لماذا يريدون قتل ابنتي؟
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
من يقتل حلمك يقتلك
نضرب كفا على كف نحن الكبار لأن صغارنا ليس لديهم مثل أعلى أو حلم وطني حقيقي مثلما كنا، لهذا احتفلنا جميعا بنسب مشاهدة مسلسل الاختيار ومعرفة تلك الأجيال لقصة البطل الأسطورة أحمد منسي لكن ولأنهم جيل مختلف ورائع تفاجئنا بطلات منتخب مصر لكرة اليد مواليد ٩٨ و ٢٠٠٠ بخوض معركة مشرفة لتمثيل بلادهن وتكوين منتخب نسائي أول لمصر التي تعاني من عدم تكوين هذا المنتخب قبل سنوات، كن مبهرات في الملعب كما تابعتهم لمدة ٥ سنوات وهن مبهرات في معركتهن الشريفة أمام اتحاد لم يجد ما يقاوم به فيروس الكورونا سوى إلغاء دوري السيدات واستكمال دوري الرجال – على الرغم من أن الاصابات بين النساء أقل من الرجال – لكنه كعادته يتعامل بإهمال متعمد مع كرة اليد النسائية معتديا على المساواة التي قرها دستور مصر، فما هي الحكاية وكيف بدأت؟
من يملك حلما للوطن بالتأكيد يعشقه
قبل ٦ سنوات رفضت فرح ابنتي اللعب في دولة قطر وتمثيل منتخبها ضاربة عرض الحائط بكل العروض مصرة على العودة لمصر لتمثيل منتخبها، يومها نمت مسرورا – قلت لنفسي عرفت تربي يا أسامة – وعادت بالفعل ومثلت منتخب بلادها، قبلها كانت بطلات ٩٨ يحرزن بطولة أقريقيا للمرة الأولى في تاريخ مصر، صار لديك منتخب نسائي يرفع ذهبية القارة بل ويسافر إلى كأس العالم ويحرز المركز التاسع ليفخر بهم حسن مصطفى رئيس اتحاد كرة اليد الدولي – وأول من ألغى منتخبات السيدات – ويقول آن لكرة اليد في مصر أن يمثلها منتخب نسائي، لكن ولأن فريق الشباب في نفس المرحلة العمرية لم يحقق انجازا يذكر ، قرر أحد الجهابذة تأجيل فكرة إقامة منتخب مصر، ليمر عامان يحرز بعدها منتخب ٩٨ فضية أفريقيا ويفوز فريق ٢٠٠٠ – الذي تلعب فيه ابنتي – بالذهبية في مرحلتها ويتأهلن جميعا لكأس العالم للمرة الثانية على التوالي وهو انجاز مشرف في حد ذاته، لم يكتفي منتخب ٢٠٠٠ بهذا بل حصل على ذهبية دورة الألعاب الأفريقية للشباب في العام ذاته، صار لدينا بطلات اعتدن الذهب، يبذلن المستحيل من أجل تمثيل الوطن لأن لديهن حلم.
لماذا يقتلون بنات ٩٨ و٢٠٠٠
خرج الكابتن عبده عبد الوهاب ليتحدث في إحدى الفضائيات ليتحدث عن إحتمالية تكوين فريق أول للسيدات في مصر لكرة اليد من مواليد ٢٠٠٢ و٢٠٠٤ مهاجما بطلات ٩٨ و٢٠٠٠ مؤكدا أن نتائجهما في كأس العالم الأخيرة لم تكن مرضية، ليتجاهل الكابتن أن فريق ٩٨ سافر بطولة العالم ليلعب ب١٠ لاعبات فقط أمام ١٦ بعد غياب مخطط الأحمال والإصابات التي ضربت الفريق الذي لم يخض فترة إعداد، كذلك فريق ٢٠٠٠ الذين لم يعقدوا معسكرا وأعتبر الاتحاد مشاركتهم في دورة الألعاب اعدادا وعلى الرغم من هذا حصلت فرح الشاذلي على لقب أفضل حارس مرمى في الدور الأول للبطولة وانتهت البطولة وهي في المرز الرابع كأفضل تصديات بعدما شاركت الحارسات الاخريات أكثر منها، وحصلت أية طارق على المركز التاسع كأحسن جناح في البطولة، دون اعداد ودون تجهيز مع وجود مجاملات فجة في اختيار الأطقم الفنية.
على الرغم من هذا بقيت البطلات يلعبن في أنديتهن حاملات الحلم في صدورهن على أمل أن تأتي لحظة رغم أن الاتحاد المصري لكرة يد يتعامل معهن معاملة الجواري، فلم يهتم بأن توقع الأندية عقود احتراف مع اللاعبات على الرغم من أنه أصر على هذا مع الشباب، – عدا النادي الأهلي الذي فعلته ادارته هذا وحدها – بل وجعل البطلات مقيدات بأوامر ادارتهن دون أية حقوق، لكنهن رغم هذا لم يستسلمن لأن البطل لا يعرف الاستسلام، الذي يعرفه الكابتن عبده الذي لا يعرف بناتنا وفيما يبدو لم يشاهدهن في الملعب هو وكل طاقم الاتحاد
أتمنى أن يتدخل الدكتور أشرف صبحي ومعالي رئيس الوزراء مصطفى مدبولي التدخل لتصحيح هذا الوضع الذي يشين مصر ويهين تاريخ المرأة ونضالها فيها بسبب اتحاد ذكوري لا يعرف قيمة بناته ولا نساء مصر اللاتي يكرمهن الرئيس السيسي في كل خطاب ومناسبة.
استقيموا يرحمكم الله
اقرأ أيضا
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال