لماذا نصدق الحكومة هذه المرة؟
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أنت لا تصدق الحكومة .. أتفق معك تماما عزيزي القاريء من حقك ألا تصدق بيانات الحكومة الرسمية خاصة وزارة الصحة حيث قدمت الوزيرة أداءً سيئًا أحيانًا ومضحكًا في أحيانٍ أخرى، لكن من حقنا أيضا ألا نصدق تلك الأخبار البلهاء التي تنشرها إما مواقع مجهولة أو مأجورة، حتى أجد أحدهم ينشر خبرا عن إن مصر هي ثاني دول العالم انتشارا للوباء بعد الصين مكذبا منظمة الصحة العالمية نفسها أو مدعيا على لسانها ما لم تقله، لا تصدق الحكومة وتصدق مواقع مجهولة، لماذا لا تطبق القاعدة وهي لا تصدق الجميع وابحث بنفسك
كيف نعرف؟
هذه خريطة تفاعلية لانتشار وباء الكورونا تشرف عليها منظمة الصحة العالمية وتحدثها كل ساعة سترى فيها أن مصر بها حالتين هما الشخص الصيني في مدينة نصر والكندي في سيوة، وكلاهما تم حجزه في الحجر الصحي هو ومن يتعاملون معه.
لماذا لا تُوصي منظمة الصحة العالمية بتدابير أكثر تقييدًا للسفر؟ على سبيل المثال، حظر السفر؟
في ظل السياق الحالي، لا تُوصي المنظمة بفرض أي تدابير مقيدة للسفر، ولا يعود التحرِّي عند الدخول بفائدة كبيرة بشكل عام، كما يحتاج إلى موارد كبيرة. وفي حال كانت الأعراض تشير إلى الإصابة بمرض تنفسي قبل السفر أو أثنائه أو بعده، يُنصح المسافرون بطلب المساعدة الطبية ومشاركة تاريخ السفر مع مقدم خدمات الرعاية الصحية. وتوفر المنظمة إرشادات للمسافرين والمطارات ونقاط الدخول الأخرى، وستواصل تحديث هذه الإرشادات عند ظهور معلومات جديدة عن الفيروس.
هل توجد إجراءات إحترازية وقائية تقوم بها المنظمة وما هي؟
في يوم 10 يناير، نشرت منظمة الصحة العالمية مجموعة من المعلومات حول كيفية تأهب البلدان لهذا الفيروس والاستجابة له، بما في ذلك كيفية رصد المرضى واختبار العينات وعلاج المرضى ومكافحة العدوى في المراكز الصحية والحفاظ على الإمدادات المناسبة والتواصل مع العامة بشأن هذا الفيروس الجديد.
ويمكن الاطلاع على جميع المعلومات التقنية ذات الصلة بفيروس كورونا المستجد على هذا الرابط: https://www.who.int/health-topics/coronavirus
وتُوصي المنظمة السلطات الصحية بالعمل مع قطاعات السفر والنقل والسياحة لتزويد المسافرين بالمعلومات اللازمة للحدّ عمومًا من خطر الإصابة بالعدوى التنفسية الحادة، وذلك من خلال العيادات الصحية للمسافرين ووكالات السفر وجهات تشغيل وسائل النقل وفي نقاط الدخول.
وبناءً على المعلومات المتوفرة حاليًا، لا تُوصي المنظمة بفرض أي قيود على السفر أو التجارة. ويُوصى البلدان بمواصلة تعزيز تأهبها لحالات الطوارئ الصحية بما يتماشى مع اللوائح الصحية الدولية (2005).
ماذا توصي به المنظمة البلدان والأفراد؟
تشمل توصيات منظمة الصحة العالمية التوصيات المعتادة للعامة التي تهدف إلى الحدّ من التعرض للأمراض ونقلها، بما في ذلك النظافة الشخصية ونظافة الجهاز التنفسي والممارسات الغذائية الآمنة، ما يلي:
* غسل اليدين بالصابون والماء أو فرك اليدين بمطهر كحولي؛
* تغطية الفم والأنف بقناع طبي أو منديل أو الأكمام أو ثني الكوع عند السعال أو العطس؛
* تجنب ملامسة أي شخص مصاب بأعراض زكام أو تشبه الأنفلونزا بدون وقاية، والتماس الرعاية الطبية في حال الإصابة بحمى وسعال وصعوبة في التنفس؛
* عند زيارة الأسواق المفتوحة، تجنب الملامسة المباشرة دون وقاية للحيوانات الحية والأسطح التي تلامسها الحيوانات؛
* طهي الطعام جيدًا، وبالأخص اللحوم.
وتم تشكيل فريق دعم إدارة الأحداث المعني بفيروس كورونا المستجد في المكتب الإقليمي للمنظمة بهدف تنسيق الدعم التقني، وتحديد القدرات الوطنية، واستعراض الاستفسارات التقنية الواردة من الدول الأعضاء والإجابة عنها، والقيام بالوظائف الأخرى المهمة. وجاري الآن شراء الإمدادات الصحية وتجهيزها مسبقًا في المركز الإقليمي للإمدادات اللوجستية لمنظمة الصحة العالمية في دبي بهدف توزيعها حسب الاقتضاء، كما جرى تأمين التمويل اللازم لإرسال العينات المختبرية إلى ثلاث مختبرات مرجعية عالمية لاختبارها.
ويواصل المكتب الإقليمي للمنظمة رصد الوضع الذي يشهد تطورات سريعة للحدّ من خطر وفود فيروس كورونا المستجد إلى الإقليم، والعمل مع البلدان عن كثب لضمان تحديد الحالات المحتملة وفحصها والاستجابة لها سريعًا.
هل هناك مبرر للفزع بين الناس؟
لا، ليس بالضرورة. إذ تشير التقارير إلى أن العدوى بفيروس كورونا المستجد-2019 قد يسبب مرضًا خفيفًا إلى وخيمًا، وقد يصبح مميتًا في بعض الحالات. وحسب البيانات الحالية، يبدو أن أغلب الحالات الجديدة مصابة بمرض أخف، ولا يزال ضمن أنماط الأعراض الأكثر خفة التي تسببها الأمراض التنفسية.
الخاتمة
ما زلت أدعمك عزيزي القاريء في عدم تصديق الحكومة، لكن في مثل تلك الحالات حين يكون الوباء تهديدا للإنسانية جمعاء لن يكون الموضوع قابلا للتغطية والتمييع والكذب، ولسنا في مسلسل درامي يعتمد عليه المشككون في اثبات أن مصر تخفي شيئا، مصر تخفي الكثير لكن لا تستطيع اخفاء الوباء، منظمة الصحة العالمية تدير الأمر تماما واجراءات مطار القاهرة أكثر جدية من العديد من مطارات العالم.
حتى ذلك الاستخفاف واجتزاء تصريحات الوزيرة – التي لا أراها شخصيا كفؤا لهذا المنصب – سخيف للغاية لأنها لم تقل سوى ما أثبتته منظمة الصحة العالمية، نعم يشفى خمسة أفراد من كل ستة أصيبوا بالمرض دون علاج وهي نسبة تتجاوز الـ٨٠٪، يسهل الوقاية من المرض بالعناية بالنظافة الشخصية، كما أنها لم تقل أنهم ١٤٠٠ حالة بل اشتباه درجة حرارة مرتفعة عند الوصول للمطار وتم التأكد من عدم اصابتها.
عارض وشكك في الحكومة كما تحب لكن لا تساهم في نشر فزع بسبب الرغبة في لايكات أو عن جهل، وتأكد من اسم الموقع الذي تنشر له ومصداقيته، أو اتبع نصيحة بعض المعارضين القدامى، عندما تعارض نظاما ويفعل شيئا جيدا تجاهله تماما ولا تتحدث عنه، لكن لا تشوهه لأن هذا سيرتد إليك يوما ما.
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال