لماذا نحب الأوغاد؟
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
بكل الحب هنتكلم عن الحب، ولكن من زاوية مختلفة، قال الكاتب عمر طاهر “الرجل لا يكتمل نضجه إلا إذا ضحكت عليه واحدة ست” وأضيف أن الست لا يكتمل نضجها إلا لو وقعت في غرام وغد”، لكن الموضوع يشبه الدائرة المفرغة بشكل مرعب فالجاني كان ضحية والضحية كانت جاني، وجاني اللي بحبه جاني، وشيء في منتهى الدوخيني يا ليمونة.
منذ بدء الخلق حتى الآن يظل سؤال “لماذا تحب النساء الرجل الوغد؟” مستمرًا، في رأيي أن الأمر بدأ في العصر الحجري حيث كانت تسعى الأنثى للرجل القوي القادر على توفير الغذاء والحماية والأمان من كل الأخطار الموجودة في الحياة وقتها، لكنها غاب عنها أن الرجل تغره القوة إلا من رحم ربي.
مع تطور المجتمعات تنوعت أشكال القوة، ولكن ظلت تغر الرجل وتحوله لشخص وغد، ليتأصل جينات الوغدنة في عدد كبير من الرجال في العالم، عن لم يكونوا السواد الأعظم بل أنه يمكن إطلاق نظرية أن بداخل كل رجل ناضج وغد كبير وطفل صغير، ل=تكون احتمالات وقوع الأنثى في الرجل الوغد تتعدي 99%، لابد أن يكون في حياة الأنثى رجل وغد.
الغريب أن الوغد لا يخرج ويسيطر على الرجل من فراغ، فهو عليه أن يتعرض لضغوط كبيرة ومشاكل خطيرة وتجربة إنسانية سيئة كي يخرج الوغد إلى الساحة وتلك التجربة هي الوقوع في غرام وغدة، نعم النساء فيهن نفس الجين أيضا فهم بنات رجال أوغاد.
“الوغدنة” في الأنثى احتار فيها العلماء، هل هي أصل فيها أم تطور طبيعي لمواجهة وغدنة الرجل، الحقيقة أن الأنثى هي الأخرى بداخلها وغده صغيرة تخرج كلما دعتها الحاجة، فهي تستطيع إخراجها وقتما أرادت وأينما أرادت، كأن تكيد لأنثى أخرى أو تختطف رجل من أنثاه أو تشارك أنثى رجلها، أو تستغل رجل، كل تلك الأمور هي في صميم الوغدنة، لذلك فالأنثى هي الأخرى من فصيلة الأوغاد.
دائرة الأوغاد المفرغة تبدأ بطرف كان ضحية فتحول لجاني، تعرض للضغط فخرج الوغد بداخله، فيصطاد فتاة ليصب عليها كل الوغدنة الممكنة وطبيعي تنتهي العلاقة بالفشل الذريع لتبدأ الفتاة الضحية للتحول على جاني فتصطاد فتى لم يخرج الوغد من داخله لتصب عليه كل وغدنتها وتنتهي العلاقة بالفشل، فيتحول لوغد وهكذا ” جمعية ودايرة يا أبا”.
لكن لماذا نحب الأوغاد؟ ببساطة لأن الأوغاد يلمعون أكثر، الوغد شخص براق يجيد جذب الضحية والفريسة سواء رجل أو أنثى، يستطيع أن يصيغ أعذب وأجمل وأعمق الجمل، يستطيع أن يدعى بسهولة ما ليس فيه، ونحن البشر نحب هذا بشده، نحب الكلمات المعسولة والوعود البراقة والحياة الوردية حتى لو كنا نعلم في قرارة نفسنا أنه مجرد هباء منثور.
الأوغاد قادرون على التحول إلى كل ما يعجب الطرف الأخر، قادرون على ادعاء الاهتمام والحنية والحب والتفهم والتعاطف، وكل المشاعر التي قد تجذب أي شخص ليقع في شباكه، وبعدها، تنتهي اللعبة ليتحول الوجه إلى لون اسود كثيب حزين يترك جرحا في القلب، ورغبة في الانتقام.
بينما يعاني الرجل الذي لم يخرج الوغد من داخله إلى كارثة كبيرة، فهو لا يستطيع أن يصيغ مشاعره بشكل جميل وجذاب، لذلك يصطدم الشريك بما يعانيه وما يفكر فيه وما يحاوله ولا يفهمه الطرف الأخر، بل يعتقد انه وغد أخر، وفي الحقيقة هو يحاول كبح جماح الوغد في داخله.
دائرة الأوغاد المفرغة لا تنتهي ولا تحاول أن تنهيها فحتى العلاقات الناجحة هي علاقة بين أثنين من الأوغاد وكلاهما يستطيع أن يجعل الأخر معه لأطول فترة ممكن بأقل خسائر ممكنة، لذلك فيا عزيزي كلنا أوغاد.
إقرأ أيضاً
خمسة أسباب جعلتنا نقع في حب العمدة سليمان غانم ووصيفة
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال