لماذا لم نلتفت إلى ما نبهنا إليه سوبر ماريو ؟!
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
هل تتذكرون لعبة “سوبر ماريو” ؟، تلك اللعبة التي كان عليك أن تجتاز بعض العقبات كي تفوز بها؟، إذاً عليكم أن تعرفوا أن ماريو لم تكن مجرد لعبة، وإنما كان شريط حياة مسبقاً لكل الشباب ولكننا للأسف لم ننتبه، أعتقد كثيراً في أن شاباً مصرياً رمته آلة المستقبل إلى عصرنا هذا هو الذي اخترع تلك اللعبة.
ماريو الذي عرف طعم الشقا
كيف لم ننتبه لتلك الإشارة التي وجهها ماريو لنا وظننا أن الأمور غير ذلك؟
كان لابد أن يرتطم برأسه في السور حتي يخرج منه الذهب، في إشارة إلى أن اللقمة مابتجيش بالساهل، كيف ظننا أننا من الممكن أن نجد الذهب مرمياً في الطريق؟
الحياة مراحل
يبدأ ماريو اللعبة صغيراً، فيفوز بـ 100 قطعة من الذهب فيكبر حجمه وتزداد مساحة قفزته، ثم 100 قطة أخرى فيصبح مسلحاً ويستطيع التخلص من أياً مَن كان أمامه، بالتأكيد كانت تلك الإشارة بضرورة التسلح بالمال والمادة حتى تستطيع أن تكمل الطريق، ولكن لم يتركنا ماريو حتى إن نبهنا إلى أن من الممكن أن تلمسك شوكة صغيرة فيذهب كل هذا هبائاً، لم يتركنا حتى نبهنا بضرورة الحظ التي توازي ضرورة المال.
براميل الكوسة
في أثناء طريق ماريو لاجتيازه مراحل تلو الأخرى يصادفه بعض الصناديق التي من الممكن أن يدخل فيها ويخرج من الجهة الأخرى فيجد نفسه في آخر المرحلة !
لابد وأن تلك البراميل كانت تمثل “الواسطة” التي من الممكن أن تغنيك عن كل شيء، ولكن تلك البراميل كان يخرج منها بعض الزهور ذات الشوك التي كانت تقتل من يلمسها، لابد وأن تلك الزهور لا تقدر حتى على مواجهة الواسطة.
الوصول إلى العروسة
كان الوصول إلى العروسة في نهاية آخر مرحلة في اللعبة هو الهدف والغاية لـ (ماريو)، وأعتقد أنه الهدف والغاية للغالبية العظمى ممن لعبوا تلك اللعبة، كان عليك أن تجتاز قبلها طريقاً طويلاً محاطاً بالنيران من كل جانب.
أعتقد أنها “الغربة” التي لابد منها الآن لكي تستطيع الزواج، ثم عليك أن تجتاز ديناصوراً كبيراً مرعب تخرج طلقات النيران من فمه واحدة تلو الأخرى، أعتقد أنها أفكار المرضى من المجتمع متجسداً في شخص والد العروسة.
النهاية
أعتقد أن هذه الكذبة الوحيدة التي كذبها علينا ماريو، فقد كان حينما يموت يحاول مرة أخرى حتى يصل لهدفه، أما هنا فهي محاولة واحدة!
إقرأ أيضاً
إعلان تشويقي لجزء جديد من فيلم حكاية لعبة، Chris Evans يقود فيلم Disney-Pixar
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال