لماذا يُحرم القانون الدولي الفسفور الأبيض ولماذا تستخدمه بعض الدول؟

يحرم القانون الدولي استخدام الفسفور الأبيض في أي هجمات عسكرية أو  إغارات أيًا كانت الأطراف المتنازعة، لما يسببه من كوارث تتنافى مع المبادئ الإنسانية، لكنّ هناك بعض الدول قد استخدمت الفسفور الأبيض في الهجوم المسلح على دول أخرى ومن هذه الدول التي اخترقت القانون ( انجلترا، أمريكا ، وإسرائيل).

ما هي قنابل الفسفور الأبيض؟

الفسفور الأبيض هو مادة كيميائية تتفاعل مع الأكسجين، وينتج عن هذا التفاعل الكميائي حرارة شديدة تصل إلى 815 درجة مئوية، إلى جانب الضوء الكثيف الذي يستخدم في الأغراض العسكرية.

ويستخدم الفسفور الأبيض في حماية القوات العسكرية من الأسلحة الموجهة إليها مثل الصواريخ والدبابات، كما يستخدم في التعتيم على العمليات العسكرية على الأرض، إذ يصدر عنه ستارة من الدخان ليلًا أو نهارًا لإخفاء الحركة البصرية للقوات، وعند الانفجار الجوي يغطي الفسفور مساحة أكبر بالتالي يغطي على حركة القوات الكبيرة.

وإلى جانب أهميته في العمليات العسكرية بالنسبة لبعض الجيوش إلا أنه يسبب أضرار كارثية، كنشر التأثيرات الحارقة له على مساحات أوسع مثلما تعرض له المدنيون في حرب غزة 2023

أضرار استخدام الفسفور الأبيض

1ـ إذا انفجر الفسفور في العمليات العسكرية على الأرض فإن تركيزه يكون أكثر بالتالي يظل ستار الدخان السام فترة أطول.

2ـ إذا انفجر الفسفور خلال عمليات جوية فإن تأثيره حارق على مساحة كبيرة من المنطقة المقذوف فيها، كذلك وجود سحب دخانية ناجمة عنه كثيفة.

3ـ كما أن الفسفور يستخدم كسلاح حارق، وقد استخدمته أمريكا في حرب العراق 2004 لإخراج المقاتلين المختبئين أو لقتلهم حرقًا.

4ـ يتعرض المعرضون للفسفور لعدة أمراض مزمنة تلازمهم مدى الحياة، ومنها ( الشد والألم الدائم للعضلات، إعاقة الحركة، يذيب العظام ).

5ـ يترك الفسفور علامات وندوب متغيرة المظهر تؤدي إلى ضرر نفسي واستبعاد اجتماعي.

6ـ وعلى صعيد المنشآت فإن استخدام الفسفور الأبيض يؤدي إلى تدمير المنشآت العامة، وإلحاق الضرر بالمحاصيل الزراعية.

الفسفور في القانون الدولي

يحرم القانون الدولي استخدام الفسفور الأبيض في الأسلحة، إذ أن تأثيراته حارقة، والقانون الإنساني الدولي يتطلب منن الدول اتخاذ الإجراءات الحاسمة والاحتياطات اللازمة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين بسبب تلك الأسلحة.

وتخضع الأسلحة الحارقة ومنها الفسفور إلى البروتوكول الثالث لاتفاقية الأسلحة التقليدية، إذ يحذر استخدام هذه الأسلحة الحارقة لا سيما الملقاة جوًا على المدنيين، وقد صدقت هذا القانون بعض الدول في حين رفض البعض الآخر، ومن بين الدول التي صدقت هذا القانون فلسطين ولبنان، في حين رفضت إسرائيل التصديق على هذا القانون.

يقول مختصون حول هذا القانون أو البروتوكول،أن تعريف البروتوكول للأسلحة الحارقة يغطي  “المصممة أساسًا” لإشعال النيران وحرق الأشخاص، بالتالي يمكن القول إنه يستبعد الذخائر متعددة الأغراض، مثل تلك التي تحتوي على الفوسفور الأبيض، إذا تم استخدامها كستار من الدخان، حتى لو تسببت نفس المواد الحارقة في تأثيرات على البشر.

دول قُصفت بقنابل فسفورية

1ـ استخدمت بريطانية عام 1916م قذائف الفسفور الأبيض في الحرب العالمية الأولى، إذ أنشأت مصنعًا لهذا الغرض خصيصًا.

2ـ استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية قذائف الفسفور الأبيض بشكل لافت في الحرب العالمية الثانية

إقرأ أيضا

أرقام وإحصائيات .. تأثيرات الحرب على الاقتصاد في السودان

3ـ استخدمت أمريكا قذائف الفسفور في حربها ضد العراق نوفمبر2004، ولم يبقى سوى 40 إلى 50 ألف شخص في منطقة الفلوجة من أصل 300 ألف شخص بسبب استخدام هذا السلاح الحارق.

4ـ استخدمت إسرائيل القذائف الفسفورية في عام 2006، عندما ضربت أهداف عسكرية في جنوب لبنان.

5ـ استخدمت إسرائيل في ديسمبر 2008 الفسفور هجوم عسكري عنيف على قطاع غزة.

6ـ وفي عام 2014، اتهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل باستخدام قنابل الفسفور الأبيض في غزة مرة أخرى، مما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين.

7ـ سنة 2009 اتهمت منظمات حقوق الإنسان القوات الأمريكية باستخدام قنابل الفسفور الأبيض في أماكن مأهولة بالمدنيين وإلحاق الأذى بهم.

8ـ أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية قنابل فسفورية في سنة 2017، بزعم مجابهة تنظيم داعش، تسبب هذا الهجوم في خسائر كبيرة في الأرواح وأدى إلى فرار 160 ألف مدني من منازلهم ونزوحهم داخليًا.

اقرأ أيضًا : دون مواربة.. دلائل دعم أمريكا لإسرائيل في حرب غزة