أخرى تخطيه في الطريق بشكل متهور، وهو ما يولد لديه انفعالا كبيرا يدفعه لمحاولة اللحاق بالسيارة والدخول في مشادة مع قائدها، قد تنتهي بشكل سيئ للطرفين، أو أن يظل منفعلا بشكل يؤثر على قيادته فيتعرض لحادث مروري صعب.
بينما يتعرض شخص آخر للموقف نفسه، فيتمالك أعصابه ويلتمس العذر لسائق العربة الأخرى، ويحدث نفسه قائلا “ربما لديه سبب قهري دفع لهذا”، فيمر الموقف بسلام، ويستمر في طريقه بأمن دون أي ضرر.
وهنا نجد أن الشخص الأول انفعل بالحدث فأثر ذلك على تفاعله معه، بينما تفاعل الثاني معه دون انفعال يؤثر على رد فعله.
- تفاعل مع أحداث حياتك ولكن لا تنفعل بها
في كل يوم من حياتنا، نتعرض للكثير من الظروف، ونمر بأحداث وتحديات عديدة تثير ردود أفعالنا بطريقة أو بأخرى.
بالنسبة للبعض سوف ينتج عن ذلك استجابة “عاطفية، متقلبة، غير عقلانية، عفوية أو حتى كارثية”، بينما بالنسبة للآخرين سيكون رد الفعل أكثر اتزانا وهدوءا، وذلك لأن العاطفة هي ما تدفعنا، لكن المنطق والذكاء هو ما يجب أن يوجهنا.
فلماذا نتصرف بغباء عندما نعرف أفضل؟ لأنه في تلك اللحظة لا يكون لاستجابتنا دائما علاقة بالمنطق أو الفهم أو الذكاء، فنحن وقتها لا نتفاعل مع الأمور فنفكر أو نخطط، ولكننا ننفعل فقط دون تفكير، فكيف نتصرف بشكل مختلف؟
إذا كنا جادين في إنشاء النسخة الجديدة والمحسنة منا، فنحن بحاجة إلى إيجاد طريقة لإدراج المنطق والوعي في ردود أفعالنا.
- رودو الأفعال الإيجابية والسلبية
بالنسبة للعديد من الأشخاص، يكمن أكبر تحد يومي لديهم في تعلم التفاعل بشكل مختلف، فعدم قدرة البعض على السيطرة على ردود أفعالهم قد تدمر حياتهم ذات يوم، وغالبا ما تكون انفعالاتهم متقلبة وغير منطقية، وغير واعية وغير مدركة، ومتمحورة حول الذات.
فالتفاعل السلبي الناتج عن الانفعال قد يتسبب في إتلاف العلاقة مؤقتا، أو يخلق نوعا من المشكلات قصيرة المدى بين الأصدقاء أو الزملاء، وقد يتسبب رد الفعل غير العقلاني في عواقب أكثر خطورة، حيث من الممكن أن يضع صاحبه في السجن لبقية حياته.
ومن أجل خلق نتائج أفضل في عالمنا وتحويل رودو الأفعال السلبية إلى أخرى إيجابية، علينا اتباع الخطوات التالية:
1- لا داع للذعر
عندما تتعرض لموقف سيء ما، أو تمر بحدث غير جيد في حياتك، لا تنفعل بسرعة، خذ نفسا عميقا، وتذكر أنها ليست نهاية العالم، لم يتم بناء أي شيء رائع في يوم واحد، والنجاح يتضمن بعض المطبات على الطريق.
كلما زاد التوتر والقلق والتقلب الذي نعيشه في حياتنا العامة (التفكير والسلوكيات والمحادثات والعادات والعلاقات)، زادت احتمالية ردنا بشكل غير لائق في تلك اللحظات.
2- ضع مسافة بين الحدث ورد الفعل
في الأفلام القديمة كان الطبيب النفسي دوما ينصح البطل بالعد من 1 إلى 10 أو إلى 100 عند الغضب، وتلك الحيلة ليست محض خيالات للمؤلفين، وإنما هي من الطرق الذكية جدا ليتعلم الفرد وضع مسافة بين الحدث ورد الفعل.
وكما قلنا سابقا، تختلف ردود الفعال من شخص لآخر، لذلك ستجد أن كل فرد يحتاج إلى إيجاد طريقة لإنشاء مساحة مؤقتة من الوقت حتى لا نفعل شيئا مؤسفا، فبمجرد لكم جارك في الفم عند أول خلاف بينكما، لا يمكنك التراجع عن ذلك.
قد يعني إنشاء تلك المساحة المؤقتة تعليق الهاتف مثلا وإعادة الاتصال خلال عشر دقائق، وقد يعني ذلك الذهاب في نزهة، أو تحويل انتباهك تماما إلى شيء آخر لفترة من الوقت، ثم العودة إلى هذه المشكلة أو الموقف أو الشخص في وقت لاحق.
3- خذ وقتا للاستماع دائما
حتى تستطيع أن تتفاعل مع أحداث حياتك ولا تنفعل بها، حاول أن تعطي الناس مساحة كافية في الحديث لشرح مواقفهم، وخذ وقتا للاستماع إليهم، إنها خطوة مهمة في عملية تعلم السماح للأشخاص بإيصال أصواتهم.
وليس الناس فقط من عليك الاستماع إليهم، استمع للصوت المتعاطف داخلك أيضا، تعلم أن تتعاطف وتضع نفسك مكان الآخرين، لتلتمس الأعذار لهم.
بهذه الطريقة يمكنك أن تضع نفسك في وضع أفضل بكثير لمساعدتها على التفاعل الجيد دون الوقوع تحت تأثير الانفعال السلبي.
4- لا تأخذ الأمور على محمل شخصي
غالبا ما تكون ردود أفعالنا دفاعية ومن الممكن أن تصل لدرجة العنف عندما نأخذ الأمور بشكل شخصي، أو أن نشعر بالفشل في العمل لأن شخصا ما لا يعتقد أن منتجاتنا أو خدمتنا كانت رائعة كما نعلم عنها.
اعلم أن أحداث حياتك وما تمر به من مواقف ليست بالضرورة تتعلق بك بشكل شخصي، فمن يحاول أن يتخطاك بسيارته في الطريق لا يفعل ذلك انتقاما منك أو للتقليل من قدرك، من الممكن جدا أن يكون في عجلة من أمره لكارثة يحاول أن يمنع حدوثها.
ومن يتحدث بسوء عن منتجك، هو ببساطة شخص يبلغ عن إحباطه من تجربة مر بها في عملك، ومن أجل الاستجابة بشكل مناسب، من المهم أن تقسم استجابتك العاطفية، وتعلم أن تلك المواقف لا يجب أن تأخذها على محمل شخصي.
إقرأ أيضاً
هل تهتز قدميك بشكل لا إرادي؟.. إليك أهم الأسباب النفسية والعلمية
الكاتب
-
سعيد محمود
كاتب نجم جديد