لماذا لا تعترف إسرائيل بخسارتها في حربها على غزة؟
مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة وتتكبد الأولى خسائر فادحة ورغم تلك الخسائر إلا أنها لا تعترف رغم اعتراف عدد من القادة لديها بهزيمتهم في تلك الحرب سواء من الناحية القتالية أو من الناحية الاقتصادية.
فما تنكره الأقوال تثبته الأرقام، حيث سجلت إسرائيل عجزًا في ميزانيتها قدرت بنحو 17 مليار شيكل أي (4.5 مليار دولار تقريبًا في شهر نوفمبر المنصرم؛ وفق ما أعلنته وزارة المالية الإسرائيلية.
وخلال الشهر الماضي، توقّع محافظ بنك إسرائيل أمير يارون، أن تصل الخسائر الاقتصادية إلى ما نسبته 10% من الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي، وهو ما يعادل 52 مليار دولار.
ولكن مع ذلك لا تزال إسرائيل تنكر هزيمتها في حربها على غزة لتجعل التساؤلات تدور حول أسباب إنكارها الأمر الذي وضحه ساري عرابي، الكاتب والمحلل الفلسطيني، بقوله إن إسرائيل تاريخيًا في حروبها ومعاركها غير المتناظرة التي تخضع لها مع قوة شعبية أو فصائل مسلحة وليست مع جيوش نظامية لا تعترف بخسائرها بسهولة.
أضاف “عرابي” في تصريحات لـ “الميزان“، أن الحروب والمعارك الطويلة مثل المعركة الموجودة الآن في قطاع غزة، والتي تُعد الأطول في حروب إسرائيل على الاطلاق، تجعل على الصعب عليها الإعتراف بهزيمتها وذلك لعدة أسباب منها الحفاظ على ما يسمى في إسرائيل بالجبهة الداخلية ويعني الحفاظ على تماسك المجتمع الإسرائيلي.
أشار “عرابي” إلى أنه في حالة كانت إسرائيل تريد الحرب ومصرة عليها فتخشى من تضعضع وتزعزع وتخلخل تماسك المجتمع الاسرائيلي، ويُعد هذا هو العنصر الأساسي في هذا الموضوع.
أما العنصر الثاني، فهي رغبة إسرائيل في أن تحرم المقاومة الفلسطينية وتحرم الفلسطينيين من الشعور بالقدرة على الإنجاز والشعور بتحقيق الانتصار.
أضاف:”القضية تعبوية ونفسية على جانبين أو على الضفتين على الضفة الاسرائيلي من أجل تعزيز تماسك المجتمع الإسرائيلي وأيضًا على الضفة الثانية من أجل إشعار الفلسطيني باليأس أو عدم قدرته على تحقيق أي إنجاز حقيقي”
وأشار إلى أن هناك قضية دعائية متعلقة بجيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه فهو لا يريد أن يظهر بأنه الجيش غير القادر على الحرب، وليس على مستوى إسرائيل وفلسطين فقط بل على مستوى الإقليم وعلى مستوى العالم.
إقرأ أيضًا..حرب رقمية تستخدمها إسرائيل في حربها على غزة