همتك نعدل الكفة
108   مشاهدة  

لماذا لا يتعلم هؤلاء من الممثل أشرف عبد الباقي؟

الممثل أشرف عبد الباقي


الشهر الماضي أعلن الممثل أشرف عبد الباقي إنه حينما حضر لشخصية كوتش تامبي في مسلسل جولة أخيرة استعان بمدرب تمثيل للمرة الأولى في حياته، وأكد أن هذا الأمر أفاده كثيرا في الشخصية وعلى مستوى التحضير لها، والحقيقة أن الممثل أشرف عبد الباقي قدم لنا شخصية شديدة الإمتاع والاختلاف، بل أنها كانت مختلفة تماما عما قدمه من قبل وعلى مدار 38 عاما من التمثيل تقريبا.

خلال السباق الرمضاني الحالي يطل علينا العديد من الفنانين في أعمال درامية متنوعة بعض هؤلاء الفنانون يعيبهم عدم القدرة على التعبير عن الشخصية ربما يجتهدون في صنع لازمات لشخصياتهم أو صورة فيزيائية أو سمات شكلية ولكن يعيبهم التقمص، تجدهم يعانون من مشاكل في تقمص الشخصية أو إقناع المشاهد بها، وآخر ما يشغلهم هو الكلام الذي تنطق به الشخصية فيبدو وكأنهم غير متقمصين لشخصياتهم ولا يفهمونها بشكل جيد.

التمثيل لأي شخص

فن التمثيل
فن التمثيل

يرى العديد من مدربي التمثيل أن البشر جميعا يمكنهم التمثيل كفكرة عامة، لأن البشر بطبيعتهم قادرين على الكذب والتقمص في حياتهم العادية وفي مواقف مختلفة، ما يفرق بين الممثل الجيد والسيء هو القدرة على التقمص والإقناع والاقتناع بالشخصية ودوافعها وانفعالاتها وهذا ما تفرضه العديد من مدارس التمثيل المختلفة مثل ستانسلافسكي ومايسنر وآدلر وبريخت وغيرهم من مدارس التمثيل المختلفة.

بل أن هناك العديد من الممثلين من ميريل ستريب تعتمد على مزيج من مدارس تمثيلية مختلفة وإن كان أبرزها مدرستي مايسنر وآدلر كما أنها ابتدت حياتها التمثيلية بطريقة ستانسلافسكي.. جوليا روبرتس تعتمد على مزيج من بريخت وستانسلافسكي، دانيال كريج يعتمد على ستانسلافسكي، أحمد زكي ومحمود عبد العزيز أيضا يعتمدان على المدرسة نفسها بعد دمجها بمنهجية بريخت، ثم قدراتهما على تشكيل طريقتهما الخاصة في التمثيل والتي ميزت كل ممثل منهما عن الآخر في حين اعتمد عادل إمام على عدة مدارس مختلفة في التمثيل فأخذ التقمص من ستانسلافسكي والارتجال من آدلر والحضور من مايسنر، كما أضاف عليهم بحضوره الطاغي ووقدرته على هضم مدارس تمثيلية مختلفة للخروج بأفضل ما فيها.

في النهاية يستطيع كل ممثل بعد فترة زمنية معينة تطوير منهجيته الخاصة التي تشكل بصمته وطريقته في التقمص والتعبير.

الحضور

YouTube player

واحدة من أكبر أزمات العديد من الممثلين هو غياب الحضور عنهم فلنأخذ شخصية نعمة من مسلسل “نعمة الأفوكاتو”، نجد حوارا يدور بينها وبين والدها في الحلقة الأولى من المسلسل حين يؤنبها والدها كمال أبو رية على زواجها من صلاح الذي يجسده أحمد زاهر، خلال التأنيب تمر الشخصية بمشاعر مختلفة من الامتعاض للرفض ولكن تعاني الشخصة من مشكلة شديدة في التقمص للتعبير عن هذه المشاعر المختلفة، الأمر يتكرر مرة أخرى بعد عدة مشاهد في مشهد احتفال شخصية نعمة بعيد زواجها، تكتشف الشخصية صدمة كبيرة في زوجها صلاح ولكن نبرات صوتها كما هي لا يوجد تأثر لو استمعت للمسلسل دون مشاهدته لن تفهم مشاعر الشخصية ولا مكنوناتها وهو عوار كبير في التجسيد.

YouTube player

الممثلة نفسها لا تعاني من مشاكل في التقمص، فهي من قبل استطاعت تجسيد مشاعر مركبة ومعقدة في مسلسل “الفتوة” فالأزمة هنا ليس في تجسيد الممثلة مي عمر ولا قدراتها الفنية، ولكنها مشكلة ترجع إلى غياب مدرب التمثيل الذي بإمكانه توجيه الممثل وتحضيره بشكل لائق أكثر للشخصية حتى يستطيع في النهاية تكوين منهجيته الخاصة في التمثيل.

اقرأ أيضًا 
مسلسل نعمة الأفوكاتو .. ميلودراما نصف هندية

الأمر يتكرر مرة أخرى في مسلسل “صدفة” للفنانة ريهام حجاج، في أكثر من مشهد للفنانة في تجسيد شخصيتها لا يمكنك أن تعرف هل هي مبتهجة أم حزينة أم ماذا غياب تام للحضور.

YouTube player

الأمر نفسه يتكرر مرة أخرى في الفان أحمد العوضي في مسلسلة “حق عرب” وتجسيده لشخصية عرب، ولا يقتصر الأمر على النماذج الثلاث السابقة، ولكنه يمتد للعديد من الفنانين، ولا أدرى هل ضيق الوقت هو ما يتسبب في هذا الأمر أم أنه كسل من هؤلاء النجوم الذين ضمنوا مكانتهم خلال السباق الرمضاني السنوي.

إقرأ أيضا
رمضان 2024 في غزة
YouTube player

التدريب على الحضور بالنسبة للممثل أمر يحتاج إلى تدريب مستمر سواء على التعبير عن المشاعر البسيطة والمركبة والتحكم في لغة الجسد بشكل أكبر بل أنك ربما تجد مشاعر مركبة تحتمل أكثر من شعور، فمن الممكن أن يشمل شعور كالبهجة بداخله على أكثر من شعور مثل السعادة والحماس والخوف، السعادة لها مسبب رئيسي للشعور بالبهجة بينما الحماس تشمله البهجة بداخلها نظرا للابتهاج والخوف ربما يكون شعور مضاد يشعر به الشخص المقبل على تجربة جديدة متحمس لها لكنه يخشى الفشل، التعبير عن شعور مثل هذا بلغة الجسد ودون كلام يحتاج لتدريب كثير كما يحتاج لتدريب الصوت على التعبير عن جميع هذه المشاعر المتداخلة، ويحتاج أيضا إلى فهم ووعي من الممثل بمثل هذه المشاعر.

في النهاية الممثلين بشكل عام بحاجة دوما للتدرب بجانب الوعي بالحوار المكتوب وأهميته وكيفية التعبير عنه، غياب التدريب يقلل من حضور الممثل، وحتى نجاحه المؤقت لن يجعل هذه الشخصية خالدة في ذهن المشاهد، كل ممثل يجب عليه أن يعمل في أن يتذكره المشاهد دوما، كما يتذكرون منتصر/ أحمد زكي في الهروب أو فارس/ عادل إمام في الحريف أو سمير/ محمود عبد العزيز في الشقة من حق الزوجة، أو جميلة/ إلهام شاهين من خالي من الكوليسترول.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان