لماذا انزعج ويجز من حديث رامي صبري تحديدًا دونًا عن غيره؟
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كان الفنان الكبير رامي صبري في لقاء مع إذاعة إنرجي ، وتطرق الحديث إلى الموسيقى التي أحدثت انفجارًا في الوسط الفني بين مؤيد ومعارض ، بل وصلت للتحكم في مزاجية الشارع ومود أغلب المستمعين ، وصنعت حالة من الجدل الحقيقي ، وزخمًا حقيقيًا في الحركة النقدية الموسيقية بين مؤيدًا ومعارض ، وسأله المذيع عما إذا كان يستمع لموسيقى المهرجانات أم لا ، وكان رد رامي صبري شديد الإتقان ، شديد الاستهداف ، شديد التخصص .
قال رامي صبري أنه لا يستمع لمثل هذه الأنواع من الموسيقى ويعتبرها كالضوضاء ، ويعتبرها ليست نوعًا من الموسيقى من الأساس ، ولم يكتفي بنسف النصب الموسيقي باسم المهرجانات نفسًا ، بل قام بتفكيك النصب الراقي الذي يقدم باسم “التراب” ، وقال أن التراب نوعًا من الموسيقى مختلف تمامًا عما يتم تقديمه على إنه ذلك .. وقال أيضًا أنه يحب الموسيقى التي يقدمها “ويجز” مع إنها موسيقى مُقلّدة ، وأن الكلام الذي يقوله ويجز هو كلام بلا معنى أو قيمة .. وأنه ليس مع منع مثل هذه الموسيقى في العموم لكنه يقول رأيه المتخصص !
غضب ويجز وظهر في لايف خاص للرد على ما قاله رامي صبري، وأكد أنه لا يرد عمومًا على كل المنتقدين لكنه غضب من حديث رامي صبري خصيصًا لأنه يرى في رامي صبري متخصص ورأيه مهم بالنسبة له .. لكن ويجز حاول أن يضيف في حديثه شيئًا من التخصص، وقرر التحجيم من فن رامي صبري نفسه كي تتقارب المسافات الفنية البعيدة بعد السما من الأرض بين فنان كبير مثل رامي صبري، وشاب لذيذ مثل ويجز .. وقال أن الهدف الأساسي من أي فن هو ” entertainment” أي الإمتاع والترفيه ، وكانت الكذبة حينما أخفى جميع الأهداف الأخرى من الفن كي يقنع المشاهد أن ما يفعله ويجز نوعًا من الفن وليست ظاهرة وتحتفي بعد وقت .. وأخفى ويجز أن الفن أو الإعلام عمومًا يصبح هدفه أحيانًا التغيير، أو التحريض، أو المساعدة على النجاة من شعور ما، أو التحفيز على التقدم، أو المواساة وقت الهزيمة .. أهداف رئيسية كثيرة أضعفها وأقلها شأنًا ما يقدمه ويجز، لكن ويجز قرر أن يساوي الأطلال بـ الفزلوكة لمجرد أن لديه إنترنت يمكنه به الوصول لكثيرين وقول أي شئ .
كان غضب ويجز من كلام رامي صبري تحديدًا لأنه كشف عورة النصب تحت اسم الفن ، وفي نفس الوقت لم يطالب بالمنع ، لأن ويجز ومؤديين المهرجانات وخلافهم عملتهم الرئيسية هي التباكي ، وافتعال حالة المظلومية ، ورسم صورة بأنهم يقودون ثورة على الصورة الحجرية للفن المصري الذي شاخ وعجّز ، والحقيقة أنهم يقدمون اللاشئ كما يقول رامي صبري ، مجموعة من النصابين يبيعون الهواء في (أزايز) ، غضب ويجز لأن رامي صبري قال الحقيقة التي يخفيها الكثير من المتخصصين خوفًا من الابتزاز تحت اسم حرية الفن .. ونسى أن الراب والهرجانات هو إفرازات بيئة معينة ومحاولة تغيير أوضاعهم والانسلاخ من خذه البيئة إللى بيئة الطرب والغناء الحقيقي هي النقطة التي جلبت لهم المصائب وفتّحت عليهم العيون ، كان رامي صبري أذكى مما يطالبون بمنعهم ، هو كرجل أفسح لهم المجال ليصعدون على المسرح حتى يكتشف الجمهور أنهم يقدمون اللا شئ .
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال