لما حصل الزلزال قلنا إن فيه زلزال “هل قال صفوت الشريف هذا التصريح ؟”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
عاد إلى السطح تصريح صفوت الشريف عام 1992 على صفحات التواصل الاجتماعي حين قال إحنا مبنخبيش حاجة لما حصل الزلزال قلنا إن فيه زلزال ـ وأراد بذلك التأكيد على شفافية الإعلام المصري وقت حدوث الزلزال؛ لكن هل قال صفوت الشريف وزير الإعلام وقتها هذا التصريح ؟
صفوت الشريف لم يقل لما حصل الزلزال قلنا إن فيه زلزال
لعل كاريكاتير الأهرام للرسام ماهر داوود بعد وقوع الزلزال بأيام معدودة كان راصدًا لأحداث الزلزال إعلاميًا حيث تطرق إلى ما يسوقه الإعلام المصري عن أصالة الشعب المصري.
أما صفوت الشريف فقد غابت تصريحاته الرسمية عدة أيام حتى خرج في 15 أكتوبر عام 1992 وقال أن مبنى ماسبيرو سليم وليس هناك أي ملاحظات على جدرانه أو هيكله الخرساني، وقال أنه تم تشكيل مجموعة هندسية في اليوم الأول لحدوث الزلزال وقامت اللجنة بفحص المبنى وكان تقريرها أن المبنى سليم ولم يتأثر فيما عدا حائط بين متبين بعيد عن الأعمدة وحدث به شق رفيع ومحدود، بينما في اليوم التالي تم تشكيل مجموعة استشارية أخرى أكدت على سلامة المبنى ولكنها أوصت بصب هيكل خرساني لقواعد الصاري بهدف التأمين، والشيء الوحيد الذي حدث هو توقف جزئي في الكهرباء عند وقوع الزلزال ولكن لم يشعر به أحد.
مصدر شائعة لما حصل الزلزال قلنا إن فيه زلزال
كان الصحفي فكري كمون هو أول من أجرى حوارًا صحفيًا مع صفوت الشريف في جريدة الجمهورية بعد وقوع الزلزال بـ 5 أيام وفي هذا الحوار صب صفوت الشريف جام غضبه على الإذاعات الأجنبية والتي قال عنها “يستغل بعض المراسلين الأجانب مناخ الحرية ويكتبون عن سلبيات غير حقيقية وغير واقعية، إنهم يمارسون علينا صحافة الأغنياء فيعرضون صورًا كاذبة، والنقد الموضوعي الحقيقي موجود في التلفزيون المصري والإذاعة والصحافة، ولم ينفي صفوت الشريف وجود سلبيات، قائلاً أن مصدر رصد السلبيات يكون عن طريق المواطن لا تقارير المراسلين.
كيف تعامل إعلام مصر التسعيناتي مع أزمة الزلزال
تابعت برامج الإذاعة والتلفزيون تطورات أحداث ما بعد الزلزال من خلال النشرات الإخبارية والتقارير المفصلة، وغير ماسبيرو البرامج والسهرات وقدم مادة تتفق مع الزلزال.
مثلاً أعلن سمير التوني رئيس قطاع الأخبار أنه تم وضع خطة لعمل الإعلاميين والمذيعين لمحاورة المضارين في شققهم الجديدة، بالإضافة إلى التوجه للمستشفيات لإجراء حوارات مع المصابين.
أما مأمون النجار نائب رئيس الإذاعة قرر استبعاد البرامج الضاحكة وتأجيل الأغاني والفقرات الخفيفة مع تقديم وجبة من التغطية تواكب الحدث حيث تعرض الجهود المبذولة لاحتواء آثار الزلزال.
بينما أعلن محمد رجائي رئيس القناة الثالثة أن تركيز القناة كان على تقديم الناحية العلمية في ظاهرة الزلازل، فضلاً عن أن القنوات المحلية تتابع اهتمامات الناس في المحافظات وعمل عملية توعية لهم، الأمر نفسه أكده عبدالخالق عباس رئيس إدارة المخرجين في قطاع الأخبار حيث أعلن أن التلفزيون المصري اعتمد برامج توعوية بالرسوم المتحركة لتكون بمثابة نماذج توعية ضد الزلزال، وتم الاستعانة بالكمبيوتر لتنفيذ هذه النماذج وهي لا تستغرق 20 ثانية وتذاع كتنويهات.
اقرأ أيضًا
يوم أن عُرِض مسلسل لن أعيش في جلباب أبي لأول مرة “صفوت الشريف أهمله واهتم بالدين”
أما القناة الأولى فقد تغير شكل عملها بالكامل وهو ما أعلنه عبدالرحيم شعبان مدير عام التنفيذ بالقناة، حيث ألغيت البرامج الغنائية والموسيقية والفكاهية واستبدلت ببرامج جادة تتفق مع طبيعة الأحداث، وصل هذا التعامل إلى تغيير مقدمة مسلسل البريمو لأن مقدمته الموسيقية راقصة، كما ألغي عرض فيلم الورثة وتم استبداله بفيلم عصفور له أنياب.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال