همتك نعدل الكفة
299   مشاهدة  

لماذا يدعو المؤمنون الله ولا يستجاب لهم؟!

المؤمنون
  • - شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة

    كاتب نجم جديد



يسأل المؤمنون أنفسهم مرارًا وتكرارًا ويسأل بعضهم بعضًا: لماذا ندعو الله ولا يستجاب لنا؟!

سألتني سيدة فاضلة هذا السؤال، بالنص والحرف، في يوم من الأيام القريبة التي رجونا فيها جميعًا أن ننتصر على عدونا ولم ننتصر.. كانت تثق بما لدي دينيًا وتود أن ترسو على شاطئ بشأن ما يحير فؤادها.. ضحكت واستغربت، لكنني قلت فورًا حتى لا أضاعف حيرتها: ولماذا ينصرنا الله أصلا ونحن بلا كفاءة؟!.

اقرأ أيضًا 
الدعاء الذي أعرفه لركوب الأسانسير

انتبهت هي إلى ما أقول، وواصلت حديثي قائلا: أنا لا أرد على السؤال المشروع بسؤال مقابل، لكنني أشير إلى خطأ في مضمون السؤال المشروع الذي يعتبر الإيمان وحده بوابة للانتصار.. أي العبادات طريق الظفر بالمرادات، ولا ريب في أن العبادات مهمة، ولكنها ليست مدافع ولا دبابات ولا قوة ملموسة، هي أمداد روحية وحسب، يجب أن يكون معها من الأدوات ما يفضي إلى غلبتنا، والأهم أن العبادات يجب أن تتزامن معها معاملات طيبة، ونحن للأسف أمة عبادات لا معاملات، عدونا مؤمن هو الآخر، ولو كانت عقيدته خلاف عقيدتنا، إلا أنه يؤمن بالله الواحد، والمهم أنه يؤمن بالعلم والعقل إيمانا راسخا موازيا، ويؤمن بضرورة امتلاك السلاح اللازم لكل معركة، ولو لم يكن مؤمنا بالسماء، فإنه آخذ بالأسباب وليس متواكلا كتواكلنا، وعلى هذا علينا أن نتفهم الأمور ببساطة؛ كي ننتصر في معركة ما فلا بد أن نتسلح بسلاحها، بجانب أن نصلي وندعو، وليس علينا أن نصلي وندعو ولا سلاح في أيدينا، كما أننا لسنا متلائمين ولسنا علميين ولا مفكرين.

لقد قرأت مرارا كتاب “التعليم العلمي والتكنولوجي في إسرائيل” للأستاذ صفا محمود عبد العال، وهو كتاب قيم حقًا، أود أن يكون في كل مكتبة مصرية وعربية، وأن يقرأه المثقفون والناشئة العرب، وقدر ما قد يصيبهم بإحباط هائل؛ لأنه يثبت لعدونا قدرات كبيرة في مجال التعليم العلمي والتكنولوجي، قدر ما قد يوجهنا إلى ما يتوجب علينا فعله إزاء هذا التقدم المذهل الذي أصابه العدو ولم نصبه، كذلك يجيب ضمنيا على أسئلة خادعة كالسؤال الذي بدأت به المقال؛ فحكاية الصراع والفوز والهزيمة ليست حكاية إيمان أو كفر، إنما حكاية نشاط وكسل وعمل ولا عمل ونجاح ورسوب، وهكذا أرادها الله تعالى ليسعى الجميع إلى ما فيه صلاحهم وصلاح الأرض برمتها، وصحيح تماما أن الله خير مطلق وعدل مطلق، ولكنه مع ذلك لا ينصر مؤمنًا متخاذلاً، مهما يكن الخير والعدل بكنفه، قدحا في التخاذل المهين لا حطا من الإيمان الملهم!

إقرأ أيضا
البحر المتوسط

الكاتب

  • المؤمنون عبد الرحيم طايع

    - شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان