لعبة النسيان…عد معي مشاهد مواجهة رقية!
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
“لعبة النسيان” متماسك حتى الآن ، وكلما تعاطف المشاهد مع شخصية ما علم مع الوقت أنه لا يعرف شيئا بعد، ولا يستطيع تخمين الأحداث حتى هذه اللحظة.
أداء معظم الفنانين بهذا المسلسل غير مفتعل على الإطلاق، وخاصة فيما يتعلق بالشخصيات الرئيسة؛ فالأداء بين محترف وآخر متقبل من الوجوه المعروفة أو لمواهب محدودة، وأتمنى أن يبذل أحمد داود مع الأحداث مجهودًا أكبر لأن مساحة دوره كبيرة بالأحداث، وظهوره دائمًا يدعو للتفاؤل.
الشيء الوحيد الذي يدعو لملل المشاهد هو كثرة مواجهة رقية، المشهد يتكرر تقرييًا، ينصح كل فرد حولها الآخر ألا يواجهها ويصدمها بما يقولون أنها فعلته قبل فقدانها للذاكرة، والغريب أنهم تأكدوا من بعضهم البعض أنها لا تتذكر شيئًا، والمواجهة لن تفيد!
رغم نصيحة الطبيبة النفسية للجميع بألا يخرج كل فرد حول رقية مشاعر غضبه وكرهه لها، ورغم نصحهم لبعضهم البعض بهذا، نتفاجىء بكل من يواجهها يكرر نفس الكلام تقريبًا حول الخذلان التي تسببت فيه لهم وأنها دمرت حياة الجميع وما إلى ذلك.
أعي جيدًا أن هناك مصائب بمثابة مفترق للطرق، وتحمل الإنسان فوق طاقته، ونحن في هذا المسلسل بصدد كارثة حقيقية أثرت على عدد كبير من الأفراد، ولكن هناك طبيبة نفسية بالحدث يمكن أن يفجر فيها الجميع المشاعر السلبية قبل جلوسهم مع رقية.
هناك هذه الطبيبة التي بالفعل كرر جميع الشخصيات نفس مشاهد مواجهات رقية معها، فنحن نسمع المشهد مرة مع طبيبتها، ومرة مع رقية من كل فرد مما يتسبب في بعض الملل للمشاهد وتوقع الكلام الذي سيقال.
كان يمكننا رؤية أخصائية أو طبيبة أخرى ولو بمشهد واحد لفرد واحد من هذه العائلة، وكأنه يمارس عملية الفضفضة والاستدعاء الحر مع طبيبه الخاص ويحكي له عن الطبيبة الأولى وطلبها الصعب بعدم مواجهة رقية حتى تتحسن حالتها، وإخراج مشاعر الغضب أو على الأقل اللوم العنيف قبل الجلوس مع رقية.
قليل من الحكمة وإخراج المشاعر السلبية قبل الجلوس مع رقية من صديقتها على الأقل كان سيبدو منطقيًا؛ لأنها الوحيدة المقربة لها وتعرفها بشكل حقيقي رغم وقع المصيبة عليها، وخاصة أنها فتاة ولجوء الفتيات لمعالجات نفسيات منطقي أكثر بالمجتمعات الشرقية، فكان سيبدو المشهد طبيعيًا لو رأيناها تحكي ولو بالفلاش باك كعادة المسلسل صداقتها ومشاعرها لطبيبة أخرى قبل لوم رقية وإخراج مشاعر الخزي كلها دفعة واحدة بمشهد واحد.
رغم المواجهات المتكررة المتوقع الحوار داخلها للمشاهد، إلا أن المشاهدين ينتظرون المواجهة الكبرى، وهي مواجهة يحي الكبير “محمود قابيل“ برقية “دينا الشربيني” وقد ظهر جزء من الحوار بينهما في هذه المواجهة بإعلان المسلسل، فأصبح الحوار متوقع هو الآخر إلا أن الجميع ينتظر رد فعل رقية بهذه المواجهة، وخاصة بعد اكتسابها البعض من الصلابة من خلال الأحداث الجديدة.
نحن أمام مسلسل يحاول صناعه الخروج من دائرة توقعات المشاهد بالفعل، وهذا يميز السيناريو الجيد عن السيناريو التقليدي، وخاصة بتيمة مثل فقدان الذاكرة، فأتمنى أن تستمر الأحداث بهذا الشكل، وألا تتكرر مشاهد متوقعة مرة أخرى.
اقرأ ايضا
ملحوظات الحلقة الأولى من مسلسل الاختيار .. شكرًا باهر دويدار ذكرتنا بالريس حفني
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال