لماذا أكون الأفضل .. ؟!
-
حاتم سعيد
كاتب ومؤلف مسرحي
كاتب نجم جديد
خلال الأيام الماضية وكالعادة التي أصبحت إدمان في حياتنا جميعًا وجزء لا يتجزأ منها، كنت أتابع مواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة ولفت إنتباهي منشور عن أن استخدامنا لتلك المواقع يضعنا دومًا في وضع المقارنة أمام من نراهم أفضل منا سواء في العمل أو الحياة وصولًا لأدق التفاصيل، حتى لماذا يأكلون أفضل منك !
كما أوضح ذلك المنشور أنه دومًا ما تسعى الشركات المالكة لتلك المواقع أن تضعك في سباق أن تكون الأفضل، وي الحق أنني أتفق مع هذا الرأي بشدة فتلك المواقع دومًا ما تجعلنا نرى من هم حياتهم براقة بشكل مستحيل.
وكالعادة أيضًا ما يقفز بعقلي الكثير من التساؤلات، لماذا يجب علي أن أكون الأفضل ؟ ولمن أريد إثبات ذلك ؟ وهل أكون الأفضل أم أكون الأسعد الهادئ بجانب القليل الذي أمتلكه وأعيشه ؟ الأمر في مجمله مربك ومريب، فحينما ينظر أي منا إلى حياته يجد بأن يعيش بشكل فعلي ويمتلك الكثير.
بالطبع هناك مشاكل وأزمات في حياة كل منا وجميعنا نمر بها، حتى من يرون أو من يرجون لأنفسهم بأنهم الأفضل على “السوشيال ميديا“، ولكن هناك أيضًا بالرغم من ذلك في المقابل الكثير من الأشياء الجميلة في حياة كل منا، لا نحتاج أن نقارنها بأحد أو حياة أحد ولا حتى إثباتها لأي شخص فحياة كل واحد منا أشبه بالبصمة الخاصة به .. بكل ما تحمله من تفاصيل لا يدركها غير صاحبها.
فصدقني أنت لست مجبرًا لإنقاص وزنك حتى تصبح شبيه لموديل أحد الإعلانات (بالطبع أنقصه لو مثل خطرًا على صحتك) ولم يكن جسدك القصير أو الأسود وشعرك المتجعد هو مسبة ومن أزمات العالم حتى تسعى لتغيره ولم تتقبله وأنت تنظر كل ساعة لصور النجوم متمنيًا أن تصبح مثلهم وبداخلك الحزن والإكتئاب، وعملك الذي تراه لا يؤهلك لتصبح نجم مجتمع مثلهم فهو على الأقل يملك لك أسباب الحياة.
ثق بأنك الأفضل دومًا، لأنك تخوض معركة حياتك الخاصة التي لا يعلم أحد عنها شيئًا، فلا يرى أحد معاناتك وسعيك، لعلهم فقط يروا نقطة الوصول التي تشاركهم إياها عبر صفحتك الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي .. أنت الأفضل لأنك بطل رحلتك، ولتظل متذكرًا دوما بأن تعتزل ما يؤذيك .. فاعتزل “السوشيال ميديا” قليلًا.
الكاتب
-
حاتم سعيد
كاتب ومؤلف مسرحي
كاتب نجم جديد