لماذا لا يستجاب دعائي في رمضان وعند الكعبة؟
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
عندما كبرت وبحثت عن الله في حياتي وحياة من حولي فهمت أن معرفتي عنه خاطئة تمامًا، من التنشئة والأشياء التي كنا نعرفها عن الله من الكبار حولنا.
أدركت أن رحلة الإنسان لمعرفة الله هي رحلة فردية تمامًا، يراه في تفاصيل يومه ولطفه معه رغم التقصير، يراه في كل مرة ييأس من الانفراجة فتأتي على حين غرة دون توقع ودون حسابات يمكن أن يمنطقها العقل.
يرى الإنسان الله في نفسه ويتذكر قوله :
( وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ )
في كل مرة يصاب بوهن وضعف أو مرض، وفي كل مرة يعاني فيها نوبة اكتئاب تجعله يفقد الشعور بالحياة ومن ثم يعود للحياة من جديد بمعية الله ورحمته.
اقرأ أيضًا…متى سيتم الإفراج عن الآذان؟
ومن الأشياء التي تعلمتها في صغري أن الله لابد أن يستجيب الدعاء كما أريد خاصة في رمضان. فعشت سنوات كثيرة من حياتي منذ الطفولة أعد رمضانات عديدة، وكل رمضان يأتي بلا استجابة لدعاء رمضان السابق أصاب بحزن شديد وأتشكك في محبة الله لي.
ظلت نظرتي قاصرة بهذا الشكل لسنوات طويلة؛ أنا أصلي، وأحاول التعبد قدر الاستطاعة، فلم لا يجيب دعوتي الله في رمضان؟…بل لم تأخرت استجابة الله لي أمام الكعبة عندما من علي بالعمرة؟
وكل الكلام عن أن مراد الله مختلفًا عن مرادك لم أكن أستوعبه، وكنت من أصحاب كيف أصبر على ما لم أحط به خبرا، حتى بانت الحكمة واتضحت الإجابة.
مواقف مع مواقف كانت أشبه بمشاهد سينمائية، كل دعوة دعوت بها لم تستجب اكتشفت أن من نالها عاش تعيسًا وحاله يصعب على الكافر.
واكتشفت أن ليس كل ما يملكه غيرك يكون صالحًا لك، بل ربما فيه هلاكك.
قالت لي صديقتي هند عبد السلام رحمها الله:احذري أمنياتك.
لم أفهمها سوى بعدما فارقت الحياة.
قرأت أيضًا عن الأحاديث التي تتعلق باستجابة الدعاء ومنها:
أَنَّ رسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: مَا عَلى الأَرْضِ مُسْلِمٌ يَدْعُو اللَّه تَعالى بِدَعْوَةٍ إِلاَّ آتَاهُ اللَّه إِيَّاهَا، أَوْ صَرَف عنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا، مَا لَم يدْعُ بإِثْم، أَوْ قَطِيعَةِ رحِمٍ
فكل دعاء في رمضان وغير رمضان له أساليب خاصة في التحقق، وتقتصر رؤية الطفل داخلنا على التمسك بتحقيق ما نرى فيه سعادتنا وفقط، ولا ندرك أهمية بقية الحديث من دفع الشر عن الإنسان بدلا من تحقق أمنيته.
معرفتي عن الله كانت ضيقة للغاية، تصورت أننا لو أطعناه في الفرائض تحققت كل أحلامنا، في حين الله يستحق العبادة بلا توقعات نضعها مقابل هذه العبادة، والعبادة لله في المقام الأول لا يحتاجها الله جل علاه، ولكن تساعد الإنسان لتنظيم حياته ولراحته النفسية أولا وأخيرا.
ربما هذا ثاني رمضان يمر علي وأنا أعي أن رمضان ليس ساحرًا يأتي بكل ما نتمنى، ولكنه فرصة حقيقية للتقرب إلى الله ومن هذه الأساليب الدعاء. وأتدرب ألا أنتظر في كل مرة أن تتضح الحكمة من منع تحقيق أمنية ما، فعلي الثقة التامة في الله وحكمته، فنحن نثق في الطيار الذي يقود الطائرة أثناء السفر، وننام أثناء السفر بلا شكوك في قدراته، فما بالك قدرة الله عز وجل في تسير أمور حياتنا.
ظلمناك يا عم رمضان
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال