لغز أجاثا كريستي الأكبر الذي تركته دون حل
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
إن أجاثا كريستي واحدة من أبرز روائيين الجريمة في التاريخ ولكن لعل أكثر ألغازها إثارة للاهتمام هو اختفائها في ليلة شتوية في أوج حياتها المهنية خاصة وأن لا يعرف أحد لماذا اختفت وماذا فعلت في العشرة أيام التي اختفت فيها.
أجاثا كريستي اختفت بعد أشهر فقط من نشر كتابها “مقتل روجر أكرويد”، فتركت سيارتها مهجورة على حافة حفرة على جانب الطريق. ولما يقرب من أسبوعين حاول عشرات الآلاف من جمهورها، ورجال الشرطة، والمحققين الهواة العثور عليها حتى أنهم التفتوا إلى رواية لها لم تنته بعد باحثين عن أدلة.
إليك ما حدث عندما قررت أكثر روائية مبيعًا في التاريخ أن تختفي.
يوم 3 ديسمبر عام 1926 دخلت أجاثا في مشادة كلامية حادة مع زوجها بسبب خيانته لها وبعد تلك المشادة ترك زوج أجاثا المنزل لقضاء اليوم مع عشيقته. في المساء قامت أجاثا بتقبيل ابنتها وتوديعها قبل أن تأخذ سيارتها لتقود إلى يوركشاير التي كانت تبعد عن منزلها بأربع ساعات على حسب ملحوظة تركتها أجاثا مع مساعدها إلا أن تم العثور على سيارتها في الاتجاه المعاكس ليوركشاير.
عندما عثرت الشرطة على سيارة أجاثا كريستي لم يجدوا أي أثر للروائية التي كانت متغيبة ليومين في ذلك التوقيت حيث أن السيارة كانت مهجورة والأنوار كانت مازالت تعمل كما أنهم وجدوا ملابس ورخصة قيادة منتهية في السيارة.
تم العثور على السيارة بجانب نبع ماء طبيعي كان يعرف باسم “بركة السباحة الصامتة” نسبة لغرق طفلين فيه، مما جعل الشرطة تشك في انتحار أجاثا إلا أن لم يكن هناك أي دليل على ذلك.
كون أجاثا كريستي من أشهر الروائيين في تلك الفترة ساعد أن يهتم الإعلام باختفائها بشكل كبير لدرجة أن الصحف الأمريكية كانت تتحدث عن اختفائها وكان خبر الحادث في الصفحة الأولى من صحيفة “نيويورك تايمز” بالرغم من أن أجاثا كانت بريطانية تعيش بالقرب من لندن.
البحث عن أجاثا كان ضخم حيث كان هناك ألف شرطي و 15 ألف متطوع والعديد من الطائرات يبحثون عنها لكن لم يحالفهم الحظ. يأست الشرطة لدرجة أنهم طلبوا المساعدة من روائيين أخريين وهم سير أرثر كونان دويل، كاتب قصص شرلوك هولمز، ودوروثي سايرز لكونهم كتاب روايات جريمة أيضًا لكن لم يستطع أيًا منهم مساعدة الشرطة أو إيجاد أي دلائل.
يوم 14 ديسمبر من نفس العام، عثرت الشرطة على أجاثا كريستي لكن لم يكن هذا عن طريق بحثهم يل عن طريق شخص تعرف عليها حيث كانت نزيلة في فندق في هاروجيت بيوكشاير. أجاثا لم تقم بحجز غرفتها باسمها بل باسم تريسا نييل. المثير للاهتمام في الاسم الذي اخترته هو أن لقب “نييل” كان لقب عائلة عشيقة زوجها.
أجاثا كريستي كانت 100% سليمة جسديًا عندما وجدتها الشرطة وكل الشهود الذين رأوها خلال نزولها في الفندق لم يلاحظوا أي شيء غريب بل حتى قالوا إنها كانت تبدو سعيدة. لكن عندما جاء زوجها للتأكد من هويتها قال أنها تعاني من فقدان في الذاكرة ولا تعرف من تكون ومن الممكن أن يكون هذا بسبب الحادثة التي جعلتها تهجر سيارتها وبالفعل أكد أكثر من طبيب أنها كانت تعاني من فقدان في الذاكرة.
لكن الجمهور لم يصدق هذه القصة وثار على أجاثا حيث ظن البعض أنها فعلت ذلك لتسويق رواية جديدة والأخرين ظنوا أنها فعلت ذلك لتلفق لزوجها جريمة قتلها. يرجع هذا إلى أن ذكرياتها بدأت بالرجوع لها من الدقيقة التي عثر عليها فيها بل وإن كانت تعاني من فقدان في الذاكرة كيف تذكرت لقب عشيقة زوجها واستخدمته؟ لكن بالرغم من غضب الجمهور فإن شعبية أجاثا كريستي زادت وبدأت روايتها تبيع أكثر.
بعد سنتين من الحادثة انفصلت أجاثا عن زوجها الذي قام بالزواج من عشيقته وقامت أجاثا بالزواج من ماكس مالوان في 1930 وحتى وفاتها في 1976. توفت أجاثا عن عمر 85 سنة وأخذت معها حل لغز اختفائها حيث أنها رفضت التحدث عن الحادثة طوال حياتها وحتى عندما كتبت سيرتها الذاتية لم تذكر اختفائها أبدًا.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال