لماذا تشعرك الموسيقى بالقشعريرة؟ وفقًا للدراسات العلمية
الموسيقى هي شكل من أشكال الترفيه والتعبير الموجودة في جميع ثقافات العالم. علماً أن الموسيقى شديدة التنوع في طريقة ممارستها وصناعتها. فإنها عالمية في العديد من الآلات التي تستخدمها مثل الإيقاع والاستجابات البشرية التي تثيرها، مثل الرقص والغناء.
على سبيل المثال، يستطيع الأطفال الرضع والأطفال الصغار الرقص على أنغام الموسيقى بشكل طبيعي. كما يميلون إلى النوم على الأنغام الهادئة التقليدية. فنحن عادةً نحتفظ بقدرتنا على التأثر بالموسيقى عندما ندخل مرحلة البلوغ. حيث تظهر الدراسات أن غالبية الناس قد تعرضوا لـ “ارتعاش” موسيقي، والمعروف أيضًا باسم “القشعريرة”، عند الاستماع إلى الموسيقى. بينما لا يزال العلماء يحاولون تفسير سبب تأثير مقاطع موسيقية معينة على المستمعين بهذه الطريقة. فقد أظهرت الأبحاث أن الرعشة التي تشعر بها في عمودك الفقري ترتكز على سلسلة من الاستجابات الجسدية المعقدة في الجهاز العصبي.
استجابة فسيولوجية
الموسيقى باعتبارها تجربة جمالية فهي تعتبر متعة للفكر من نواحٍ عديدة. مثلاً أولئك الذين تلقوا تدريبًا موسيقيًا يُقدرون التركيب المبتكر لمقطوعات معينة. في حين يمكننا أيضًا نحن كأُناس عادين الاستمتاع بالكلمات والألحان المثيرة للذكريات والتي لا تُنسى. من جهة أخرى هناك رغبة لا تقاوم في بعض الأحيان للنقر بقدمك دون وعي على الإيقاع. فإن للموسيقى أيضًا تأثيرات جسدية تلقائية على الجسم، أحدها القشعريرة. كما ويعتقد العلماء الآن أن القشعريرة ربما عانى منها أسلافنا الأقدم، وترتبط في النهاية بالأدرينالين.
قالت الدكتورة سنام حفيظ، عالمة النفس العصبي في مدينة نيويورك ومديرة الفهم العقلي، في مقابلة عبر البريد الإلكتروني: “القشعريرة تثير استجابة فسيولوجية معقدة تشمل الجهاز العصبي اللاإرادي، ومنطقة ما تحت المهاد، وانقباضات في العضلات، وانتصاب في الشعر، وتنشيط الجهاز المناعي، وتغيرات في أنماط التنفس”.كما وتعمل هذه الاستجابات معًا لتنظيم درجة حرارة الجسم، و خلق تجربة ذاتية فريدة للنفس.
وأوضحت حفيظ قائلةً: “أولاً، يتفاعل الجهاز العصبي اللاإرادي في الجسم عن طريق تنشيط الفرع الودي، وهو المسؤول عن استجابة القتال أو الهروب. وهذا يؤدي إلى إنتشار الأدرينالين، مما يتسبب في انقباض الأوعية الدموية وزيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم. وعندما تحدث قشعريرة، يكتشف منطقة ما تحت المهاد انخفاضًا في درجة حرارة الجسم. ويبدأ سلسلة من الاستجابات لتوليد الحرارة. وتأتي هذه الحرارة من انقباض العضلات، وهو ما يسبب الرعشة أو “البرد” الذي يشعر به الإنسان عند تأثره بمقطوعة موسيقية معينة”.
الاستجابات العاطفية الفردية
الإصابة بالقشعريرة من الموسيقى ليست أمرًا متساوياً بين البشر. فنحن لا نشعر جميعًا بالرعشة عندما نستمع إلى نفس المقطوعات الموسيقية. فهناك أشخاص لا يشعرون مطلقًا بالقشعريرة عند سماع الموسيقى. فهناك أسباب فسيولوجية تجعل بعض المستمعين أكثر عرضة لردود فعل جسدية تجاه الموسيقى التي يسمعونها أكثر من غيرهم. وتقول الدكتورة سنام حفيظ: “قد يكون بعض الأشخاص أقل عرضة للإصابة بالقشعريرة من الموسيقى بسبب الاختلافات في استجابات الجهاز العصبي اللاإرادي لديهم”. كما وأضافت “ينظم الجهاز العصبي اللاإرادي وظائف الجسم اللاإرادية، بما في ذلك الاستجابة للمنبهات مثل الموسيقى. والأفراد الذين لديهم استجابات لاإرادية أقل حساسية قد يكونون أقل عرضة للإصابة بالقشعريرة.”
و تشير الأبحاث الحديثة إلى أن مثل هذه الاستجابات شخصية للغاية. في عام 2015، أشارت دراسة نشرت في مجلة علم نفس الموسيقى تستكشف الرعشة الموسيقية، أو “القشعريرة الجمالية الممتعة” المستمدة من الموسيقى، إلى أن أختلاف أنواع الشخصيات قد تكون أيضًا عاملاً في حدوث هذا الشعور. أو قد تكون مرتبطة بمعرفتهم بالأغنية وأصداءها؛ أي إذا كان لدى الشخص مقطوعات موسيقية معينة تثير ذكريات أو مشاعر قوية.