همتك نعدل الكفة
145   مشاهدة  

لماذا لم أحب احكي يا شهرزاد رغم نجاحه

احكي يا شهرزاد
  • إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



لا أنكر أنني أميل للأفلام التي تناقش قضايا المرأة، وأظن أن المرأة مظلومة بهذا المجتمع أكثر من الرجل، ورغم كل حملات التوعية بقضايا المرأة ، مازلنا نواجه في المجتمع مشكلات مفجعة.

ولا تنظر يا عزيزي القارىء لمشكلات المرأة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن انظر لمشكلاتها على أرض الواقع وبالأماكن التي طالها الجهل الذي يحول بينها وبين التوعية الحقيقية التي ستنجد المرأة من العنف وممارسة القهر عليها.

احكي يا شهرزاد الفيلم الذي عرض عام  2009 يناقش عدة مشكلات في شكل قصص منفصلة كحبكات فرعية تجمعها حبكة رئيسة عن علاقة هبة المذيعة بكريم الصحفي المشهور، حيث أدت دور هبة الفنانة الجريئة منى زكي، وأدى دور كريم الفنان حسن الرداد وكان في بداية مشواره الفني.

الفيلم إجمالًا-في نظري-يستحق المشاهدة ولكن به عدة مشكلات  لم تجعله الأفضل في قائمة الأفلام التي تناقش قضايا المرأة.

اقرأ أيضا…لكل رجل يسأل هي الستات بتحس بإيه بعد التحرش.

في قصة أماني مثلًا التي أدت دورها الفنانة سوسن بدر لم يعجبني إطلاقًا التنميط وظهور البنت التي لم تتزوج في قالب الفتاة التي عقدها المجتمع وأصيبت باضطرابات نفسية على الرغم من جمالها ونجاحها في حياتها العملية، ورأيت تناقضًا بين شخصية أماني التي واجهت عريس الصالونات بجرأة كبيرة، وبين أماني التي ضعفت ودخلت مصحة نفسية.

أيضًا المشهد الذي مازال جمهور الفيس بوك يحتفي به الآن عندما واجهت أماني عريس الصالونات بهزلية شروطه مقابل ما سيقدمه لها، المشهد احتفت به النسويات تحديدًا لأنه عبر عن فئة كبيرة واجهت نفس الشخص الذكوري الذي يملي شروطًا مقابل لا شيء، ولكن حوار المشهد لم يكن طبيعيًا أبدًا.

فهل لو أعدت مشاهدة هذا المشهد ستتصور أن يقول رجل لامرأة: هابقى جوزك يعني هابقى جوزك.

أو أن تقول بنت لرجل تقدم لخطبتها بعلو صوتها في مطعم: يا راجل يا عرة!

يحدث أن تقابل الفتاة رجالًا (عرر) ولكن لا نقوم بتربيتهم  نرفضهم  وننسحب، وفي الزواج تحديدًا ترفض البنت الرجل حسب الشروط الذي يضعها والعكس صحيح.

كان المشهد فلاش باك بالوقت الذي لم تكن فيه أماني غير متزنة كما أصبحت بعد ذلك، فكان عقلها في رأسها حينها، فلم تقف وتغضب وتعطي درسًا للعريس أيًا كانت شروطه؟…وهل وصلت أماني لهذا السن ولم تقابل مثل هذه النوعيات من قبل؟

فأنا مثلًا في الثلاثينات من عمري وقد قابلت مثل هؤلاء بعدد شعر رأسي، فلم يصور لنا احكي يا شهرزاد أن هذا هو أول رجل (عرة) بحياة أماني؟…ولو كانت هذه القصة سببًا فيما وصلت إليه من عدم اتزان لذلك حكتها بالبرنامج فهي ليست كافية لتقنع المشاهد بما وصلت إليه من عدم اتزان.

وفي قصة صفاء وأخواتها لم أقتنع مطلقًا أن تخضع صفاء لسعيد الخفيف وتتزوجه سرًا كالهبلة بشكل عرفي وتخفي الأمر عن أخواتها وهي التي اقترحت من البداية أن يفتحوا له الطريق كي يختار بينهم، فلم تكن ضحية على قدر غباء فكرتها من البداية التي تسببت في أن يستغلهن سعيد.

على صعيد أخر شهرزاد نفسها هبة (منى زكي) لم يكن مقنعًا أبدًا للمشاهد أن تقع هبة صاحبة المبادىء في حب كريم الصحفي المنافق الذي قال له صاحب سلطة أنه لا يعرف المصداقية.

فكيف تعرف بلد بأكملها أنه وصوليًا منافقًا فيما لا تعرف هبة؟…هبة الذكية الناجحة بعملها التي احتكت بأشكال وألوان من الناس.

وكانت كلما جامل أحدهم تتفاجأ، وكلما طلب منها التنازل تشمئز، وكأنها تتعرف على شخصيته لأول مرة؟!

إقرأ أيضا
شقو

الصحفي المنافق تحديدًا رائحته تصل لكل الأوساط فيما هبة مذيعة وكانت صحفية قبل أن تصبح مذيعة وتعرف الصحفيين وسمعتهم وأسمائهم، فلم اقتنع بالمرة بكونها ضحية في هذه العلاقة، فهي تعرف من البداية قذارة كريم، ولم أقتنع بصدمتها فيه غير المبررة.

لم اعتد من وحيد حامد أيضًا المباشرة دون مبرر، ففي الحوار جملًا مباشرة وكلاشية مثل “شرف البنت زي عود الكبريت” وكلمات في الحوار لم تكن طبيعية أبدًا، ولكن أقرب للمباشرة في عروض المسرح التي تعتمد على الاحتكاك المباشر بالجمهور، ولكن للسينما أدوات كثيرة تأخذ المشاهد من مكانه لحالة المشهد ولا مبرر للمباشرة التي كانت بالفيلم.

كانت المبالغة مشكلتي الأساسية مع هذا الفيلم والتي لا تفيد قضايا المرأة مطلقًا، بل كانت المبالغة أيضًا  على مستوى الأداء التمثيلي الذي ظهر مفتعلًا في أكثر من قصة، وكأنك تشاهد تمثيلًا وليس أداءً جيدًا.

تمثيل الغضب طوال الوقت بالفيلم، فترى رجل هبة تهتز من الانفعال، وعروقها نافرة بالبرنامج، والغضب بكل شبر وكل مكان، وأعلم أن المخرج الكبير يسري نصر الله قصد هذا ليعبر عن غضب النساء من ذكورية المجتمع، ولكن تصديره طوال الوقت لم يكن موفقًا وأثر على أداء الكثير من الممثلين.

ربما الوحيدة التي (فلتت) من قالب هذا الأداء هي رحاب الجمل بين أداء نساء الفيلم، وأداء محمود حميدة كان متميزًا كالمعتاد.

لم أحب احكي يا شهرزاد على الرغم من الاحتفاء الكبير به وأرى أن العيوب التي ذكرتها أضرت بفيلم كان من الممكن أن يصبح عظيمًا حقًا لولاها.

الكاتب

  • احكي يا شهرزاد إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان