384 مشاهدة
لماذا جمع عمر بن الخطاب صلاة التراويح على إمام واحد؟
صلاة التراويح واحدة من شعائر الإسلام المرتبطة بشهر رمضان الفضيل، وقد أجمع علماء الأمة الإسلامية على فضلها وأهميتها لكونها سنة مؤكدة عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
و صلاة التراويح أو قيام رمضان من صلاة التطوع وحكمها هو أنها سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، ويذكر في ذلك قول الإمام النووي إن الأمة أجمعت على أن قيام رمضان ليس بواجب بل هو مندوب، ويحصل بصلاة التراويح، أي أنه يحصل بها المطلوب من القيام، إلا أن قيام رمضان لا يكون إلا بها، و تؤدى في المسجد وفي البيت كذلك لمن شاء على أن لا يهجر المسجد .
وصلاة التراويح تصلى ركعتين بسلام أو تصلى أربعًا، كما أن المصلي يستطيع أن يجلس في استراحة إن شاء، فيجلس أو يقرأ في شيء أو يسبح أو تلقى على المصلين موعظة ترغبهم في فعل الخيرات وترك المنكرات.
النبي وصلاة التراويح
في كتاب” إشراق المصابيح في صلاة التراويح” للمؤلف “الحافظ تقي الدين أبو الحسن السبكي” ذكر العديد من الأحاديث في حكمة ترك النبي صلاة التراويح في المسجد، ومنها حديث روته عائشة رضي الله عنها، ذكرت فيه أن رسول الله خرج فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا فاجتمع أكثر منهم. فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج الناس لصلاة الصبح أقبل الرسول على الناس فتشهد ثم قال أما بعد: فإنه لم يخف علي مكانكم، ولكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها، فتوفي رسول الله، والأمر على ذلك.
سنة جمعها عمر بن الخطاب
وجاء الخليفة الثاني للمسلمين “عمر بن الخطاب ” فجمع الناس على صلاة التراويح إذ روى البخاري عن عبد الرحمن بن المقاري أنه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي الرجل بصلاته الرهط فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب.
سنة مؤكدة
واستند الفقهاء على إقرار هذه السنة التي سنها عمر بن الخطاب على قول الرسول عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجز.
آراء الفقهاء حول صلاة التراويح
وعرض المؤلف بعد ذلك لآراء الفقهاء حول جمع الناس لصلاة التراويح، وهي أنها سنة مؤكدة وهو ما ذهب إليه”الحافظ” أو أنها سنة غير مؤكدة؛ وليس هناك دليل على هذا الرأي، والرأي الثالث أنها مؤكدة غير سنة، ولو ثبت هذا الرأي لم يضر، إنما نازع هذا الرأي في التأكيد، والمؤلف لا يعتقد أن التأكيد أخص فيستحيل ثبوتها من دونها، أما الرأي الرابع وهو أنها لا سنة ولا مؤكدة وهو رأي باطل من وجهة نظر المؤلف لثبوت صلاتها عن طريق السنة المتواترة .
عن المؤلف
الحافظ تقي الدين أبو الحسن السبكي برسالة ولد عام ٦٨٣ هجرية في محافظة المنوفية في مصر، ودرس العلم في القاهرة والأسكندرية و دمشق ومكة المكرمة، وولي قضاء الشام، وخطب في الجامع الأموي.
تتلمذ عليه عدد من العلماء، وأقر له العديد من العلماء ببلوغه مرتبة الاجتهاد، وقال عنه الحافظ شمس الدين الذهبي: كسان جم الفضائل، حسن الديانة صادق اللهجة، قوي الذكاء له العديد من المؤلفات منها الإبهاج في شرح المنهاج للنووي. وإكمال شرح المهذب للنووي.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
