لماذا تخلي أحمد حلمي عن نجوميته بإرادته؟
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
أين أحمد حلمي، سؤال يشغل بالي دائمًا أين ذهب أحمد حلمي ولماذا اختفى؟ ولماذا أفل نجمه وترك بإرادته الحرة المساحة التي اكتسبها بالعديد من الأعمال الناجحة في السينما واختفى؟ مكتفيًا بمسلسلات إذاعية وحملات إعلانية والظهور في برنامج مواهب أو الظهور ضيف شرف في بعض الأعمال، لماذا يتنازل نجم مثله عن تلك المكانة بإرادته الحرة؟
تراجع واضح
المتتبع لمسيرة أحمد حلمي الفنية سيعرف أنه منذ أول بطولة مطلقة له بفيلم ميدو مشاكل عام 2003 وحتى عام 2010 حلمي متواجد بشكل أساسي في الموسم السينمائي بل أنه تواجد عام 2006 بثلاثة أفلام دفعة واحدة طوال السنة، وهو رقم كبير أن يقدم نجم ثلاثة أفلام من بطولته في عام واحد فهو حرفيًا ينافسه نفسه وقتها.
ومن بعد عام 2010 بدأ ظهور حلمي في المشهد السينمائي يقل عن السابق فأصبح من المعتاد أن يمر عام دون أن يطل علينا حلمي بفيلم جديد، بل ابتدى مستوى الأفلام في الانخفاض، فنجد في تلك الفترة أفلام صنع في مصر، وربما هو أول فيلم لحلمي يتراجع كثيرًا في شباك الإيرادات، وبعده لف دوران وبعدهما خيال مآتة وبعدهم واحد تاني، فقط تلك هي الأفلام التي قدمها حلمي منذ عام 2014 حتى لآن.
وحتى المشروع الجديد الذي كان على وشك البدء فيه، تم التراجع عنه بسبب هجمات السوشيال ميديا، الغريب أن فنان ذكي مثلحلمي بالتأكيد يعرف أن ترك الساحة كل تلك الفترة سيقلص من المساحة التي افتصها لنفسه ويصرف عنه جمهوره، أو على أحسن الأحوال جزء كبير منه.
ضيف شرف دائم
ربما اعتمد أحمد حلمي أو راهن أن شريحة جمهوره الآن تغيرت، أو أن شكل السينما المصرية تغير؟ ولكن حتى هذا الرهان لا يمكن أن يصدر عن شخصية يمتلك عقلية فنية ذكية مثل أحمد حلمي، حلمي الممثل القادر على تلوين أدواره وخوض مغامرات فنية كبيرة ورهانات سينمائية خطيرة، مثل أسف على الإزعاج وعسل أسود، بالتأكيد يدرك كيف يتعامل مع الوضع والتغيرات السينمائية على الساحة.
الحقيقة أن محاولة تفسير خروج أحمد حلمي من الساحة السينمائية بهذا الشكل، لم أجد لها أي معنى سوى أن الإخفاقات السينمائية الأخيرة في مسيرة والمتواصلة منذ صنع في مصر وحتى واحد تاني جعلته يفكر في أن يكون وتواجده على الساحة بكثافة أقل بكثير عن سابق بمبدأ “تعطيش السوق” فيضمن على الأقل فرص أكبر في النجاح.
وهذا ربما يفسر تكثيف حلمي لوجوده سواء في الإذاعة أو في المواسم الفنية العربية مثل موسم الرياض، أو التكثيف الأهم في عالم الحملات الإعلانية، حلمي ذكي بالفعل، اختياره للبقاء على الساحة دون تقديم أعمال سينمائية عن طريق الحملات الإعلانية أولا والظهور كضيف شرف ثانيًا ربما يعطي تبرير يقوي التفسير السابق، أنا مازلت موجودًا ولكني مقل في الأعمال.
مناورة أم انسحاب؟
ولكن من الملاحظات اللافتة للنظر أن نهضة حلمي في السينما جاءت في الوقت الذي بدأ فيه الثنائي هنيدي ومحمد سعد رحلة الهبوط، فسار حلمي وحيدًا إلا من بعض التجارب التي كانت تزاحم بين الحين والأخر فظهور الثلاثي “شيكو وهشام وفهمي” في بدايته، جعل هناك منافسه مطلوبة في مجال الكوميديا.
ولكن اليوم الساحة السينمائية تشهد تنافسًا عنيفًا وأسماء قوية وضعت أقدامها وثبتتها بقوة، ومنذ بداية صعودهم وقد بدأت رحلة تراجع أحمد حلمي، فهل ما يقوم به أحمد حلمي منذ سنوات هو مناورة من نجم ذكي يعرف كيف يدير موهبته ونجوميته، أم انسحاب لتقليل الخسائر بعدما استشعر تغير المشهد السينمائي العام؟ في كل الأحوال أحمد حلمي نجم وتجربة هامة في السينما المصرية أعتقد أن مازال لديها الكثير لتقدمه.
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال