همتك نعدل الكفة
506   مشاهدة  

لعنة الفراعنة في لندن.. نفرتيتي تنتقم من فرقة مسرحية بأكملها

لعنة الفراعنة


لعنة الفراعنة تعتبر من أشهر الخرافات التي يتحدث عنها الكثير من الكتاب والعامة أيضا، وذلك منذ الغموض الذي صاحب وفاة مكتشفي مقبرة الملك المصري الشاب توت عنخ آمون بشكل ساعد في تثبيت فكرة اللعنة بالأذهان.

ومن أشهر قصص لعنة الفراعنة، تلك التي ربطت بين غرق السفينة تيتانيك الشهيرة، ووجود مومياء الأميرة الفرعونية “امن رع” على متنها، وما سبق ذلك من روايات عن ظواهر خارقة حدثت منذ العثور عليها وحتى وصولها للمتحف في إنجلترا، وهي القصة التي تم إثبات عدم صحتها لأسباب منطقية كثيرة، أهمها هو أن المومياء لم تكن على متن السفينة المنكوبة من الأساس.

لعنة الفراعنة تهبط على مسرح لندن

وبين صفحات تاريخ الصحافة المصرية الحافلة بكنوز القرن الماضي، عثر “الميزان” على ذكر للعنة لم تتناولها الصحف من قبل في مجلة العروسة، وبالتحديد في عددها الصادر بتاريخ 27 من مايو عام 1925، وهي لعنة الملكة نفرتيتي التي لقنت فرقة مسرحية درسا رهيبا بعد أن سخروا منها.

ففي الصفحة الأولى من المجلة ظهرت صورة كبيرة للمثلة الأمريكية الشهيرة آنذاك “واندا هاولي”، مع مانشيت يقول “لعنة الملكة نفرتيتي المصرية تنزل على جوقة تمثيل”، بينما جاءت تفاصيل الخبر الذي نقلته مجلة العروسة عن جريدة السياسة، والتي أشارت الأولى إلى أنها نقلته بدورها عن الصحف الإنجليزية، تفيد بأن حادثة خارقة وغريبة حدثت لفرقة مسرحية في لندن، بسبب إعدادهم لمسرحية عن الملكة نفرتيتي زوجة الملك إخناتون، ووالدة زوجة الملك المصري الشاب توت عنخ آمون، تظهرها بمظهر غير محتشم.

نفرتيتي تنتقم

وبحسب ما نشرته “العروسة”، فإن الصحف الإنجليزية تحدثت عن انتقام الملكة نفرتيتي من الفرقة المسرحية، ثأرا لصورتها التي تم تشويهها في أحداث المسرحية التي كتبها “آرشبيلد دي بير”، حيث كانت أحداثها تبين أنها مثل الغانية ولها عشيق تمارس معه علاقة غير مشروعة.

ونتيجة لغضب الملكة الأم، فقدت الممثلة الأمريكية “واندا هاولي” التي كانت ستجسد شخصية نفرتيتي صوتها في ليلة العرض، كما أصيب الممثل الذي يلعب دور عشيقها بحالة من الشلل في ذراعه، وأصيب المؤلف بفقدان في الذاكرة، في الوقت نفسه الذي عانى فيه باقي أفراد المسرحية من أمراض مختلفة، أبرزها فقدان الصوت والحركة، بينما أضاع مدير الفرقة ملابس بطلة العرض، وبالطبع لم تفتح الستار عن المسرحية في تلك الليلة.

وبعد أن حذف من الرواية كل ما يشوه صورة الملكة نفرتيتي، لم تمض دقائق قليلة حتى عاد صوت واندا مرة أخرى، وتعافى البطل من من الشلل، بينما شفي جميع أفراد الفرقة.

تلفيق أم فكاهة؟

إقرأ أيضا
أسامة الشاذلي

بالطبع لم يكن من الممكن أن ينشر “الميزان” قصة لعنة نفرتيتي دون التأكد من صحة الأمر، وبالبحث والتدقيق لم نجد أي ذكر لتلك القصة في جريدة السياسة أو في الصحف الأجنبية، كما أن الواقعة غير موجودة في كل ما كتب عن الممثلة “واندا هاولي” التي لم يذكر أي أرشيف فني لها تجسيدها لشخصية نفرتيتي على المسرح، حيث كانت من نجوم السينما الصامتة في الأساس.

وبالنظر لأعلى يمين الصفحة الأولى من مجلة العروسة، قد نستنتج سبب عدم ذكر تلك الواقعة التي لو حدثت لكانت من أشهر القصص التي يرويها الكتاب والصحفيين عن لعنة الفراعنة إلى يومنا هذا، وهو أن المجلة كانت تعتبر من المجلات الاجتماعية الفكاهية في ذلك الوقت، حيث كتب في أعلى يمين الصفحة “مجلة فكاهية أدبية علمية تاريخية تنشر صور الحوادث الجارية وشهيرات سيدات العالم”.

ونحن هنا أمام أمرين، إما أن تكون “العروسة” قد نشرت تلك القصة كنوع من الفكاهة والسخرية من الحديث المحموم عن لعنة الفراعنة بعد اكتشاف مقبرة توت عنغ آمون، وإما أن تكون القصة ملفقة لاستغلال رواج اللعنة المزعومة في بيع أعداد المجلة وزيادة الاشتراكات.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان