رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
593   مشاهدة  

لماذا يكرهون الدين؟ .. البعض مصاب بفوبيا التدين

الدين
  • إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



أن تنحاز لرأيك حتى تزدري من يخالفه هو التشدد بعينه، وضد مبدأ التعايش في سلام، ومع الأسف توجه أصابع الاتهام بالعنصرية والتخلف دائمًا نحو المتشددين الدينيين فقط، ويتناسى الناس أطراف أخرى.
يحكي لنا أحد العاملين بمكتبة الإسكندرية عن كاتب ذو صيت يتفنن في الحديث عن التاريخ الإسلامي والتنظير عن الشخصيات المعروفة فيه، بأنه كان يسخر ممن يصلون!.. من كان يعلن أنه سوف يتوجه إلى الصلاة أمامه يسخر منه ، فمن يعتبر نفسه معه صك المعرفة المطلقة يسخر من علاقة الإنسان بربه!
أما عن كاتب آخر صغير السن يخطو خطواته الأولى في كتابة المقالات، فصرح مباشرة بيوم على صفحته بفيس بوك قائلًا أنه يعتبر المحجبة متخلفة! الجملة التي صرح بها حسين فهمي بمرة بعد حادثة وزير الثقافة فاروق حسني مع الصحفية التي تحجبت، ثم اعتذر الفنان عما قال مؤكدًا أنه لم يقصد وكانت لحظة غضب، وأن ابنته محجبة!
الأزمة الحقيقية ليست بالصلاة والحجاب، ولكن في أن ليس كل من يناقش فكرة دينية يريد الإصلاح، وليس كل من يعترض على الحجاب يهاجمه لعدم إيمانه بكونه فرض ديني، ولكن هناك فئة تريد مصر بلا دين، تريد نزع الهوية الدينية بأكملها عن مسلميها ومسيحيها، يصابون بأعراض نفسية عضال عندما يسمعون أي شيء له علاقة بالدين، أصابتهم فوبيا تأصلت بهم حتى امتزجت بالغل المدفون الذي لم نكن نراه من قبل، ولا أتحدث هنا عن العلمانية التي تضمن حقوق الجميع في ممارسة الشعائر، ولكن أتحدث عن الذين يتخوفون من كلمة “دين” لأنه يقيد حريتهم من وجهة نظرهم ربما، على الرغم أن الله أعطى الإنسان حرية الاختيار أن يدخل في أحد الأديان أو لا يؤمن ولا يلتزم بالعبادات إن أراد.
الدين يفرض علينا بعض الالتزامات الصعبة ولا يوجد من ينكر ذلك، وهو منهج وضعه الله للإنسان كي تستقيم حياته ويحافظ على صحته وإن كانت تعاليمه ليست جميعها سهلة على النفس، ويعلمه أيضًا كيف يتعايش مع الآخرين، وأعطى الله الإنسان الحق في الإيمان والكفر والالتزام من عدمه، ولكن ربما انتشار الحكم على الآخر وتدخل الناس في علاقة الإنسان بربه جعل البعض يتحسس من الدين ككل ومن الملتزمين بشكلٍ عام، ولا نتغافل عن بعض المواضيع الشائكة التي يتجنب الكثير من الشيوخ الحديث فيها والنقاش بهدوء لعدم وعيهم الكافي بأصلها فيتركونها للناس كما هي أو يصدرون جملة (هو كدة) ومن يحاول إفهام الناس الحقيقة حول هذه المواضيع نالته الاتهامات بالزندقة، وكأنما خلق الله لنا عقلًا كي نهمله، وهذه الأسباب خلقت التميز بين الناس وبعضها البعض، وأينما وجد التميز وجدت الغيرة والغل، فكما هناك من يحسد ويغل ممن اختار عدم التقيد بالالتزامات الدينية لكونه لا يستطيع أن يفعل ما يحلو له– وربما لكونه لم يختر التدين عن رضا– تجد أيضًا من يزدري المتدينين فقط لأنه لم يستطع فعل ما يفعلون، فكيف استطعت أن تصلي بينما أنا مقصر؟! وكيف تلتزم بالحلال وأنا قد اخترت الحرام؟ وهذا يبرر الصديق الذي يهجر صديقه لأنه اختار أن يلتزم بالعبادات الدينية، فمن هنا تسمع من يلقي الاتهامات جزافًا على الملتزمين بثقل الدم والتخلف والجهل والتشدد على الرغم من أنهم لم يتدخلوا في شؤون الآخرين.
لدي صديق ملحد نتناقش سويًا بكل شيء، فحاول بمرة نقاشي حول قضية دينية بعينها محرمة محاولًا تحليلها لي من جهة الدين! على الرغم أنه لا يؤمن بالدين ولا بالله من الأساس!..وتكرر الموقف مع غيره، وهذا ما أريد طرحه: كيف نصدق أن هناك من يريد إصلاح قضايا الدين وهو من الأساس لا ديني؟ بالطبع له الحرية في الكلام عما وصلنا إليه من عبث طاله وطال غيره من المختلفين، ولكن كيف يتدخل بوجهات نظره فيما هو حلال أم حرام في شيء لا يؤمن به من الأساس؟!
بعد الحوادث الإرهابية مؤخرًا انقلب بعدها الكثيرون على الإسلام، وكأن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يستخدمه البعض في الإرهاب، على الرغم أن الكاتب وائل عباس، عرض بمقاله “كيف يتحول دين سماحة لدين عنف وإرهاب” أن حتى البوذيين دعاة السلام عرفوا طريقًا للتشدد والقتل باسم الدين! ووصلت الحروب أن تكون بينهم وبين بعضهم البعض.
الملحدون المتشددون يدعون لتقبل الآخر وهم دائمو الهجوم على كل صاحب معتقد، يسبون كل الرموز الدينية والذات الإلهية، يستخدمون السوشيال ميديا في أوقات عصيبة في الإيقاع بين المسلمين والمسيحيين في جوٍ محتقن، ويستخدمون الآيات التي لها أسباب محددة في النزول وتفسيرات معينة كي يروجوا لترهاتهم، ومع الأسف لا يصب أحد غضبه على هؤلاء بينما يتذكر الجميع فقط المتشددين الدينيين.
جميعهم صاحبوا القبح ونبذوا الحب، ولكن العينة التي تحدثت عنها أكثر خداعًا لنا حيث يروجون دائمًا دفاعهم عن الحريات وهم يملأهم الغل من الآخر، فسحقًا لمن باع الحب من أجل الهوى الشخصي والكبر والغرور.

الكاتب

  • الدين إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان