همتك نعدل الكفة
381   مشاهدة  

لماذا ابتلعنا طُعم بطلة الشرقية المزعومة؟

بطلة الشرقية
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



أولًا، وقبل أي حديث يجب أن نعترف جميعًا أن ثمة خديعة تعرضنا لها جميعًا .. سواء أكان الشك قد وخز قلوبنا لوهلة أثناء سماعنا لتلك القصة أم اندفعنا اندفاع البسطاء عندما يلوح لهم أملًا في الأفق، كالعطشان في الصحراء فرأى السراب ماء فهرع يقبض عليه وقبل الوصول بخطوات وقع في حفرة فصُدمَ وتحول أمله لجبلاً من الإحباط. ثانيًا، وقبل أن نصل للإجابة عن سؤال المقال الرئيسي يجب أن نعترف أيضًا أننا – كمؤسسات إعلامية – وأفراد .. لم نتوقف فقط عن الشعور بالفخر بتلك السيدة السوبر ووامان .. بل وصلنا لمرحلة كتابة المقال، ورسم الكاريكاتير، و(بروزة) تلك الصورة – بحسن نوايا – لكن حسن النوايا فقط لا يكفي لصناعة “تريند” يحترمه القارئ والمستمع والمشاهد .

 

ثالثًا، والأهم .. يجب أن نقف على إجابة للسؤال الرئيسي:  لماذا خُدعنا ؟ .. وفي قراءة قصيرة أقرب للتأمل منها للدراسة .. فإننا أمام عدة زوايا للموضوع .. أهمها – وقبل كل شئ- إننا عطاشى وبشدة لبطولة تزيح من على صدورنا تلك التريندات السخيفة التي سيطرت بآلاتها الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي “سوشيال ميديا” .. والأقرب لما حدث هو أن فتاة الشرقية أماني نبيل التي روَت تلك الواقعة المُفبركة لعلمها الدامغ بأن الساحة الإعلامية وبالأخص في قطاعها الأكبر على السوشيال ميديا، تلك الساحة قابلة لابتلاع أي طُعم في أي وقت، بل وابتلاعه بمزاج عالي واستطعامه وعمل فيديو على يوتيوب في مدى حلاوة الطُعم وجماله .. وصناعة بطل خلال ساعات، بل خلال دقائق .. ولنا في تريند عامل القمامة عبرة لمن يعتبر ..

 

 وما هو أكثر أهمية فإننا – كمؤسسات إعلامية- وأفراد نواجه سرعة التريند كعامل آخر غير عوامل الحقيقة والمهنية .. التريند من أمامنا وصفر المشاهدات من خلفنا .. ولمن لا يعرف سطو التريند وصناعته (فهو قادر على خلق حالة من الاستقرار في أي مؤسسة إعلامية) .. لكننا تطورنا من مرحلة الجري حول التريند إلى مرحلة (الجرجرة) حول التريند وهو ما استغلته فتاة الشرقية .. وما جعل الطُعم مُغريًا أكثر فأكثر هي تلك الحالة (الترينداوية) بين الرجل والمرأة وهو ما استغلته فتاة الشرقية في حكايتها حول أنها واجهت بلادة من الرجال الواقفين حول الحادث أثناء إسعافها للمصابون – والحكاية التي روتها فتاة الشرقية تتلخص في أنها أنقذت ستة أشخاص من الغرق بينما وقف الرجال حولها دون مساعدة- وهذا كعب أخيل المجتمع بحيث كل من يريد الشهرة فقط عليه أن يُغلف كلامه بقضية الرجل والمرأة .

 

إقرأ أيضا
أنور وجدي

رابعًا .. ولكي لا نقع في الفخ للمرة الثالثة في شهر واحد، علينا فيما بعد ألا نندفع في إضفاء صفة بطولة على فلان، وبما إن سطو التريند أكبر من الجميع إذًا علينا أن نضع التريند في حجمه بحيص نناقشه بلا تضخيم أو بخث، ونؤكد على القارئ أو المستمع أو المشاهد أن تلك المادة التي يتابعونها من خلال تلك الوسيلة الإعلامية ما هي إلا نقلًا ينتظر التأكيد ..  ونعيش (ولا) نأخذ غيرها !

الكاتب

  • بطلة الشرقية محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان