423 مشاهدة
لسه عاوزة ورد يا إبراهيم
استيقظت يسرية مثل كل يوم في السادسة صباحًا، أخذت تتخبط بين طرقات الصالة، تتجه نحو الحمام تغسل وجهها وتتوضأ لتصلي الصبح وتتجه نحو غرفة الصغار يعلو صوتها لإيقاظهم حيث يرفضون الخروج من تحت الغطاء الدافئ، تصرخ فيهم وتتجه بسرعة نحو المطبخ تجهز السندوتشات، وتعود تأخذهم من تحت الغطاء إلى الحمام فليس هناك وقت، فموعد باص المدرسة قد اقترب.
خرج إبراهيم من غرفة النوم ينظر إليها وإلى الصغار في ضيق: هو مينفعش يوم يعدي من غير الدوشة دي؟
يسرية: طيب ما تساعدني بدل ما تسمم بدنا بالكلمتين دول، ومد إيدك تلبس حد من البهوات اللي نايمين على روحهم والباص هايفوتهم، وأبقى مضطرة برضه أودي المدرسة.
يتجه إبراهيم إلى الحمام، وتستكمل يسرية ما تقوم به.
اعتادت يسرية بينما تقف في المطبخ أن تفتح تطبيق المذياع من الهاتف المحمول ليؤنسها في المطبخ، عادة اخذتها من بيت جدتها وأمها لابد وأن يكون المذياع في المطبخ.
فتحت يسرية التطبيق وضبطت المحطة وبدأ صوت الأغاني يخرج، وبعد قليل خرجت يسرية باللانش بوكس ووضعت لكل واحد علبته في حقيبته، وحتى إبراهيم وضعت له العلبة الخاصة به في حقيبته.
وعادت إلى المطبخ لتعد لنفسها النسكافيه لتفيق وتبدأ في الدوران في ساقية اليوم، خرجت من المطبخ وفي يدها مج النسكافيه وفي يدها الهاتف ينبعث منه صوت الست وهي تغني يا صباح الخير يا للي معانا، وضعت الهاتف ولجواره مج النسكافيه يخرج منه البخار، سرحت يسرية قليلا مع صوت النغمات والأغنيات التي تسمعها وفجأة انتبهت على صوت المذيعة وهي تقول: “صباح الخير عليكم مستمعينا الأعزاء وعيد حب سعيد عليكم، هاه وصلتكم هابي فلانتين ولا لسة، لو لسة بسرعة افتحوا الرسايل أكيد حد بعت، ولو مفيش حد بعتلك، ابعت انت وقول لحد بتحبه هابي فلانتين، يلا بينا نسمع الأغنية الجاية ونعيش أجواء الحب.
أمسكت يسرية هاتفها واتجهت إلى التطبيقات تقلب فيها واحد وراء الآخر، فتحت الواتساب وأخذت تقلب في الرسائل استمعت إلى رسائل جروبات الماميز الخاصة بفصول أبناءها، ثم في جروب النادي والسباحة المتعلق بابنتها، وكرة القدم الخاص بإبنها، ثم وجدت اسم إبراهيم زوجها يظهر أمامها فتحت الرسائل وبدأت تسمع الرسائل الصوتية بينهما، وجدتها كلها طلبات وتنبيهات وأوامر، وقصيرة
يسرية ممكن تكويلي القميص الأبيض علشان هارجع أغير وأنزل.
يسرية حطي الأكل بسرعة أنا في الطريق
يسرية إجهزوا انت والولاد وهارنلك تنزلي علشان مفيش وقت أستناكم
لم تجد رسالة يطمئن فيها عليها، أو رسالة فيها أي مشاعر أو طبطبة، رن صوت المذيعة في أذنها ولو مفيش حد بعتلك، إبعت انت وقول لحد بتحبه هابي فلانتين.
ابتسمت يسرية وضغطت على الميكرفون وسجلت رسالة بصوتها إلى إبراهيم: “هابي فلانتين يا حبيبي”.
وصلت الرسالة إلى إبراهيم ووظهر اللون الأزرق دليل على استماع إبراهيم لها، وبعد قليل سمعت يسرية صوت وصول رسالة بسرعة أمسكت الهاتف وفتحت الرسالة تسمعها: “فلانتين إيه يا يسرية هو النهاردة كام، عموما وانت طيبة يا حبيبتي”.
ابتسمت يسرية وقربت الهاتف إلى فمها: “ممكن أطلب منك طلب”.
وبعد قليل سمعت وصول رسالة جديدة: “حاضر يايسرية هاعدي على مامتك أجيب منها التموين، ومش هاعرف أجيب كرتونة بيض زي كل مرة البيض غلي ما انت عارفة، هاجيب 10 بيضات نمشي بيهم حالنا، وأوعي تطلبي بانية ده بقى م الأحلام يا ماما، وإيه تاني؟ آه افتكرت هاجيب جبنة قريش علشان تجربي تعملي منها جبنة موتزاريلا زي ما شفتي الأستاذة الشيف مروى ع التيك توك، إلا هو إزاي يا يويو الجبنة القريش يطلع منها جبنة موتزاريلا، بقولك إيه ما بلاش يابنت الحلال الجبنة القريش بقت بخمسين جنيه والحكاية مش ناقصة تجريب، ما بلاها جبنة موتزاريلا وخلاص ونلغيها زي باقي الحاجات اللي اتلغت”.
استمعت يسرية للرسالة وأصيبت بالإحباط وظهر على وجهها الحزن، ووضعت الهاتف على المائدة وأخذت مج النسكافيه المعمول بآخر كيس ثري إن وان، وبعد قليل سحبت الهاتف بهدوء وقربته إلى فمها ووضعت يدها على رمز الميكرفون وقالت: “طيب ممكن تجيب معاك شريطة حمرا تحطها على إزازة الزيت وانت راجع”.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
